شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف وليد الجراحي 1441 عام 2020 كامل 114 سورة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 027 النمل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 025 الفرقان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 009 التوبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 008 الأنفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 09-18-2014, 03:58 PM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي الميراث



الميراث










محمد عبدالعزيز إبراهيم الزيات






العناصر:
1- وصية الله أَوْلَى أن تُنفَّذ.
2- منهج لا يُقارن بمثله.
3- تلك حدود الله.
4- إصلاح ما كان من فساد.
5- ميراث من نوع فريد.

نص الخطبة:
الحمد لله، مَن اتَّبع هداه فلا يَضِل ولا يشقى، ومن أعرَضَ عن ذكره فإن له معيشة ضنكًا، ويَحشره ربُّنا يوم القيامة أعمى، حينها يقول: أي رب، لِمَ حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا؟ فيأتيه الردُّ من قِبَل الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 126 - 127]، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له؛ فرَض الفرائض، وحَدَّ الحدود، فمَن أطاعه، دخل الجنة، ومَن عصاه، فلا يَلُومَنَّ إلاَّ نفسه.

وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله، اللهم صلِّ وسلِّم، وزِدْ وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه الطيِّبين الطاهرين، وارْضَ اللهم يا كريم عن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الإخوة المسلمون، اعلموا أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - قد وصَّى عباده المؤمنين في كتابه المبين بوصايا عديدةٍ، منها: أنه وَصَّى - سبحانه - بالتقوى، فقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

ووصَّى - سبحانه - بالإحسان إلى الوالدين، فقال: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ﴾ [الأحقاف: 15]، ووصَّى كذلك بوصايا عشر تَضبط علاقة العبد مع ربِّه، وعلاقته مع الناس أجمعين، فقال - جل وعلا -: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151].

لكنه - سبحانه - وصَّى بوصيَّة خاصة في سورة خاصة، وبأسلوب خاص، فقال - سبحانه -: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11].

إنه - سبحانه - يوصي بتقسيم الميراث تقسيمًا إسلاميًّا على منهج القرآن الكريم، وهذا يعني أنه - سبحانه - وإن كان قد وصَّى بالتوحيد والتقوى - وهما من أعظم أمور الدين - مرة واحدة، فقد وصَّى وما زال يوصي إلى الآن - بل إلى قيام الساعة - بالْتِزام المنهج القرآني عند تقسيم الميراث، فقال: ﴿ يُوصِيكُمُ ﴾ بالفعل المضارع الذي يدلُّ على التجدُّد والاستمرارية، وفي ذلك إشارة واضحة إلى الاهتمام البالغ من القرآن بتقسيم الميراث تقسيمًا شرعيًّا مصدره الوحي المعصوم.

أيها الناس، إن من عادة كل إنسان أن يُنَفِّذ وصيَّة مَن له مكانة عنده، وكلما عَلَت مكانة الموصِي، كان تَنفيذ وصيَّته ألْزَمَ، ولا سيَّما إن كرَّر نفس الوصية وأمَر بتنفيذها.

إن الله - جل في علاه - أعظم من كلِّ عظيم، وأكبر من كلِّ كبير، وأعلى من كلِّ عليٍّ؛ قال تعالى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]؛ لذا نقول: إنَّ وصيَّة الله في الميراث أَوْلَى أن تُنَفَّذ.

أيها المسلمون، إنَّ منهج الإسلام في تقسيم الميراث منهج متفرِّد لا يُقارن بمثله؛ إذ لو نظرَنا إلى بقيَّة المناهج الوضعيَّة في تقسيم الميراث، لرأينا أنها لا تخلو من ظلمٍ وإجحاف؛ ذلك لأن الميراث في الإسلام إنما هو وصيَّة الله - سبحانه - الذي اتَّصف بكلِّ عدلٍ، وتَنَزَّه عن كلِّ ظلمٍ؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، وقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ [النساء: 40]، ومن أسمائه - سبحانه - العدل، فهو يعطي لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، بخلاف غيره من القوانين التي تَظلم المرأة بحِرمانها من الميراث، أو تَظلم الرجل بإعطائه مثلَ المرأة، ثم تُكَلِّفه بالإنفاق عليها، أو تُكَلِّفها هي بالإنفاق على نفسها، وهي الضعيفة التي لا تستطيع أن تعملَ مثل عمل الرجل؛ لذا فإن العدل المُطلق في هذه المسألة هو عدل القرآن الكريم في تقسيم الميراث بين مُستحقِّيه.

