الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد والشكر في الأولى والآخرة، وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله إلى كافة الخلق بشيرًا ونذيرًا، وأكمل الله على لسانه الدين فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجمع الكلمة، فعزت الأمة العربية وذلت لها الجبابرة، وسادت على الأمم، وقادتها إلى العزة والكرامة في الدنيا والآخرة.
صلى الله عليه وعلى صحابته ومن اقتفى آثارهم إلى يوم الدين فاهتدى بهداهم وسار على نهجهم.
أما بعد؛
فاتقوا الله عباد الله: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:٧]، وقد نهاكم عن التكاسل والتخاذل والتواكل، وأمركم بالجد والإخلاص والمثابرة، وبالتناصح والجد والمثابرة سادت الأمة الإسلامية وكثر أنصارها واتسع أفقها وعظم شأنها؛ لاستمساكها بأوامر الإسلام وتنفيذ تعاليمه، والنهوض للجهاد والذب عنه وعن الدعوة إلى اعتناق مبادئه وهديه.
لقد كانت الجيوش الإسلامية تسير إلى الشرق وإلى الشمال والغرب، فكانت تجاهد بإيمانها القوي وبمبادئها واعتقاداتها القرآنية، لا بكثرة العدد والعُدة، وقد علم الله ما في قلوبهم من نصرة للحق وحب للخير والعدل، فأثابهم فتحًا قريبًا ونصرًا مبينًا، فدخل الناس في دين الله أفواجًا، لأن من كان مع الحق كان الله معه، ومن طلب الهداية والفتح جادًّا فتح الله عليه ونصره وأيده.
فلما تكاسل المسلمون وتواكلوا وتركوا السعي تفرقت كلمتهم، وتوزعت قيادتهم، وأصبحوا نهبًا لكل طامع وغرضًا لكل غاصب، وتلك سنة الله في خلقه، فالحق للأقوى والبقاء للأصلح، قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى:٣٠]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5].
لقد أصبحنا غثاءً كغثاء السيل، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: «يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها»، وقد وقع ما أخبرنا به المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فاستُعمرنا واعتُدي علينا، واغتُصبت أكثر أراضينا بالغدر والخيانة، واستغلت ثروات بلادنا، وأصبحنا أشلاء مبعثرة ودويلات مستعمرة وقبائل متضاربة متنازعة وعصبيات همجية، إنها محنة ليس بعدها محنة، وبلوى ليس أعظم منها إلا الكفر بالله.
عباد الله:
كل ذلك أصابنا لما تركنا العلم والعمل بما اشتمل عليه ديننا الحنيف من تعاليم سماوية ومبادئ قدسية، لا يأتيها الباطل ولا يتطرق إليها الشك ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: ٤٢].
فيجب علينا أيها المسلمون أن نعتبر بمصيرنا، وأن نتفكر بما آل إليه أمرنا، وأن نعمل بجد وإخلاص ونشاط للخروج من ظلمات الجهل والعمل المثمر، وأن نطرح الكسل والخمول والتواكل، ونكد ونكدح بكل ما فيه صلاح مجتمعنا، قال الجارم:
إِنْ تَطَلَّعْتَ للرَّغائِبِ فابذُلْ
تِلْك في الدَّهْرِ سُنَّة ُ الكَائِنات
ليس يجْني من السُّبَاتِ سِوى الأَحْ
لاَمِ فانهَضْ وُقِيتَ شرَّ السُّباتِ
وليس لنا سبيل لاسترجاع وحدتنا ومجدنا واسترجاع ما غصب من أراضينا إلا بالعلم والسعي والجد واليقظة، فإذا صدقنا العزم وطهرنا أنفسنا من الأحقاد والضغائن وأخلصنا فإننا حريون بالتوفيق والنجاح، ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [محمد: ٢١].
ولا بُدَّ لليلِ أن ينجليْ
ولابُدَّ للقيدِ أن ينكسرْ
وإذا صححنا عزائمنا واستقمنا واجتهدنا في العمل والعلم فيجب أن لا نيأس من استرجاع مجدنا وعزنا، قال تعالى: ﴿وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا القَوْمُ الكَافِرُونَ﴾ [يوسف: ٨٧]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٥].
فاتقوا الله عباد الله، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: ٢-٣]، جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وهدانا صراطه المستقيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، يوم يحشر الأولين والآخرين فيقول: ﴿ مَاذَا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ ﴾ [القصص:٦٥].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط مستقيم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأنتم تعلمون أننا على أبواب فصل الشتاء، والشتاء قارس بارد وعدو لدود، كما قال عمر بن الخطاب حينما أقبل الشتاء: «قد أقبل عليكم عدو فاستعدوا له»، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «اتقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره؛ فإن الأبدان كالأشجار، تذبل في أوله وتورق في آخره».
واعلموا أن لكم إخوانا فقراء ابتلوا بالفقر والفاقة والضنك والضيق في المعيشة، وهؤلاء المساكين إذا جاء الشتاء زادهم محنة على محنتهم، وعذابًا على عذابهم، وبؤسًا على بؤسهم.
فيجب علينا أيها المسلمون أن نمد يد المعونة إليهم، وأن نواسيهم، وأن نتصدق عليهم بما فضل لدينا من دثار أو غطاء أو لحاف أو لباس، وأن نساعدهم على تحمل مشاق هذا البرد المؤذي، ونجبر قلوبهم ونعينهم على نفقاته، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».
فنفسوا عن إخوانكم الفقراء كربة الشتاء بالمال واللباس، واعلموا أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وابتغوا بذلك وجه الله تعالى، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنك لا تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فِيِّ امرأتك».
فاتقوا الله عباد الله ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ﴾ [البقرة: ١١٠]، ولا تظنوا أن الفقراء والمساكين هم الذين تردهم اللقمة واللقمتان أو الريال والريالان، أو هؤلاء الذين يحملون الأوراق البيضاء ويدورون بها على المساجد ممن جعلوا التسول وظيفة ومهنة يدورون ويطوفون بحجج مختلفة وأقاويل مزورة، كلا أيها المسلمون.
إن الفقراء والمساكين الذين أعني هم بينكم وبين جيرانكم وأقاربكم وأهاليكم وأولادكم تعرفونهم بسيماهم، ﴿يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ [البقرة: ٢٧٣]، ففتشوا عنهم وواسوهم وسدوا خلتهم وأعينوهم على أعدائهم الفقر والبرد، فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
فأحسنوا إلى إخوانكم، وانتهزوا الفرصة ﴿وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ [الحديد: ١٨] في إخوانكم، وقد تكفل لكم بالمضاعفة، فقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: ٢٤٥].
عباد الله:
عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ولا تفرقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واعلموا أن أحسن الهدي هدي الله الذي جاء على لسان المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
اللهم ولِّيَ علينا خيارنا، اللهم أعز دينك، وانصر كلمتك، وأخرج لهذا الدين من ينشره ويعمل به ويحكِّمه، اللهم واجمع كلمة المسلمين على الحق يارب العالمين، ووحد قيادتهم، وانصرهم على من حاربهم وعاداهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أغثنا غيثًا مغيثًا نافعًا غير ضار، اللهم واجعل ما تنزله قوة لنا على طاعتك، اللهم ارو لنا الأرض، وارو لنا الضرع يا أكرم الأكرمين ويارب العلمين.
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران
تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله
او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة
من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة