حوار هادىء مع الأخ أحمد قاسم الغامدي حوار ؛ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

[منتدى اهل الحديث]

حوار هادىء مع الأخ أحمد قاسم الغامدي
حوار ؛ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
............
أخي الكريم أحمد:
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
لن أهاجم شخصك، ولن أنتقد أسلوبك، ولن أثرِّب عليك في فعلك، فذلك مزلق يحجبني وإياك عن أصل القضية ويسهم في تشتيتنا عن النقاش حول نقطة الخلاف التي أوريت جذوتها وأثرت نقعها بفعالك قبل أقوالك، ومن المعلوم والمفهوم لديك ولكل عاقل أن من وضع نفسه في مواطن الريب أحلّٓها موضع النقد وأشخصها للطعان بحق وبغير حق، وكنت - أخي ذلك الرجل - فدعني أطرح عليك بعضا مما يدور في خلدي من أسئلة - وأرجو ألا تكون مخجلة - فلعل الحقيقة تطل من خلف آكامها وركامها، فيستبين لكل ذي عينين موطن الخلل ومكمن الزلل ...

أخي الكريم!
أليس من المتفق عليه بين علماء الإسلام سلفا وخلفا القائلين بوجوب ستر الوجه والقائلين بجواز كشفه أن ستر المرأة وجهها خير لها وللناس من كشفه؟!
أليس هذا محل إجماع لا مطعن فيه؟!
ألا يسعك - أخي - أن تبذل نفسك لتقرير ما اتفق عليه علماء الإسلام على مر العصور والدهور بدلا من بذل الوسع والطاقة في الانتصار لرأي دون آخر؟!
لماذا بذلت مصاصة وجهك في المكان الخطأ ؟!

