05-27-2023, 08:24 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
أريد التخلص من حساسيتي تجاه أمي
أريد التخلص من حساسيتي تجاه أمي
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
فتاة لديها حساسية زائدة، ترى أن والدتها تُفرِّق بينها وبين إخوتها، وتتحسس من ذلك، وتسأل: كيف أتخلص من هذه الحساسية الزائدة تجاه أمي؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما الحل مع حساسيتي الزائدة؟ فقد تعبتُ من نفسي بسبب تلك الحساسية؛ فلا أتحمل كلامًا، وأبكي بسبب أمور بسيطة لا تذكر.
أشعر أن أمي تفرِّق في تعاملها بيني وبين إخوتي، وإذا كلمتها تقول: أنت حساسة وتكبرين ما لا يستحق، وأنا أعامل الكل معاملة واحدة ولا أُفرِّق بينكم، وقريبًا ستكونين أمًّا وتعرفين أن الأم لا تفرق بين أبنائها.
لكن كلامها هذا لا أُصِدِّقه، وقد كرهتُ الجلوس معها ومع إخوتي، ولا أدري ما الصواب؛ هل فعلا هي تفرق في المعاملة بيني وبين إخوتي؟ أو أنني حسَّاسة؟
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
بنيتي، سأُجيبك عن سؤالك وأقول: نعم أنت حساسة، ولكن ليست المشكلة هنا، إنما تكمن المشكلة في استمرار حساسيتك برغم كل ما يقدَّم لك مِن الأعذار.
وحقيقة فإنَّ مِن أهم أسباب هذا التأثر الشديد بالمواقف البسيطة: النظرة المثالية، إما للأشخاص أو للذات، مما يجعل الأخطاء تَتَضَخَّم أو ينظر للتصرف الطبيعي غير المقصود على أنه تصرُّف خاطئ وأنه مقصود، فتبقى النفس تُحلل كل تصرف وفق ما تريد، وقد يُتعِب ذلك الآخرين حيث يملون كثرة التبرير لكل صغيرة وكبيرة.
لذا أقول لك يا بنيتي: أنا أُمٌّ وعندي بنيات مثلك، أُحبهنَّ جميعًا، برغم اختلاف طباعهنَّ معي، وإنما قد يحصل تفريق ظاهري فقط يُحتمه الموقف، وتفرضه الحاجة، وليس له علاقة بالقلب البتة، وكما ذكرتْ لك والدتك: فأنت قريبًا ستُصبحين أمًّا وستُدركين ما قالَتْهُ لك.
قد يكون مِن أسباب التحسس الزائد: الشعور بالنقص، والذي أيضًا لا علاقة له بالأمور مِن حولك، فقد يكون الابن أو الابنة ناقصة شكلًا، ومع ذلك تأسر القلوب بأخلاقها وعطائها.
وقد تلاحظين فرقًا في التعامل، ويكون سببُه شدة الحساسية فقط، أو قد يكون مِن أسبابه تصرفات صَدَرَتْ منك في السابق سبَّبَتْ شيئًا مِن الكدر في العلاقة، أو وَضَعَتْ حاجزًا بينكم، لكن على كل حال فمهما حصل فالوالدُ يبقى والدًا لا يحمل في قلبه ولا يُفرق بين أبنائه، ويعطي الجميع بلا استثناء، وحبذا لو تطرحين تساؤلك هذا على أحد أفراد الأسرة المقربين لك، فلعله يرى ما لا ترين فيقنعك.
وتذكري قول الشاعر محذرًا من كثرة العتاب:
إذا كنتَ في كلِّ الأمور مُعاتبًا ♦♦♦ صديقك لم تلقَ الذي لا تُعاتبُهْ
فتغافلي وتجاهلي تسلمي، وفقك المولى لكلِّ خيرٍ
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|