الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهذه مجموعة من المعلومات تفيد أن الخميرة تجعل العجين مُسكرا. أولا، ما يتخمر في عملية التخمّر هي السكريات- تتحول إلى كحول وثاني أكسيد الكربون. وفي النشويات مثل القمح الذي هو مصدر الدقيق الأبيض، السكريات تتمثل في الكربوهيدرات. فالكربوهيدرات التي في القمح مكونة من الجلوكوز الذي هو نوع من السكّر. وقد تقرؤون أن السكريات في كوب من الدقيق أقل من جرام واحد. وهذا غير دقيق، إذ يتناول بعض السكريات دون البعض الآخر. ولكن السكريات التي تحللها الخميرة في العجين هي الكربوهيدرات. والآن، إليكم المعلومات الآتية:
كوب واحد من عصير العنب يحتوي على حوالي 37 جراماً من الكربوهيدرات، وحوالي 36 جراماً منها مكون من السكريات. فهذه النسبة تكفي لجعل الشراب مسكراً إن تحولت الكربوهيدرات فيه إلى كحول وثاني أكسيد الكربون. وكوب واحد من الدقيق الأبيض فيه حوالي 95 جراماً من الكربوهيدرات، وهي مكونة من الجلوكوز كما سبق. ليكون لدينا كوب واحد من العجين، نحتاج إلى حوالي كوب واحد من الدقيق. وقد يظن البعض أن إضافة الماء إلى الدقيق يزيد الكمية، ولكن التجربة تفيد أن هذا غير صحيح. فكوب واحد من العجين فيه حوالي 95 جراماً من الكربوهيدرات. هذه النسبة أكثر من ضعفي الكربوهيدرات الموجودة في كوب من عصير العنب. فالعجين يكون مسكراً إن تحولت الكربوهيدرات فيه إلى كحول وثاني أكسيد الكربون.
وماذا تفعل الخميرة؟ إنها تحول السكريات إلى كحول وثاني أكسيد الكربون. فعندما تنبذ الخميرة مع العجين، ستجعل فيه نسبة من الكحول تكون مسكرة. وهذا التكون للكحول يتم قبل أن يوضع العجين في الفرن. وها هي المعلومات:
"تقوم الخميرة بتحليل السكر إلى كحول وغاز ثاني أكسيد الكربون، وتُحتجز فقّعات غاز ثاني أكسيد الكربون في مركّب في العجينة يسمى الجلوتين. ومع تمدد الغاز، فإن الجلوتين يتمدد ويسبب ارتفاع العجينة إلى أعلى. ويتبخر الكحول الناتج أثناء عملية التخمر بفعل الحرارة أثناء الخبيز، وكذلك فإن حرارة الخبيز تُكَسِّر خلاية الخميرة."
(
http://ency.kacemb.com/%D8%A7%D9%84%...A%D8%B1%D8%A9/)
فالأرقام المذكورة أعلاه تفيد أن نسبة الكحول في العجين تكون مسكرة، مما يجعل العجين خمرا. والخمر لا تجوز صناعته. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال:
"كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام." (صحيح مسلم: 2003)
وقد روي في صحيح ابن حبان أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له:
"يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ ، وَعَاصِرَهَا ، وَمُعْتَصِرَهَا ، وَحَامِلَهَا ، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ ، وَشَارِبَهَا ، وَبَائِعَهَا ، وَمُبْتَاعَهَا ، وَسَاقِيَهَا ، وَمُسْقَاهَا." (صحيح ابن حبان: 5356)
وقد ثبت هذا الحديث بإسناد صحيح في كتب أخرى لأهل العلم. وإن قال قائل أننا لسنا مسؤولين عن التفاعلات الكيميائية، فأقول أننا مسؤولون لأننا نحن الذين ننفذ هذه العملية، كما يكون صانع الخمر مسؤولاً عن صناعتها. فنبذ الخميرة مع العجين هو صناعة للخمر. وكون الكحول يتبخر عند الخَبز لا يجعل الخُبز حلالا، فالمبني على حرام هو حرام أيضا. واعلموا أن صانع الخمر ملعون في دين الله، وأن الرضا بالشيء كفعله. فأكل الخبز الناتج عن هذه العملية يقتضي الرضا بعملية صنع الخمر. فاحذروا لعنة الله، واجتنبوا كل ما تدخل الخميرة في صنعه. ويكفي ما قد حصل من تغذي أجساد الأمة بالحرام من حيث لا يعلمون.