أخي الكريم!
أيهما أفضل ؛ الستر للوجه أم كشفه؟!
ستجيبني بجواب كل عاقل : الأفضل أن تستر وجهها يقينا ..
فلماذا تشتغل بالمفضول عن الفاضل ؟!
لماذا لا تدعو الناس للأكمل والأفضل بدلا من بذل سحابة وقتك في سوقهم للأدنى والأردى؟!
لماذا بذلت جهدك وجهادك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
زعمت أن غطاء الوجه خاص بأمهات المؤمنين؛ زوجات سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وزعمت أنك تقتدي به وتستن بسنته وأن الباعث لك في الذب عن هذا القول هو محض الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تناقضت وكشفت زوجتك للملأ .. فأين الاقتداء؟ أفي الستر أم في عداوة الستر؟!
لماذا وضعت نفسك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
بذلت الكثير من الجهد وناضلت وناظرت للسعي في تقرير إباحة كشف وجه المرأة بزعم تخليصها من مخالفة النصوص الظاهرة - في رأيك واختيارك - وكنت أتمنى أن تبذل عشر معشار جهدك مع نساء المؤمنين اللاتي كشفن الصدور والنحور والظهور والشعور وأظهرن ما يجب عليهن ستره حتى عن المحارم داخل البيوت وذلك ظاهر في أكثر بلاد الإسلام ولم نسمع لك حسيسا في وعظ هؤلاء أو بيان ما يجب عليهن من الستر والحياء واشتغلت بالمحجبات تقنعهن بكشف وجوههن ، فلماذا وضعت نفسك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
تجرأت أن تُظهر زوجتك على الملأ في مكان يراها كل الناس وأصبحت صورتها بين أيديهم وفي أجهزتهم لتكسب التحدي مع من عاديتهم ، بينما كبار العلمانيين ودهاقنة الليبراليين وعتاة الفاسقين ستروا عن الأنظار زوجاتهم ولم يتقحموا هذه العقبة التي تجاوزتها، فهل صورتك بلحيتك الكثة بجوار زوجتك على رؤوس الأشهاد وسيلتك المثلى في إقناع من لم يقتنعوا بحججك الباهتة ؟!
لماذا جعلت خاصة أهل بيتك وقودا لخصومتك مع غيرك؟!
لماذا وضعت نفسك وأهلك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
زعمت بأن قول الله تعالى:" يا أيها النبي قل لأزواجك وبَنَاتِك ونساء المؤمنين يُدْنِين عليهن من جلابيبهن ..." خاص بحدود الجلباب الذي لا يمر - بزعمك - على الوجه فيغطيه، وأتساءل معك في حيرة مُرّة: هل يعقل أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يكشفن الصدور والنحور والشعور قبل نزول آية الحجاب حتى يأتي الأمر لهن بتغطيتها؟!
القول بأنهن - رضي الله عنهن - كن يكشفن أكثر من ذلك فيه تعد على مقام النبوة وتجنّ على طهر البيت الذي أذهب الله عنه الرجس، وأنزهك عن هذا القول ، فماذا كان مكشوفا حتى يأتي الأمر بغطائه إلا الوجه والكفين ؟!
وأملي أن تتابع تلاوة الآية لتدرك - وما أظن ذلك يخفى عليك - أن الله ثنّٓى ببنات النبي صلى الله عليه وسلم وثلث بنساء المؤمنين ، فالحكم واحد للجميع، لا نختزل بعض المخاطبين به إلا بنقضه عنهم جميعا، فلماذا وضعت نفسك موضع الطعن في طهر البيت الشريف وأهله؟! ولماذا وضعت نفسك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
يخاطب الله النساء اللاتي لا يُشتهين لنكاح من القواعد بقوله:" والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن "
فنصت الآية على جواز كشف ثيابهن عن شيء كان يجب عليهن ستره، فبماذا برأيك أمرهن به ليباح لهن كشفه؟! هل تراها الصدور والنحور والشعور والظهور ؟!
لا يشك عاقل أو يماري مجادل في أن الوجوه - موضع الزينة والفتنة - كانت مستورة غير منظورة فأبيح لهن كشفها وبقيد مهم وهو عدم الزينة التي أبحتها - ويا لجرأتك! - ثم نص على أن الاستعفاف بالحجاب خير لهن مع أنهن كبيرات حسيرات، فكيف بالفاتنات من النساء الأخريات؟!
ما الذي أذهلك عن هذا لتضع نفسك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
زعمت بأن وجه المرأة وكفيها مباح لها كشفها وهي بإجماع الناس موضع الفتنة ، فهل يعقل أو يقبل أن الله الحكيم في تقديره وتدبيره يأمر المرأة بتغطية قدميها وكشف وجهها؟!
لا يخفى عليك أن وجه المرأة هو موضع القدح والمدح فيها ومكمن الفتنة بها وليس القدم التي يجب عليها تغطيتها ..
ألا يوحي هذا بالتناقض في الأحكام ؟! ألا ترى - بصّرك الله بالحق - أن هذا الحكم مختل القوام مسلوب الانسجام؟!
فهل يعقل أن تنتصر لحكم تأباه النقول الصريحة والعقول الصحيحة ؟!
لماذا وضعت نفسك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
أباح الله للخاطب أن يذهب لمن يريدها زوجة له لينظر إلى ما يدعوه لنكاحها ، فهل رأيت خاطبا يقلب بصره في رجل مخطوبته أو كوعها ليؤدم بينهما؟
من المؤكد أن الأمر يتوجه ابتداء للوجه والكفين، فإن كانت مكشوفة - كما تزعم - فما الداعي لأمره بالذهاب إليها والنظر فيها ؟
أليس الأمر بالتماس النظر للموجود غير المفقود أمرا غير مبرر؟!
فما الداعي لهذا الأمر الذي هو تحصيل حاصل؟!
إذا لم يكن وجه المرأة المحجوب عنه أصلا هو ما يدعوه لنكاحها مما يحمله إلى الذهاب إليها ورؤيتها وإلا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم للخاطب لا معنى له؟!وحاشاه. .
فهل تقبل أن يقال هذا أو بعض منه عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
أعيذك بالله من هذا!
لماذا وضعت نفسك في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
من فرح بقولك وابتهج بفعلك؟!
أهم الصالحون من عُبَّاد الله المتقين أم من هم دون ذلك؟!
عودك الذي احتطبته، في أي حزمة ربطته؟
وسهمك الذي ألقيته، في صدر من أنفذته؟
لبنتك التي صنعتها، هل بنيت بها فضيلة أو شيدت بها كرامة أم ألقيتها في وجوه حراس الفضيلة؟ وذدت بها عن دعاة الرذيلة؟
لماذا هانت عليك نفسك فوضعتها في المكان الخطأ؟!

أخي الكريم!
لن يحاسبك أحد على رأي رجحته وتدين لله به حسبما استبان لك دليله لكن الله سيحاسبك على كل زلة وقعت بسببك وكل فتنة حصلت من جراء فتاواك التي أذهلت الحليم وألجمت كل من يحاول أن يحمي حماك، وأنٌٓى له ذلك وقد كثرت منك العجائب والغرائب ؟!
ردّك الله إلى الحق وألزمك به حتى تلقاه!
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك