أخي المسلم:
إن من حكمة الله تعالى البالغة أن ميّز بين الأيام والليالي والشهور والساعات، كما قال سبحانه: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68]. فآخر ساعة من يوم الجمعة أفضل من غيرها من ساعات النهار، وساعات الثلث الأخير من الليل أفضل ساعات الليل فيه تتنزل الرحمة وتستجاب فيه المسألة.
وأيام عشر ذي الحجة خير أيام العام، أيام مباركة أقسم الله ﻷ بها في كتابه، وبين فضلها رسوله غ، وجعلها الله تبارك وتعالى فرصةً للمؤمن ليعود إلى ربه ويقرب من خالقه، ويتضاعف له بها الأجر. فبم تُستقبل؟
نستقبل عشر ذي الحجة بـ:
1- التوبة الصادقة:
حري بالمسلم أن يستقبل هذه العشر بالتوبة الصادقة. ذلك أنه ما حرم أحد خيرًا إلا بسبب ذنوبه، سواء كان خيرًا دينيًا أم دنيويًا، يقول الله ﻷ: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]. ومن أعظم المصائب التي يصاب بها العبد أن يحرم من استغلال هذه المواسم المباركة؛ فالذنوب هي السبب في حرمان العبد فضل ربه ﻷ.
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ذكر جزءًا منها العلامة ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في كتابه:
(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي):
أولها: حرمانُ العلم، فإن العلم نورٌ يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور.
ثانيها: حرمان الرزق: كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»[1]، وكما أن تقوى الله ﻷ مجلبة للرزق، فترك التقوى مجلبة للفقر، فما استجلب رزق الله ﻷ بمثل ترك المعاصي.
ثالثها: ظلمة يجدها في قلبه حقيقة، يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهمّ[2].
قال عبد الله بن عباس بـ: «إن للحسنة ضياءً في الوجه ونورًا في القلب وسعةً في الرزق وقوةً في البدن ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق».
رابعها: أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
قال الحسن البصري - رحمه الله - : «هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم»[3].
وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]، وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفًا من شرهم، فهم في قلوبهم أحقر شيءٍ وأهونه.
خامسها: أن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه؛ وذلك علامة الهلاك، فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله.
وقد ذكر البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ وقع على أنفه فقال به هكذا فطار»[4].
سادسها: أن المعصية تورثُ الذل ولا بُدّ؛ فإن العز كل العز في طاعة الله ﻷ؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10] أي: فليطلبها بطاعة الله؛ فإنه لا يجدها إلا في طاعته.
وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأهواء، والأعمال»[5].
قال الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت[6] بهم البغال وهملجت[7] بهم البراذين[8]، إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه.
وقال عبد الله بن المبارك - رحمه الله -:
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ
وقد يورثُ الذُّلَّ إدمانُها
سابعها: أن الذنوب إذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها، فكان من الغافلين، كما قال بعض السلف في قوله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14] قال: هو الذنب بعد الذنب.
وكما أن للذنوب آثارًا فإن لها عقوبات أيضًا فمنها:
أولًا: ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خيرٍ، وذهابه ذهاب الخير أجمعه.
وفي الصحيح[9] عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الحياء خير كله».
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت»[10].
ثانيًا: أنها تستدعي نسيان الله ﻷ لعبده وتركه، وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه، وهناك الهلاك الذي لا يُرجى معه نجاة، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ۞ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 18، 19].
ثالثًا: أنها تُزيل النِعم وتُحل النِقم.
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]
وفي الحديث: «إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإنه لا يُنال ما عند الله إلا بطاعته، وإن الله جعل الروح والفرح في الرضى واليقين، وجعل الهم والحُزن في الشك والسُّخط»[11].
سادسًا: أنها تجرئ على العبد من لم يكن يتجرأ عليه من أصناف المخلوقات.
قال بعض السلف - رحمه الله تعالى -: «إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي» ا.هـ [12].
والتوبة في الأزمنة الفاضلة لها شأن عظيم، لأن الغالب إقبالُ النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير، وإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح، مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح، كما قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ [القصص: 67].
2- طلب العون من الله ﻷ على اغتنام هذه الأيام:
وتستقبل العشر بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها وعمارتها بما يرضي الله ﻷ فمن جدّ واجتهد أعانه الله، ومن صدق الله صدقه الله سبحانه وتعالى وهيأ له الأسباب الموصلة إلى الخير وأعانه عليها، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
[1] رواه الإمام أحمد في المسند (5/282).
[2] ادلهمَّ: كثفَ واسوَدَّ. انظر اللسان (12/206).
[3] نسبه له ابن الجوزي في (ذم الهوى): وابن القيم في غير كتاب، ورواه ابن بطة في الإنابة (2/293)، ط.الراية عن يحيى بن معاذ الرازي مثله، ورواه أبو نعيم في الحلية (9/261) عن أبي سليمان الداراني.
[4] رواه البخاري (6308).
[5] رواه الترمذي (5/575)، وهو في صحيح الترمذي (2/184).
[6] الطقطقة: صوت قوائم الخيل على الأرض الصلبة. انظر: اللسان (مادة: طقطق).
[7] الهملجة: حسن سير الدابة في سرعة. انظر اللسان (مادة هملج).
[8] البراذين: جم يرذون وهو غير العربي من الخيل والبغال. المعجم الوجيز (ص:44).
[9] رواه مسلم (37)، من حديث عمران بن حصين -رضي الله عنه.
[10] رواه البخاري (3483)، من حديث أبي مسعود عقبة -رضي الله عنه.
[11] رواه ابن ماجة (2144).
[12] الداء والدواء لابن القيم - رحمه الله- بتصرف.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران
تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله
او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة
من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة