شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: نعمة الحسان مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ب حفص الحذيفي مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 014 إبراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 013 الرعد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 023 المؤمنون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 12-31-2014, 08:52 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي تذكير البشر بالواجب نحو نِعمة البَصر!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

تذكير البشر بالواجب نحو نِعمة البَصر!!

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لقد خَلق رب الأرض والسموات العبد في أحسن الهيئات وفضله على غيره من المخلوقات،حيث يقول رب البريات:( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [التين: 4].
يقول الإمام ابن العربي – رحمه الله- :"ليس لله تعالى خلقٌ هو أحسن من الإنسان، فإن الله خلقه حيّاً عالماً قادراً مريداً، متكلماً سميعاً بصيراً، مدبراً حكيماً ". أحكام القرآن لابن العربي (4/415)
وأَنعم العليم المنان على الإنسان أيها الأحبة والإخوان بنعم كثيرة ومنن غزيرة لا يمكن لأحد أن يَعدها ولا أن يحصيها مهما كان ! ، يقول العزيز الرحمن: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [ النحل: 18].
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) عددا مجردا عن الشكر ( لا تُحْصُوهَا ) فضلا عن كونكم تشكرونها، فإن نعمه الظاهرة والباطنة على العباد بعدد الأنفاس واللحظات، من جميع أصناف النعم مما يعرف العباد، ومما لا يعرفون وما يدفع عنهم من النقم فأكثر من أن تحصى، ( إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) يرضى منكم باليسير من الشكر مع إنعامه الكثير". تفسير السعدي ( ص437)
وإنَّ نعمة البصر من المِنَن الغزيرة والآلاء الكثيرة التي أنعم بها العزيز المقتدر على البشر، يقول سبحانه:( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [النحل: 78] .
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :" أي: هو المنفرد بهذه النعم حيث(أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ) ولا تقدرون على شيء ثم إنه ( جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ ) خص هذه الأعضاء الثلاثة، لشرفها وفضلها ولأنها مفتاح لكل علم، فلا وصل للعبد علم إلا من أحد هذه الأبواب الثلاثة وإلا فسائر الأعضاء والقوى الظاهرة والباطنة هو الذي أعطاهم إياها، وجعل ينميها فيهم شيئا فشيئا إلى أن يصل كل أحد إلى الحالة اللائقة به، وذلك لأجل أن يشكروا الله، باستعمال ما أعطاهم من هذه الجوارح في طاعة الله، فمن استعملها في غير ذلك كانت حجة عليه وقابل النعمة بأقبح المعاملة". تفسير السعدي ( ص445 )
أيها الإخوة والأخوات إن مما يجب علينا جميعا هو الامتثال لأوامر رب البريات وذلك بحفظ هذه النعمة من النظر إلى المحرمات
والمنكرات، يقول تعالى:(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].
يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله- :" هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا أبصارهم عما حرم عليهم،فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع بصر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعا ". تفسير ابن كثير (3 /282)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :"والله سبحانه قد أمر في كتابه بغض البصر وهو نوعان: غض البصر عن العورة وغضه عن محل الشهوة.
فالأول : كغض الرجل بصره عن عورة غيره .
وأما النوع الثاني:من النظر كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية فهذا أشد من الأول...".مجموع الفتاوى (15 /414)
فالأبصار أيها الأحبة الأخيار إذا لم تُحفظ من المعاصي والذنوب تأثرت بسببها القلوب! لأن العين هي من أقوى الحواس المؤثرة على قلوب الناس، يقول الإمام القرطبي – رحمه الله- :" البصر هو الباب الأكبر إلى القلب وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغَضه واجب عن جميع المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله". تفسير القرطبي (12 /222)
وعلى العبد أن يعلم جيدا أن في غَض بصره عما يُغضب رب العالمين منافع عديدة وفوائد عظيمة يُحصلها في الدارين بإذن رب العالمين ، يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله-:"وفي غض البصر عِدة منافع :
أحدها: أنه امتثالٌ لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه - تبارك وتعالى- ،وما سَعِد من سَعِد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره.
الثاني: أنه يمنع من وصول أثر السُّم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.
الثالث: أنه يُورِثُ القلب أُنسا بالله وجمعيَّةً على الله، فإن إطلاق البصر يُفرق القلب ويُشتِّته ويُبعده من الله، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر؛ فإنه يُوقع الوَحشة بين العبد وبين ربه.
الرابع: أنه يُقوِّي القلب ويُفرحه، كما أن إطلاق البصر يُضعفه ويُحزنه.
الخامس: أنه يُكسب القلب نورا، كما أن إطلاقه يُكسبه ظلمةً...
السادس: أنه يُورث الفِراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل، والصادق والكاذب، وكان شاه بن شُجاع الكرماني يقول:" من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغَض بصره عن المحارم ،وكف نفسه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة"، وكان شُجاع هذا لا تخطئ له فراسة والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ومن ترك شيئا عوضه الله خيرا منه فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته عوضا عن حبسه بصره لله، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفِراسة الصادقة المصيبة التي إنما تنال ببصيرة القلب ...
السابع: إنه يُورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحُجة وسلطان القدرة والقوة...
الثامن: أنه يَسدُّ على الشيطان مدخَلَه من القلب، فإنه يدخل مع النظرة ويَنفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي ...
التاسع: أنه يُفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها ،وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويَحول عليه بينه وبينها فتنفرط عليه أموره، ويقع في اتباع هواه، وفي الغفلة عن ذكر ربه قال تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) [ الكهف: 28] وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحبسه.
العاشر: أنَّ بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر، وأن يَصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح فإذا خَربَت العين وفَسدت خَرِب القلب وفسد وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه،والأنس به والسرور بقربه فيه،وإنما يسكن فيه أضداد ذلك فهذه إشارة إلى بعض فوائد غض البصر تطلعك على ما ورائها". الجواب الكافي ( ص 125)
وليعلم كذلك كل من وقعت عينه فجأة! على شيء من الحرام أن النظرة الأولى معفو عنها بإذن الغفور العلام فعن بريدة بن الحصيب – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: " يا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإنَّ لك الْأُولَى وَلَيْسَتْ لك الْآخِرَةُ ". رواه أبو داود (2149)، وحسنه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول الملا على قاري – رحمه الله- :" (لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَة) من الأتباع ، أي لا تعقبها إياها ولا تجعل أخرى بعد الأولى (فإن لك الْأُولَى) أي: النظرة الأولى إذا كانت من غير قصد(وَلَيْسَتْ لك الْآخِرَةُ)أي:النظرة الآخرة لأنها باختيارك فتكون عليك". مرقاة المفاتيح ( 6 /275 )
أما إذا لم يصرف بصره! واستمر يُقلبه في ذلك الحرام على الدوام! فإنه قد وقع في الآثام،فعن جرير بن عبد الله-رضي الله عنه- قال:"سألتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن نَظَرِ الْفُجَاءَةِ ؟ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي". رواه مسلم ( 2159)
يقول الإمام النووي – رحمه الله- :" ومعنى (نظر الفجأة ) أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث، فإنه صلى الله عليه وسلم أمره بأن يصرف بصره".الشرح على صحيح مسلم (14/139)
ويقول الإمام ابن القيم- رحمه الله- :" ونظرة الفجأة هي النظرة الأولى التي تقع بغير قصد من الناظر فما لم يعتمده القلب لا يعاقب عليه، فإذا نظر الثانية تعمدا أثم". روضة المحبين (ص 96)
فعلينا جميعا أيها الأحبة والإخوان أن نشكر على هذه النعمة العظيمة العزيز المنان، وأن نحرص أشد الحرص في استعمالها داوما في طاعة المنان!!، يقول الشيخ الشنقيطي-رحمه الله-: "وبهذه المناسبة إن على كل مسلم أفراداً وجماعات، أن يقابلوا نعم الله بالشكر،وأن يشكروها بالطاعة والعبادة للَّه،وأن يحذروا كفران النعم". أضواء البيان(9/112)
ولنحذر أشد الحذر من أن نجعلها فيما يُغضب الرحمن، ويُفرح الشيطان! مهما كان حجم العصيان! ،يقول الإمام ابن الجوزي – رحمه الله- :" فاحذر يا أخي وفقك الله من شر النظر فكم قد أهلك من عابد وفسخ عزم زاهد". ذم الهوى (ص94)
ولا ننسى في هذا المقام أيها الأحباب أن نُذكر من ابتلاه العزيز الوهاب بفقد بصره بأن عليه الصبر والاحتساب لما في ذلك من أجر عظيم عند رب عظيم كريم ،فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" يقول الله عز وجل : من أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ لم أَرْضَ له بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ ". رواه الترمذي ( 2795)
يقول الحافظ ابن حجر – رحمه الله- :" لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به أو شر فيجتنبه ". فتح الباري (10/ 116)
ثم قال – رحمه الله- :"وهذا أعظم العوض لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا والالتذاذ بالجنة باق ببقائها وهو شامل لكل من وقع له ذلك بالشرط المذكور". فتح الباري (10/ 116)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه ومن ذلك استغلال ما أنعم به علينا في فعل الطاعات و التزود من الخيرات وأن يجنبنا جميعا ما يُبغضه ويأباه ومن ذلك النظر في المحرمات فهو سبحانه ولي ذلك ورب الأرض والسموات.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:55 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات