شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: تسربات المياه بالمباني وطرق الحل (آخر رد :مايكروسيستم د)       :: طرق التخلص من تسربات المياه بالرياض (آخر رد :مايكروسيستم د)       :: الشرح التفصيلي برنامج كلام الله المصحف الالكتروني المعلم صوت و صورة لكل القراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصاحف الباوربوينت 5 مصاحف القران مكتوب بجودة رهيبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد سايد رواية ورش مقسم صفحات كامل 604 صفحة طبعة المدينة جودة رهيبة mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ حسن صالح رواية ورش عن نافع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله المصحف الإلكتروني المعلم صوت و صورة مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ انس جلهوم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ الحسيني العزازي مصحف معلم مع ترديد الأطفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ حسن عيسى المعصراوي رواية ورش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله القارئ محمد عبد الحكيم سعيد العبد لله رواية قنبل عن ابن كثير (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 12-17-2014, 03:49 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي آفة المغالاة في المهور !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

آفة المغالاة في المهور !!!

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إنَّ الزواج أيها الأحبة والإخوان هو نعمة من نِعم الواحد الديَّان،وآية من آيات الرحمن ، يقول المنان: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )[ الروم : 21]
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله - :" { وَمِنْ آيَاتِهِ } الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط، { أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } تناسبكم وتناسبونهن، وتشاكلكم وتشاكلونهن { لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة.
فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه وينتقلون من شيء إلى شيء". تفسير السعدي ( ص406)
وإنَّ من حق المرأة على الرجل أيها الكرام إذا أراد أن يتزوجها أن يدفع لها مهرا، يقول العزيز العلام : (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) [ النساء: 4]
يقول الإمام الطبري – رحمه الله- :"يعني بذلك تعالى ذكره: وأعطوا النساء مهورهن عطيّة واجبة، وفريضة لازمة".تفسير الطبري ( 4/77)
وهذا المهر المفروض شرعا يسمى كذلك أيها الأفاضل صَداقا، وسبب هذه التسمية لأنه يدل على صدق الرجل في طلب الزواج، يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- :" سمي صداقاً؛ لأن بذله يدل على صدق طلب الزوج لهذه المرأة، إذ إن الإنسان لا يمكن أن يبذل المحبوب إلا لما هو مثله أو أحب، ولهذا سمي بذل المال للفقير صدقة؛ لأنه يدل على صدق باذله، وأن ما يرجوه من الثواب أحب إليه من هذا المال الذي بذله". الشرح الممتع ( 12/251 )
وإنَّ مما ينبغي أن نعلمه أيها الكرام أنه لا خلاف بين الفقهاء في أنه لا حدَّ لأكثر المهر لقوله تعالى:(وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا) [ النساء: 20]
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :"وفي هذه الآية دلالة على عدم تحريم كثرة المهر، مع أن الأفضل واللائق الاقتداءُ بالنبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف المهر. ووجه الدلالة أن الله أخبر عن أمر يقع منهم، ولم ينكره عليهم، فدل على عدم تحريمه". تفسير السعدي ( ص81)
لكن يجب أن يعلم الآباء و البنات أيها الإخوة والأخوات أن عدم المغالاة في المهور هو من هدي رسول رب البريات،فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – أنه قال:"ألا لَا تَغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ، فإنه لو كان مَكْرُمَةً في الدُّنْيَا، أو تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ عز وجل كان أَوْلَاكُمْ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم".رواه النسائي(3349)،وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :" فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواتي هنَّ خير خلق الله في كل فضيلة، وهنَّ أفضل نساء العالمين في كل صفة فهو جاهل أحمق، وكذلك صداق أمهات المؤمنين وهذا مع القدرة واليسار، فأما الفقير ونحوه فلا ينبغي له أن يُصدق المرأة إلا ما يَقدر على وفائه من غير مشقة". مجموع الفتاوى (32/ 194)
وأن التيسير في الصَداق هو من أسباب البركة في الزواج بإذن العزيز الرزاق ، فعن عائشة – رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ من يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا".رواه الإمام أحمد (6/ 77)، وحسنه الشيخ الألباني – رحمه الله- في صحيح الجامع ( 3998)
يقول المناوي- رحمه الله- :"(إنَّ من يُمْنِ الْمَرْأَةِ )أي: بركتها (تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا)بالكسر أي سهولة سؤال الخاطب أولياءها نكاحها وإجابتهم بسهولة من غير توقف (وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا) أي: عدم التشديد في تكثيره ووجدانه بيد الخاطب من غير كد في تحصيله (وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا) أي: للولادة بأن تكون سريعة الحمل كثيرة النسل". فيض القدير (2/77)
وهو كذلك مما يُعين بإذن أرحم الراحمين على انتشار الزواج في بلاد المسلمين،يقول الإمام الشوكاني- رحمه الله-: " الزواج بمهر قليل مندوب إليه، لأن المهر إذا كان قليلا لم يستصعب النكاح من يريده، فيكثر الزواج المرغب فيه ويقدر عليه الفقراء ويكثر النسل الذي هو أهم مطالب النكاح، بخلاف ما إذا كان المهر كثيرا، فإنه لا يتمكن منه إلا أرباب الأموال، فيكون الفقراء الذين هم الأكثر في الغالب غير مزوجين فلا تحصل المكاثرة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم ". نيل الأوطار ( 6/313)
لكن نرى اليوم -وللأسف!- أيها الأخوة والأخوات أن بعض أولياء أمور المسلمات قد خالفوا هدي رسول رب البريات وأصبحوا عائقا في زواج البنات وذلك بسبب مغالاتهم! في المهور! فزادوا من إعراض الشباب على الزواج! وكانوا سببا في انتشار العنوسة بين الفتيات!!
وكذلك بعض الأمهات! وحتى البنات! فبدل أن يكن عونا على الزواج الذي هو من الطاعات! أصبحن كذلك من المعوقات! بسبب ما يشترطن على الشاب من نفقات!يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - :"إن المغالاة في المهور وفي الحفلات كل ذلك مخالف للشرع،فإن أعظم النكاح بركة أيسره مئونة،وكلما قلت المئونة عظمت البركة،وهذا أمر يرجع في أكثر الأحيان إلى النساء، لأن النساء هنَّ اللاتي يحملن أزواجهن على المغالاة في المهور،وإذا جاء المهر ميسراً قالت المرأة: لا إن بنتنا يجب لها كذا وكذا،وكذلك أيضا المغالاة في الحفلات مما نهى عنه الشرع،وهو يدخل تحت قوله سبحانه وتعالى: ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)[الأعراف:31] وكثير من النساء يحملن أزواجهن على ذلك أيضاً ويقلن:إن حفل فلان حدث به كذا وكذا، ولكن الواجب في مثل هذا الأمر أن يكون على الوجه المشروع، ولا يتعدى فيه الإنسان حده ولا يسرف لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن الإسراف وقال:(...إنه لا يحب المسرفين)[الأعراف:31]". فتاوى إسلامية ( 3/238)
بل تعدى الأمر عند بعض الأولياء وكذلك البنات بعدم الاكتفاء بما يطلبونه من أموال باهضة!في المهور!بل بلغ بهم الأمر إلى إضافة شروط مالية قد تكون لكثير من الشباب تعجيزية! كتوفير سيارة خاصة ! ووضع مبلغ معين في حساب المرأة! والسفر بعد الزواج لقضاء شهر العسل! كما يسمى! يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- :"أما ما يقال عن شهر العسل فهو أخبث وأبغض لأنه تقليد لغير المسلمين وفيه إضاعة أموال كثيرة وفيه أيضاً تضييع لكثير من أمور الدين خصوصاً إذا كان يقضي في بلاد غير إسلامية فإنهم يرجعون بعادات وتقاليد ضارة لهم ولمجتمعهم وهذه أمور يخشى منها على الأمة". فتاوى إسلامية ( 3/238)
ويقول العلامة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله- :"وما تعورف عليه في هذا الزمان لدى كثير من المترفين من الشباب وذوي الثروة من السفر صبيحة الزواج إلى البلاد الخارجية الكافرة لإمضاء شهر العسل كما يسمونه ، وهو في الواقع شهر السم ؛ لأنه شهر محرم ، يؤدي إلى شرور كثيرة ؛ من خلع الحجاب ، والتزيّي بزي الكفار، ومشاهدة أفعال الكفار وتقاليدهم السخيفة ، وزيارة أمكنة اللهو ، حتى ترجع المرأة متأثرة بتلك الأخلاق الرذيلة ، زاهدة بأخلاق مجتمعها المسلم ، فإن هذا السفر حرام شديد التحريم ، يجب الأخذ على يد مرتكبيه ، ومنعهم منه ، ويجب على أولياء المرأة منعها من ذلك السفر ". الملخص الفقهي" (2/581)
أيها الأولياء اعلموا -وفقكم الله تعالى لمرضاته- أنَّ الله جل وعلا قد استرعاكم على بناتكم وأنكم ستسألون عنهن، فعن عبد الله بن عمر–رضي الله عنهما-أن النبي ïپ² قال: "ألا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الذي على الناس رَاعٍ وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ..". رواه البخاري(853)ومسلم(1829)واللفظ له.
يقول الإمام النووي –رحمه الله-:"قال العلماء :الراعي، هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه ،والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته" . الشرح على صحيح مسلم (12/213)
فلا يكن همكم في الرجل الذي يتقدم لبناتكم المال أو الجاه أو النسب فقط!دون النظر إلى الأصل وهو الاستقامة في الدين والصلاح وحُسن الخلق!، فتخالفوا بذلك ما أمركم به نبيكم صلى الله عليه وسلم،فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إذا خَطَبَ إِلَيْكُمْ من تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرض وَفَسَادٌ عَرِيضٌ". رواه الترمذي ( 1084)، وحسنه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول الملا علي قاري – رحمه الله- :"(إذا خَطَبَ إِلَيْكُمْ) أي: طلب منكم أن تزوّجوه امرأة من أولادكم وأقاربكم (من تَرْضَوْنَ) أي: تستحسنون (دِينَهُ) أي ديانته (وَخُلُقَهُ ) أي: معاشرته (فَزَوِّجُوهُ) أي: إياها (إلا تَفْعَلُوا) أي لا تزوّجوه (تَكُنْ ) أي: تقع (فِتْنَةٌ في الأرض وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) أي: ذو عرض ، أي: كثير لأنكم إن لم تزوّجوها إلا من ذي مال أو جاه ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج وأكثر رجالكم بلا نساء فيكثر الافتتان بالزنا، وربما يلحق الأولياء عار فتهيج الفتن والفساد ويترتب عليه قطع النسب وقلة الصلاح والعفَّة ، قال الطيبي – رحمه الله- : وفي الحديث دليل لمالك ، فإنه يقول: لا يراعى في الكفاءة إلا الدين وحده،ومذهب الجمهور أنه يراعى أربعة أشياء : الدين والحرية والنسب والصنعة ، فلا تزوّج المسلمة من كافر ولا الصالحة من فاسق ولا الحرة من عبد ولا المشهورة النسب من الخامل ولا بنت تاجر أو من له حرفة طيبة ممن له حرف خبيثة أو مكروهة ، فإن رضيت المرأة أو وليها بغير كفؤ صح النكاح".مرقاة المفاتيح ( 6 /246)
واحذروا أشد الحذر أن يؤدي بكم ما تشترطونه من أموال لتزويج بناتكم إلى الوقوع في الإعضال! يقول الإمام ابن قدامة – رحمه الله- :" ومعنى العَضل: منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك ورغب كل واحد منهما في صاحبه". المغني (7/ 24 )
هذا الداء العضال الذي نهى عنه الكبير المتعال،حيث قال سبحانه: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ) [ البقرة : 232]
يقول الإمام البغوي – رحمه الله- :" أي: لا تمنعوهن عن النكاح، والعضل: المنع،وأصله الضيق والشدة، يقال: عضلت المرأة إذا نشب ولدها في بطنها فضاق عليه الخروج، والداء العُضال الذي لا يطاق، وفي الآية دليل على أن المرأة لا تلي عقد النكاح إذ لو كانت تملك ذلك لم يكن هناك عضل ولا لنهي الولي عن العضل معنى". تفسير البغوي ( 1/210)
وفي الختام علينا أن نعلم أيها الأحبة الكرام أنَّ مشكلة غلاء المهور ، قد شغلت بال كثير من الشباب وحالت بينهم وبين الزواج المبكر ، وفي ذلك مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم التي رغبت في الزواج المبكر وتيسير أسبابه، كما أن في ذلك تعريض الشباب والفتيات للخطر والفتنة والفساد فعلينا جميعا أن نسعى للقضاء على هذه الآفة الخطيرة التي انتشرت في البلدان الإسلامية ، وذلك ببيان ضررها على الشباب و الفتيات، و على المسلمات أن يحرصن على الزواج من صاحب الدين، المعروف بالحرص على الطاعات والتزود من الخيرات لأنَّ السعادة الحقيقية ! ليست في الملذات الزائلة! والشهوات! وإنما هي في التمسك بتعاليم دين رب الأرض السموات.
وعلى أولياء الأمور أن يتقوا العزيز الغفور في بناتهم و لا يغالوا في المهور!يقول العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله- : "فعلى الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم فإنهن أمانة في أعناقهم وأن الله سائلهم عن هذه الأمانة فعليهم أن يبادروا إلى تزويج بناتهم وأخواتهم وأبنائهم حتى يؤدي كل دوره في هذه الحياة ويقل الفساد والجرائم . ومن المعلوم أن حبس النساء عن الزواج أو تأخيره سبب في فشو الجرائم الأخلاقية وانتشارها التي هي من معاول الهدم والدمار ، فيا عباد الله اتقوا الله في أنفسكم وفيمن ولاكم الله عليهم من البنات والأخوات وغيرهن وفي إخوانكم المسلمين ، واسعوا جميعا إلى تحقيق الخير والسعادة في المجتمع وتيسير سبل نموه وتكاثره وإزالة أسباب انتشار الجرائم . واعلموا أنكم مسئولون ومحاسبون ومجزيون على أعمالكم، قال الله تعالى :(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الحجر : 92-93] وقال عز وجل : (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)[ النجم :31] وبادروا إلى تزويج بناتكم وأبنائكم مقتدين بنبيكم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم والسائرين على هديهم وطريقتهم وأوصيكم بتقليل مؤن الزواج وعدم المغالاة في المهور ، واقتصدوا في تكاليف الزواج واجتهدوا في اختيار الأزواج الصالحين الأتقياء ذوي الأمانة والعفة.
رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه وأعاذنا وإياكم وسائر المسلمين من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا" . مجموع فتاوى ابن باز ( 3/105)
فالله أسال بأسمائه الحسنى و صفاته العليا أن يَحفظ شباب وبنات المسلمين من شر الأشرار و كيد الفجار و أن يُعينهم على الزواج والعفَّة، وأن يجعلهم هداة مهتدين، وأن يوفقهم لخدمة ونصرة الدين ، فهو سبحانه ولي ذلك وأرحم الراحمين.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:10 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات