الحديث [الحسن] عند الترمذي دراسة نظرية تطبيقية

[ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبعه واستن بسنته واهتدى بهديه إلي يوم الدين أما بعد ..
قد حبا الله هذه الأمة العَظيمة بنِعم شَتى ومِن هذه النِعم أن جَعل لها إسناداً لإمامها ونبيها المُختار سيد البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه وسلم ، مما جعلها تتميز عن باقي الأمم بما شرفها الله به وحَمل هذا العلم العَظيم ونَقله عدولهُ ، مِن الصحابة والتابعين ومَن اتبعهم إلي يوم الدين قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((خير القرون قرني ثُم الذين يلونهم ثُم الذين يلونهم)) ، وحَمل هذا العِلم عَن التابعين أئمة عُدول ثقات نُقاد كانوا يرحلون في طلب الحديث المسافات والمسافات ، ويقطعون لأجله الأنهار والمحيطات ، فخاضوا الصعب الذلول وساروا على الأقدام فجعلهم الله آيةً في الحفظِ لأن الله جل جلاله كما حفظ كتابه العَظيم حفظ سُنة نبيه المُختار بفضله ومَنه ومِن هؤلاء الأعلام الإمام الترمذي - رحمه الله - الذي قال له الإمام البخاري ما استفدت مني كما استفدتُ منك فرحم الله هذه الثلة النقية المباركة رحمة واسعة وألحقنا ركبهم وعلمنا علمهم.
قد حصل بيننا وبين جُملة مِن طلبة العلم وأفاضل المشايخ نقاشٌ حول استعمال الإمام الترمذي لمصطلح "الحسن" في سننه ، فكان النقاش حافلاً بالفوائد والأدب الجَم مِنهم رغم سوءِ خُلق مني وقلة أدب - وفقهم الله - فذهب بعضهم إلي أنه رفعٌ للنكارة عَن الحَديث ، ومِنهم من ذهب إلي أنه تقويةٌ للحديث ، ومِنهم من ذهب أن إطلاق وصفي لا نقدي وخَالفتُهم في ذلك وقُلت أن الإمام الترمذي إنما أطلق الحسن وأراد به النقد ، وقد عزمت أمري أن أكتب في الحسن عند الإمام الترمذي دراسةً نظرية وتطبقية مختصرة مقتضبة على منهج الإمام الترمذي متقياً التوسع في تعريف المُصطلح وتاريخهِ راجياً المولى عز وجل أن يُوفقني لمرضاته وأن يكون الحقُ مع من خالفني مِن المشايخ وفضلاء طلبة العلم وبالله التوفيق.

أخوكم ومحبكم /
محمد بن أحمد الخالدي

المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك