ضياع الأمانة من شباب اليوم

[ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران]

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
وبعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعةٍ وكل بدعةٍ ضلالةٍ وكل ضلالةٍ في النار
ثم أما بعد
أن المجتمع الإسلامي يمر بتغيرات في منهاجه وسلوكه ونجد أن هذا ظاهر لعيان
يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ( .مسلم
بدا الاسلام غريبا عندما جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم وبداء يدعوا اليه
واليوم بداء غريبا
وغربته بان وصفوا المسلم بالتخلف والرجعية والجهل واضطهاده للآخرين ظاهر من خلال ما يبثون في افلامهم وقنواتهم ومنتدياتهم هي لا تمثل الإسلام ولا اخلاقه المسلم بل كذب وافتراء.من ما أشعل روح الكراهية للمسلمين
وغربته عند أهله نجد أن الإنسان الملتزم يعتبر رجعي وان القانون الشرعي يعتبر تخلف وغير أنساني وان القانون الوضعي هو التحضر وهذا اثر في الشباب لان الإعلام الغربي بداء يربي في جيل منحط فارغ أجوف عدو لمعتقدات أجداده و التف حول أمور الجاهلية الغربية التي تعيشها أوربا وأمثالها اليوم وتبث سمومها في إعلامها
والغرض من ذلك هو انه يخطط لتدمير المسلم من ناحية دينه وأخلاقه ليتحول هذا الإنسان لطينه لينه يشكلها كما يريد فيتشرب منهم والفساد والتحلل من كل القيم الفاضلة التي ربهم عليها هذا الدين فيصبِح إنسان لا هويه له ولا فكر ولا اخلاق بل كالبهائم بل اضل فيَسهُل التغلب عليه وهذا ما يعشه المسلمين اليوم
من ما إرغام العالم كله على تقبلوها من دون إبداء رأى حولها أو مناقشة
في حين ان الاسلام نهي ان نحاربهم او ان نسي اليهم
قال تعالى )لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون)
وحقق هذا الإعلام غرضه و انتشر الجهل بأمور الدين وأصبح المنكر معروف والمعروف منكر وان ما يبث اليوم في القنوات التي تحارب في الدين وتجمل الكفر وأفعاله وتغلفه وتزينه لهم لا يقدرون ان يوزنون تلك الأمور بالميزان الشرعي لأنهم هم أساسا لا يملكونه
فساروا خلف كل الأهواء التي يبثونها حتي اثر علي المجتمع بصورة ملحوظة وغير في سلوكياته يقول رسول الله عن أبي سعيدٍ رضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَتتَّبِعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم شِبراً بشِبرٍ وذِراعاً بذِراع، حتّى لو سَلَكوا جُحرَ ضَبٍّ لَسَلكتُموهُ. قلنا: يا رسولَ الله، اليهودَ والنصارَى ؟ قال: فمن» ؟البخاري
نجد ان شباب اليوم وصل به إتباع سبل أولائك في الملبس والمظهر العام والأخلاق المنحطة وأصبح
لا يحمل من الإسلام الا اسمه او ما كتب في شهادات الميلاد
يقول عمر بن الخطاب
لا يبقي من الإسلام الا اسمه ومن القران الا رسمه
وهذا دلاله علي ان القران لا يقرءا بالطريقة الصحيح و وأصبح اليوم يزين السيارات والمكاتب والبيوت هذا حادث اليوم
وأما الإسلام لا توتي شرائعه بالطريقة الصحيحة
هؤلا نسوا أن الله سوف يحشرهم معهم في جنهم والعياذا بالله
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
عن عبدِ الله عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المرءُ معَ من أحبَّ».البخاري في الجنة ان أحببت الاخيار او في النار ان أحببت أمثال أولائك
نجد ان تدمير الأعلام لأخلاق المجتمع المسلم ظاهره في ملابس النساء وخلعهن لحجاب بعد ان اثأر الأعلام تلك القضية والفتاوى الباطلة حوله وإخراجوا ادلة بعد ان حرفواها عن المراد منها.
والغاية من ذلك كله تدمير الدين في الشباب وتحطمت أخلاقه ولقد حقق الأعلام ما كان مطلوب منه وأكثر من ذلك و السبب الذي أدي لنجاحه هو ضعف الوازع الديني عند الشباب وجهلهم بأمور دينهم من حلالا وحرام
وكان الناتج هدم الأخلاق الفاضلة
وكل تلك أمور تسير في اتجاه معاكس عن الصراط المستقيم فهل انتبهنا إلي ذلك والي أين تأخذنا تلك الخطوات التي نسير بها اليوم
هل انتبهنا الي ما يدور من خلفنا لهدم الدين الذي هو اعز ما نملك لقد بدا الأعداء يتكالبون علينا انظروا الي سوريا والعراق وأفغانستان من قبل
ودسائس ومكائد تحاك ضد الاسلام واهله فهل انتم متيقظون ؟
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت
كيف العلاج ؟
ان العلاج يكمن في معرفة الله عز وجل ولو عرف الشباب ربهم بحق لخافوه وان هذا الأمر لا يمكن ان يتحقق الا بحلقات العلم والذكر
ان المساجد اليوم أصبحت مكتظة بالمصلين الشباب ولكن ينقصهم العلم والمعرفة بأمور دينهم
نجد ان النساء يدرسون القران تلاوه وحفظ من غير احكام وتفسير واسباب النزول وغيرها من علوم القران
ويقودني هذا الأمر إلي المنتديات التي أصبحت تجمع الشباب اليوم
نجد المنتديات الإسلامية تشكل تقريبا 10\100 من مجل المنتديات لو أخذنا هذه المنتديات نجد أنها تتوزع علي الطوائف ألدينه من تكفير وتشيع و قرانيون وصوفيه وغيرها من الطوائف الاخري
.وكلها تدعوا الي معتقدها فقط
2\10 منها يدعوا الي معرفة الدين الصحيح هنالك منتديات اسلاميه فرعيه داخل منتديات اخري ونجد انها حاطب ليل تنقل الصحيح والضعيف والموضوع وغيرها لا هم لها في الدين
لماذا لا نسخر هذه المنتديات لخدمة دين الله عز وجل
لماذا لا نبصر الشباب بما يدور حوله في هذه المنتديات
تجد الشباب يحملون الجوال امام وجهم بالساعات الطوال
و لا يقدرون ان يحملون المصحف ساعه واحده
قال تعالي
{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً * ليُعَذبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
قال ابن عباس: الأمانة الفرائض، عرضها الله على السماوات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلك، وأشفقوا عليه من غير معصية، ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها

اذن ان دين الله هو الامانة التي بدات تضيع من الشباب اليوم
نسال الله العفو والعافيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك