
01-24-2015, 07:44 AM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
فضل القناعة
فضل القناعة
ركن أساسي من أركان السعادة، ولا يقف بناء السعادة في القلب إلا على هذا العمود. والسعيد من أكثر من نسبتها في قلبه، وامتلأت بها نفسه، وتشرّبتها جوارحه.
وقد وصف لله تعالى المنافقين بعدم القناعة والطمع والجشع وجعلها من سماتهم فقال: وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ [التوبة:59].
قال تعالى لموسى - عليه السلام - : { فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } (8) .
قال تعالى: { وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ } (4) .
وقال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } (9) .
قال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما قالا: بالقناعة [تفسير ابن كثير 2/645 - الطبري 7/115 - القرطبي 3790].
ما هي القناعة؟
القناعة هي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، و
هي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) [مسلم].
(حب) سأل موسى ربه عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها :
قال : يا رب أي عبادك أتقى ؟ قال : الذي يذكر ولا ينسى
قال : فأي عبادك أهدى ؟ قال : الذي يتبع الهدى
قال فأي عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه
قال : فأي عبادك أعلم ؟ قال : عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه
قال : فأي عبادك أعز ؟ قال : الذي إذا قدر غفر
قال : فأي عبادك أغنى ؟ قال : الذي يرضى بما يؤتى
قال : فأي عبادك أفقر ؟ قال : صاحب منقوص
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس وإذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه .
قال أبو حاتم: قوله: " صاحب منقوص "، يريد به: منقوص حالته، يستقل ما أوتي، ويطلب الفضل.
صحيح ابن حبان - مخرجا (14/ 100) 6217 السلسلة الصحيحة (9/ 130) ( 3350 ) ( الصحيحة )
قال ابن بطال: "معنى الحديث: ليس حقيقة الغنى كثرة المال؛ لأن كثيرًا ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أُوتي، فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه، فكأنه فقير لشدة حرصه، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس، وهو من استغنى بما أوتي وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب، فكأنه غني"،
وقال القرطبي: "معنى الحديث: "إن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع، فعزت وعظمت، وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه، فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال، لدناءة همته وبخله، ويكثر من يذمه من الناس، ويصغر قدره عندهم، فيكون أحقر من كل حقير، وأذل من كل ذليل" انتهى كلامه.
قال النووي : والحاصل إن المتصف بغنى النفس يكون قانعًا بما رزق الله، لا يحرص على الازدياد لغير حاجة، ولا يلح في الطلب، ولا يلحف في السؤال، بل يرضى بما قسم الله له، فكأنه واجد بدًا، والمتصف بفقر النفس على الضد منه؛ لكونه لا يقنع بما أعطي بل هو أبدًا في طلب الازدياد من أي وجه أمكنه ثم إذا فاته المطلوب، حزن وأسف، فكأنه فقير من المال؛ لأنه لم يستغن بما أعطي، فكأنه ليس بغني، ثم غنى النفس إنما ينشأ عن الرضا بقضاء الله تعالى والتسليم لأمره، علمًا بأن الذي عند الله خير وأبقى، فهو معرض عن لحرص والطلب)
أصاب يزيد بن المهلب - قائد المسلمين - فى بِجُرْجَانَ تَاجًا فِيهِ جَوْهَرٌ فَقَالَ: أَتَرَوْنَ أَحَدًا يَزْهَدُ فِي هَذَا؟ قَالُوا: لَا. فَدَعَا مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ الْأَزْدِيَّ فَقَالَ: خُذْ هَذَا التَّاجَ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ. فَأَخَذَهُ، فَأَمْرَ يَزِيدُ رَجُلًا يَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ بِهِ، فَلَقِيَ سَائِلًا فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ السَّائِلَ وَأَتَى بِهِ يَزِيدَ وَأَخْبَرَهُ، فَأَخَذَ يَزِيدُ التَّاجَ وَعَوَّضَ السَّائِلَ مَالًا كَثِيرًا. الكامل في التاريخ (4/ 91)
(جة حم طس) , وعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال:
(جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله) (1) (عظني وأوجز) (2) (قال: " إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع) (3) (كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك) (4) (ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا) (5) (وأجمع اليأس) (6) (مما في أيدي الناس) (7) (تعش غنيا ") (8)
- أصابت داود الطائي فاقة كبيرة؛ فجاءه حماد بن أبي حنيفة رحمه الله بأربعمائة درهم من تركة أبيه، وقال: هي من مال رجل لا أقدم عليه امرأً في زهده وورعه وطيب كسبه، فقال له داود: لو كنت أقبل من أحد شيئًا لقبلتها تعظيمًا للميت وإكرامًا للحي؛ ولكني أحب أن أعيش في عز القناعة. أخبار أبي حنيفة وأصحابه(ص: 117) للصيرمي
صحيح مسلم (2/ 730)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ»
[ ش (كفافا) قال في النهاية الكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه وهو نصب على الحال]
جاء رجل إلى يونس بن عبيد، فشكا إليه ضيقا من حاله، ومعاشه، واغتماما بذلك، فقال: أيسرك ببصرك مائة ألف؟
قال: لا.
قال: فبسمعك؟
قال: لا.
قال: فبلسانك؟
قال: لا.
قال: فبعقلك؟
قال: لا...، في خلال، وذكره نعم الله عليه.
ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفا، وأنت تشكو الحاجة؟!. سير أعلام النبلاء (6/ 292)
صحيح الترغيب والترهيب (2/ 145) 1706 - (صحيح)
وعن أبي الدرداء رضي الله عنهـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا " . رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه
سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المديني الزاهد
قال كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه أن يرفع إليه حوائجه فكتب إليه أما بعد فقد أتاني كتابك يعزم علي إلا رفعت إليك حوائجي وهيهات رفعت حوائجي إلى مولاي إلى من لا يعتصر الحوائج دونه فما أعطاني منها قبلت وما أمسك عني قنعت . تاريخ دمشق (22/ 32)
عنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى»، قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لاَ أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ العَطَاءَ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ هَذَا الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ. متفقٌ عَلَيْهِ
ش (بسخاوة نفس) منشرحا بدفعه فالسخاوة راجعة إلى المعطي أو ترجع إلى الآخذ أي من أخذه بغير حرص وطمع. (بإشراف نفس) بأن تعرض له. (لا أزرأ) لا أنقص مال أحد بالأخذ منه]
وعن جعفر بن سليمان قال دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته فقال يا أبا ذر اين متاعكم
قال لنابيت نوجه إليه صالح متاعنا
قال أنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا
قال ان صاحب المنزل لا يدعنا فيه. صفة الصفوة/دار الحديث (1/ 227)ابن الجوزي
مسند أحمد (17/ 488)
عَنْ هِلَالِ بْنِ حِصْنٍ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْمَجْلِسُ، قَالَ: فَحَدَّثَ أَنَّهُ أَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا مِنَ الْجُوعِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَوْ أُمُّهُ: ائْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْأَلْهُ فَاسْأَلْهُ، فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ فَسَأَلَهُ، فَأَعْطَاهُ، وَأَتَاهُ فُلَانٌ فَسَأَلَهُ، فَأَعْطَاهُ، فَقَالَ: قُلْتُ حَتَّى أَلْتَمِسَ شَيْئًا، قَالَ: فَالْتَمَسْتُ فَأَتَيْتُهُ، - قَالَ حَجَّاجٌ: فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا فَأَتَيْتُهُ -، وَهُوَ يَخْطُبُ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ اسْتَعَفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ اسْتَغْنَى يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ سَأَلَنَا إِمَّا أَنْ نَبْذُلَ لَهُ، وَإِمَّا أَنْ نُوَاسِيَهُ، - أَبُو حَمْزَةَ الشَّاكُّ - وَمَنْ يَسْتَعِفُّ عَنَّا أَوْ يَسْتَغْنِي، أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّنْ يَسْأَلُنَا» قَالَ: فَرَجَعْتُ فَمَا سَأَلْتُهُ شَيْئًا. فَمَا زَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَرْزُقُنَا حَتَّى مَا أَعْلَمُ فِي الْأَنْصَارِ أَهْلَ بَيْتٍ أَكْثَرَ أَمْوَالًا مِنَّا .
حديث صحيح
صحيح الترغيب والترهيب (2/ 145)1707 - (صحيح لغيره)
وعن أنس رضي الله عنهـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت الدنيا همته وسدمه ولها شخص وإياها ينوي جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه ضيعته ولم يأته منها إلا ما كتب له منها ومن كانت الآخرة همته وسدمه ولها شخص وإياها ينوي جعل الله عز وجل الغنى في قلبه وجمع عليه ضيعته وأتته الدنيا وهي صاغرة
رواه البزار والطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه ورواه الترمذي أخصر من هذا ويأتي لفظه في الفراغ للعبادة إن شاء الله
انظر صحيح الأدب المفرد: 230
(خد) , وعن عبيد الله بن محصن الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(" من أصبح آمنا في سربه (1) معافى في جسده , عنده طعام يومه , فكأنما حيزت (2) له الدنيا) (3) (بحذافيرها ") (4)
(1) السرب: الجماعة، والمعنى في أهله وعياله. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 131)
(2) حيزت: جمعت.
5164 -[10] (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا» وَفِي رِوَايَةٍ «كفافا» . مُتَّفق عَلَيْهِ
عيون الأخبار (ص: 342، بترقيم الشاملة آليا)
قال: بالقناعة وصية سعد بن أبي وقاص لابنه وقال سعد بن أبي وقّاص لابنه عمر: يا بنّي إذا طلبت الغنى فأطلبه بالقناعة، فإن لم تكن لك قناعةٌ فليس يغنيك مالٌ.
وتقول العرب أيضًا: العبد حر إذا قنع، والحر عبد إذا طمع.
رجل فقير يرعى أمه و زوجته و ذريته ،
وكان يعمل خادماً لدى أحدهم ، مخلصاً في عمله ويؤديه
على أكمل وجه ، إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل ..
فقال سيده في نفسه :
" لابد أن أعطيه ديناراً زيادة حتى لا يتغيب عن العمل
فبالتأكيد لم يغيب إلا طمعاً في زيادة راتبه لانه يعلم بحاجتى إليه
" وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه و زاد عليه الدينار ..
لم يتكلم العامل و لم يسأل سيده ..
عن سبب الزيادة ، وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى ،
فغضب سيده غضباً شديداً وقال :
" سأنقص الدينار الذي زدته. "
و أنقصه .. و لم يتكلم العامل و لم يسأله عن نقصان راتبه..
فإستغرب الرجل مِنْ ردة فعل الخادم ، وسأله :
زدتك فلم تسأل ، و أنقصتك فلم تتكلم !!!!!!!
فقال العامل : عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولوداً ..
فحين كافأتني بالزيادة ، قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه ،
وحين غبت المرة الثانية ماتت أمي ، وعندما أنقصت الدينار
قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها .
ما أجملها مِنْ أرواح تقنع و ترضى بما وهبها إياه الرحمن ،
وتترفع عن نسب ما يأتيها مِنْ زيادة في الرزق أو نقصان إلى الإنسان .
اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك و أغننا بفضلك عمن سواك
فوائد القناعة
1- الغنى: أي: غنى النفس لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «من يستغن يغنه الله» (3) .وقوله عليه الصلاة والسلام: «ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس» (4) .
2- إنها سبب الفلاح: لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «قد أفلح من أسلم ورزق كفاف وقنعه الله بما أتاه» (5) .
3- إنه سبب لحصول محبة الله ومحبة الناس؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) (6) .
4- إنها طريق العز والشر والنزاهة؛ فإن العز في القناعة والذل في الطمع،
رغيف خبز يابس تأكله في عافية وكوز ماء بارد تشربه من صافية
وغرفة ضيقة نفسك فيها راضية ومصحف تدرسه مستندًا لسارية
خير من السكنى بأبراج القصور العالية وبعد قصر شاهقٍ تُصلى بنار حامية ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|