09-29-2014, 02:38 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 6,624
|
|
مع آيات الحج ...... 3
مع آيات الحج والدكتور محمد راتب النابلسي ...... ( 3 )
الإحصار نوعان قدَري وبشري :
قال تعالى:
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾
ما دام الأمر " وأتموا ".
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾
فالإحصار نوعان، إحصار قدري، وإحصار بشري، فأحياناً ـ لا سمح الله ولا قدر ـ يقع ابن أحد الناس من شرفةٍ فيقع ميتاً، هذا قدر، أما إذا ساق الإنسان مركبته بشكلٍ أرعن ودهس طفلاً، فهذَا مُقَدَّر، القدر من الله مباشرةً، والشيء المُقَدَّر قد يأتي على يد إنسان، أنت في القدر ليس لك غريم؛ هو فعل الله مباشرةً، أما بالمقدر فأمامك غريم، إذ أمامك إنسان يمكن أن تقاضيه، ولذلك قال تعالى:
﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
[ سورة لقمان: 17 ]
وقال أيضاً:
﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
تقديم هدي إلى الله عز وجل إذا مُنِعت أن تتم مناسك الحج :
قد يأتيك المُقَدَّر على يد إنسان، فأنت حينما تصبر على قضاء الله، وتصبر على غريمك الذي جعل الله هذه المصيبة على يديه فإن هذا من عزم الأمور، فقد يمنع الحُجاج مانعٌ إلهي؛ كزلزال، أو فيضان، أو أمر قاهر، أو طاعون، أو مرض شديد، هذا مُقَدَّر، أمر إلهي.
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾
من قِبَلِ القدر، أو قد يكون إحصاركم من قبل البشر، أي أُناسٌ منعوكم من الحج؛ كما منع النبي عليه الصلاة والسلام من أن يؤدّي العمرة في وقت الحُديبية، فهناك إحصار قدر، وهناك إحصار بشر إذا منعت أن تتم مناسك الحج، يقول الله عز وجل:
﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾
إذا مُنِعْتَ إما من قبل القَدر أو من قبل البشر أن تؤدي مناسك الحج قال:
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾
الهدي هو الدابة التي تذبحها وتطعمها للفقراء
" الهَدْي " الدابة التي تذبحها، وتطعمها الفقراء، وتهديها إلى الله عز وجل، هديةٌ إلى الله، فإذا أحصرت بفعل القَدر أو البشر، فعليك أن تقدِّم هدياً إلى الله عز وجل، وتفك إحرامك، وتعود إلى بيتك.
﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾
قال:
﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ ﴾
أي أن مال الهدي مُيَسَّر لك، أو ميسَر لك شراؤه، قد تجد المال ولا تجد المُثَمَّن، وقد تجد المثمن ولا تجد الثمن، فالتيسير هنا أن تجد الثمن والمُثمن؛ وأحياناً إنسان معه مال وهو بحاجة إلى دواء ولكن الدواء غير موجود، الثمن موجود أما المثمن فغير موجود، وأحياناً يكون الإنسان فقيراً فالدواء موجود، ولكن لا يملك ثمنه، معنى:
﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ ﴾
أي ما تيسَّر لكم من الهَدْيّ امتلاكاً لثمنه أو توفراً لعينه.
﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾
الحلق من مناسك التحلُّل :
كلكم يعلم أن من مناسك التحلُّل الحلق، قال:
﴿ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ﴾
أيْ يجب أن تتأكد أن هذا الهَدْي وصل إلى بطونٍ جائعة، فما الذي كان يحصل قبل سنوات عديدة؟ هناك مليونَا حاج تقريباً، وما يقرب من خمسمئة ألف دابَّة تذبح في منى، وتلقى في العراء في حرٍ لا يحتمل، وقد حدَّثني صديقٌ لي، قال لي: تبقى روائح اللحم المتفسِّخ في منى أشهراً طويلة. فهل يعقل أن يكون هذا منهج الله؛ أي أن نذبح هذه الأنعام، ونلقيها في العراء، ليصبح الجو فاسداً بتفسُّخها، وهل هذا هو الدين؟ الآن والحمد لله هذه الذبائح تذبح، وتوضع في البرَّادات، وتنقل هديةً إلى فقراء المسلمين، وهذا أمر معقول، الآن هنا:
﴿ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ﴾
فهذه الشاة، إن العبادات هادفة تُذبَح كي يأكلها الفقراء، أما أن تذبحها وأن تلقيها في الطريق، ليس هذا نُسْكَاً، ولا منهجاً إلهياً بل هو إتلافٌ للمال.
﴿ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾
أيْ هذا الذي لا يستطيع أن يحلق رأسه وهو محرم، ماذا عليه أن يفعل؟ يجب أن يصوم، أو أن يتصدق ويطعم ستة مساكين، أو أن يذبح هدياً. والتسلسل تصاعدي؛ تصوم وحدك، أو تطعم ستة أشخاص بالصدقة، أما بالهدي تطعم عشرات الأشخاص.
يتبع ......
lu Ndhj hgp[ >>>>>> 3 ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|