12-19-2014, 06:50 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
حديث موضوع اشتهر بين الناس
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد، فقد أردت التنبيه على مقطع صوتي يتناقله بعض الناس عبر هواتفهم، يحكي فيه صاحبه قصة مقابلة إبليس للنبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الله تبارك وتعالى، وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم إبليس عن أمور متنوعة أولها (من أبغض الناس إليك قال أنت يا محمد...) والظن بإخواني أنهم يعلمون بطلان هذه القصة وأنها كذب مختلق مصنوع، لكن المنهج العلمي يقتضي أن الحكم على هذه القصة يكون من أهل العلم المتبحرين في معرفة السنة، والتمييز بين صحيحها وضعيفها، وأيضا فإن إقناع الناس ببطلان هذا الحديث لابد وأن يكون بعلم وخاصة في مسائل النفي، فلربما تسرعنا بنفي أمور ننكرها لكن بعد البحث وسؤال أهل العلم، يكتشف المرء أنه قد أقحم نفسه في مضايق الإحراج، فما أحسن العلم و ما أقبح الجهل، ولذلك أردت أن أنقل فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين سئل عن هذا الحديث لعل الله أن ينفع بها من شاء من عباده و بالله التوفيق:
جاء في مجموع الفتاوى (ج18،ص350) ما نصه:
وَسُئِلَ(أي شيخ الإسلام ابن تيمية):
عَنْ قِصَّةِ إبْلِيسَ وَإِخْبَارِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَسُؤَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إلَى صُورَتِهِ عِيَانًا وَيَسْمَعُونَ كَلَامَهُ جَهْرًا فَهَلْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَمْ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ ؟ وَهَلْ جَاءَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنْ الصِّحَاحِ وَالْمَسَانِيدِ وَالسُّنَنِ أَمْ لَا ؟ وَهَلْ يَحِلُّ لِأَحَدِ أَنْ يَرْوِيَ ذَلِكَ ؟ وَمَاذَا يَجِبُ عَلَى مَنْ يَرْوِي ذَلِكَ وَيُحَدِّثهُ لِلنَّاسِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ صَحِيحٌ شَرْعِيٌّ ؟
فَأَجَابَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ ، بَلْ هَذَا حَدِيثٌ مَكْذُوبٌ مُخْتَلَقٌ لَيْسَ هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْمُسْلِمِينَ الْمُعْتَمَدَةِ لَا الصِّحَاحِ وَلَا السُّنَنِ وَلَا الْمَسَانِيدِ . وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَنْ يَرْوِيَهُ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ : إنَّهُ صَحِيحٌ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ بِحَالِهِ فَإِنْ أَصَرَّ عُوقِبَ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ فِيهِ كَلَامٌ كَثِيرٌ قَدْ جُمِعَ مِنْ أَحَادِيثَ نَبَوِيَّةٍ فَاَلَّذِي كَذَبَهُ وَاخْتَلَقَهُ جَمَعَهُ مِنْ أَحَادِيثَ بَعْضُهَا كَذِبٌ وَبَعْضُهَا صِدْقٌ فَلِهَذَا يُوجَدُ فِيهِ كَلِمَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ صَحِيحَةٌ ؛ وَإِنْ كَانَ أَصْلُ الْحَدِيثِ وَهُوَ مَجِيءُ إبْلِيسَ عِيَانًا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَضْرَةِ أَصْحَابِهِ وَسُؤَالُهُ لَهُ كَذِبًا مُخْتَلَقًا لَمْ يَنْقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|