أيها الطائعون لربِّكم، اعْلَموا أن الله - عزَّ وجلَّ - لَمَّا ذكَر آيات الميراث، أعْقَبها بقوله تعالى - مُعلنًا ومُحَذِّرًا -: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 13- 14].

وتلك بمعنى هذه؛ أي: هذه أحكام الله قد بيَّنها لكم؛ لتعرفوها وتعملوا بها؛ يقول ابن كثير:
"أي: هذه الفرائض والمقادير التي جعَلها الله للورثة بحسب قُربهم من الميِّت، واحتياجهم إليه، وفَقْدهم له عند عدمه - هي حدود الله، ﴿ فَلاَ تَعْتَدُوهَا ﴾، ولا تُجاوزوها؛ ولهذا قال: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾؛ أي: فيها، فلم يزِد بعض الورثة، ولَم ينقص بعضًا بحيلة ووسيلة، بل ترَكهم على حُكم الله وفريضته وقِسمته، ﴿ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾؛ أي: لكونه غيَّر ما حكَم الله به، وضادَّ الله في حُكمه، وهذا إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسَم الله وحَكَم به؛ ولهذا يُجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المُقيم.


قال الإمام أحمد:حدَّثنا عبدالرزاق، أخبرنا مَعمر، عن أيوب، عن أشعث بن عبدالله، عن شهر بن حَوْشَب، عن أبي هريرة،قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوْصَى حافَ في وصيَّته، فيُختم له بشرِّ عمله، فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيَعدل في وصيَّته، فيُختم له بخير عمله، فيدخل الجنة))، قال: ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ﴾، إلى قوله: ﴿ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.

أيها المسلمون، إنَّ من حقِّ سائل أن يسأل: وماذا على الأبناء إن ارتكَب الآباء ما يُخالف شرعَ الله عند تقسيم الميراث؟

هنا نقول بوجوب إصلاح ما كان مخالفًا لشرع الله، وإن كان ذلك على حساب هذا المُصلِح بتَرْك ما في يده، وإعطائه لصاحب الحقِّ فيه، وليكن على يقين بأنَّ مَن ترَك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه؛ قال قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل: وذُكِر لنا أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يقْدِرُ رَجلٌ على حَرَامٍ ثم يَدَعه ليس به إلاَّ مَخافة الله - عزَّ وجلَّ - إلاَّ أبْدَله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خيرٌ له من ذلك)).

وعن أُبَيِّ بن كعب - رضي الله عنه - قال: "ما من عبد ترَك شيئًا لله، إلاَّ أبدَله الله به ما هو خير منه من حيث لا يَحتسب، ولا تَهاون به عبد، فأخَذ من حيث لا يَصلح، إلاَّ أتاه الله بما هو أشد عليه"؛ رواه وكيع في "الزهد" (2/ 635)، وهنَّاد رَقْم (851)، وأبو نُعيم في "الحِلية" (1/ 253)، وإسناده لا بَأْس به، ويَشهد له حديث الزُّهري عن سالم عن أبيه مرفوعًا: ((ما ترَك عبد شيئًا لله لا يَتركه إلاَّ له، إلاَّ عوَّضه الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه))؛ أخرَجه أبو نعيم في "الحِلية" (2/ 196).

وعن أبي قتادة وأبي الدهماء، وكانا يُكثران السفر نحو البيت، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال لنا البدوي: أخَذ بيدي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فجعل يُعَلِّمني مما علَّمه الله - عزَّ وجلَّ - وقال: ((إنَّك لا تَدَع شيئًا اتِّقاءَ الله تعالى، إلاَّ أعطاك الله - عزَّ وجلَّ - خيرًا منه))؛ رواه أحمد (5/ 363)، وإسناده صحيح، ورواه البيهقي (5/ 335)، ووكيع في الزهد، والقضاعي في مسنده.

هذا يوسف - عليه السلام - ترَك فاحشة الزنا بامرأة عزيز مصر، فعوَّضه الله - عزَّ وجلَّ - بأن أصبَحَ عزيزًا لمصرَ، وأصبحت تلك المرأة زوجته من حلالٍ.

وهذا سليمان - عليه السلام - ذبَح الخيل التي شغلتْه عن الصلاة؛ مرضاة لله - عزَّ وجلَّ - فعوَّضه الله ريحًا تجري بأمره رخاءً حيث أصاب.

وأنت - أخي المسلم - يومَ تترك مالاً حرامًا؛ لتقوم بردِّه إلى مستحقِّيه، فلْتَعْلَم عِلْمَ اليقين أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - قد تكفَّل لك بما هو خير لك منه في دينك ودنياك.

واستَمِع لهذه القصة، ومُلَخَّصها أنَّ رجلاً كان ببغداد يعمل بزَّازًا - يَبيع البزَّ؛ أي: الثياب؛ يعني: قمَّاش - له ثروة، فبينا هو في حانوته، أقْبَلَت إليه صبيَّة، فالْتَمَست منه شيئًا تَشتريه، فبينما هي تُحادثه، كشَفَت وجهها في خلال ذلك، فتحيَّر، وقال: قد والله تحيَّرت مما رأيت، فقالت: ما جِئْت لأشتري شيئًا، إنما لي أيَّام أتردَّد إلى السوق؛ ليقع بقلبي رجلٌ أتزوَّجه، وقد وقَعْت أنت بقلبي ولي مالٌ، فهل لكَ في التزوُّج بي؟ فقال لها: لي ابنة عم وهي زوجتي وقد عاهَدتها ألاَّ أُغَيِّرها، ولي منها ولد، فقالت: قد رَضِيت أن تَجِئ إليّ في الأسبوع نوبتين، فرَضِي، وقام معها فعَقَد العقد، ومضى إلى منزلها، فدخَل بها، ثم ذهب إلى منزله، فقال لزوجته: إنَّ بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده، ومضى فبات عندها، وكان يمضي كلَّ يوم بعد الظهر إليها، فبَقِي على هذا ثمانية أشهر، فأنْكَرَت ابنه عمه أحوالَه، فقالت لجارية لها: إذا خرَج، فانظري أين يمضي؟

فتَبِعتْه الجارية وهو لا يدري، إلى أن دخل بيت تلك المرأة، فجاءَت الجارية إلى الجيران، فسألتْهم: لِمَن هذه الدار؟ فقالوا لصبيَّة قد تزوَّجت برجلٍ تاجر بزَّاز، فعادَت إلى سيدتها، فأَخْبَرَتْها فقالت لها: إيَّاكِ أن يعلمَ بهذا أحد، ولَم تُظهر لزوجها شيئًا، فأقام الرجل تمام السنة، ثم مَرِض ومات، وخلَّف ثمانية آلاف دينار، فعَمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقُّه الولد من التركة - وهو سبعة آلاف دينار - فأفْرَدَتْها، وقَسَمت الألف الباقية نصفين، وتَرَكت النصف في كيس، وقالت للجارية: خذي هذا الكيس واذْهَبي إلى بيت المرأة، وأعْلِميها أنَّ الرجل مات وقد خلَّف ثمانية آلاف دينار، وقد أخَذ الابن سبعة آلاف بحقِّه، وبَقِيَتْ ألف، فقَسَمتُها بيني وبينك، وهذا حقُّك، وسَلِّميه إليها، فمَضَت الجارية، فطَرَقت عليها الباب ودخَلت، وأَخْبَرَتها خبرَ الرجل، وحَدَّثتها بموته، وأَعْلَمتها الحال، فبَكَت وفتَحَت صندوقها، وأخْرَجَت منه رقعة، وقالت للجارية:
عودي إلى سيِّدتك، وسَلِّمي عليها عني، وأَعْلميها أنَّ الرجل طَلَّقني، وكتَب لي براءة، ورُدِّي عليها هذا المال؛ فإني ما أستحقُّ في تَرِكته شيئًا، فرَجَعت الجارية، فأَخْبَرَتها بهذا الحديث.


هل رأيتم مثل هذه التقوى؟ سبحان الله!

أيها الأحبَّة أحباب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رسالة نوجِّهها إلى كلِّ وارثٍ نُعلمه فيها أنَّ ثَمَّة ميراثًا آخر، هو أرفع قدرًا، وأعظم شأنًا، وأعلى مكانةً، إنه ميراث لا يَنقص بتقسيمه، ولا يَفنى بتوزيعه، ولا يُقَسَّم على أفراد دون أفراد، وإنما يتَّسع لِمَن شاء أن يَنهل منه ما شاء، كلٌّ بقدرِ استطاعته، إنه ميراث العلم والحِكمة.

تروي كتب السيرة أن الصحابي الجليل أبا هريرة - واسمه: عبدالرحمن بن صخر الدوسي - رضي الله عنه - ذهَب إلى أحد الأسواق بالمدينة، فوجَد الناس مشغولين بالبَيْع والشراء، كلٌّ يهمه الكسب والتجارة، فنادى على الناس: هَلُمُّوا، فتجمَّع الناس حوله، فقال لهم: أنتم هنا وميراث رسول الله يوزَّع هناك، فقالوا له: أين؟ فقال لهم: في المسجد، فترَكه الناس وذهبوا إلى المسجد مُسرعين - أفرادًا وجماعات - فلم يجدوا شيئًا يوزَّع، فعادوا إليه قائلين له: أتَهْزَأ بنا يا أبا هريرة؛ لم نجد شيئًا يوزَّع بالمسجد؟ فقال لهم: ألَم تجدوا أحدًا بالمسجد؟ فقالوا: وجَدنا قومًا يصلُّون، وآخرين يذكرون الله، وآخرين يقرؤون القرآن، فقال لهم: هذا هو ميراث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الأنبياء لَم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ وإنما ورَّثوا العلم، فمَن أخَذه، أخَذ بحظٍّ وافر)).

فمَن أخَذ العلم والحِكمة، وشغَل نفسه بالذِّكر والطاعة، فقد أخَذ بحظٍّ وافر، يَكفيه شرفًا أنه وريثُ النبيِّ الأكرم، الذي سَمَّى وارثيه بالعلماء؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العلماء ورثة الأنبياء)).

فليَكُن هذا ميراثنا من تركة نبيِّنا، وهو خير ميراث من خير نبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكل واحدٍ من أُمَّة محمد بن عبدالله له حقٌّ في تَرِكته، فلا ينبغي لأحدٍ أن يستبدلَ الذي هو أدنى بالذي هو خير، بأن يكون اهتمامه بتركة الأموال أكثرَ من اهتمامه بتركة العلم والحكمة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى.

أمَّا بعدُ:
فإننا نذكِّر بأنَّ منهج الإسلام في تقسيم الميراث، هو منهج متفرِّد في عدله؛ وذلك لأنه وصيَّة الله الأكثر اهتمامًا في كتابه الكريم، والتي جعَلها الله - عزَّ وجلَّ - ضمن حدوده، مثيبًا مَن أطاعه فيها، ومتوعِّدًا مَن عصاه.

ونذكِّر كذلك بإصلاح ما كان من فساد في تقسيم التركة، وردِّه إلى مستحقِّيه وجوبًا، وأن خيرًا منه هو ميراث النبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي مَن أخَذه، فقد أخَذ بحظٍّ وافر.

نسأل الله العليَّ القدير: أن يَجعلنا من أهل القرآن الذين يقرؤون حروفه، ويُقيمون حدوده؛ إنه على ذلك قدير.








ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:51 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات