05-27-2023, 08:24 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
أعاني من طريقة تعامل أختي معي
أعاني من طريقة تعامل أختي معي
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
فتاة تشكو مِن طريقة تعامل أختِها معها، بسبب اختلاف التفكير بينهما، وبسبب شخصيتها المتسلطة، وتريد طريقةً تتعامَل بها معها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاة في العشرين مِن عمري، أُعاني من طريقة تعامل أختي الوسطى معي، فشخصيتها متسلِّطة؛ وهي تريدني أن أكونَ نشيطةً باستمرار، وأنا لا أعرف كيف أعود مِن دراستي الساعة 4 مساء، ثم أكون نشيطةً في أعمال البيت؟ فأختي لا تعرف طبيعة الجامعة، وتحسب الدراسة سهلةً، وأنا أعيش حياةً دراسيةً صعبةً، لصعوبة تخصُّصي، وأظن أنَّ سببَ الخلاف بيني وبينها البُعد الفكري والعمري؛ فهي أقل تفكيرًا مني، حتى إنها تقول إذا غضبتْ مني: لولا والداي لدعوتُ عليك بالموت، ولا أعرف لم تتصرف بهذا الشكل؟ فأخبِروني كيف أتعامل معها؟
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فبُنيتي، ذَكَرْتِ أنَّ مِن أهم أسباب المشكلة في نظرك: البُعد الفِكري والعمري، وبذلك تكونين أمسكتِ بطرف الخيط، وفعلًا هذان هما السببان المرجِّحان للمشكلة.
قد تكون هناك أسبابٌ أخرى؛ مثل: الشعور بأنها قد فاتَها حظُّ التعليم، مع شعُورها بثِقَل المسؤولية المُلقاة على عاتقها؛ مما أصابها بالشعور بالانكسار، والذي تعبِّر هي عنه بهذه الطريقة.
وأيًّا كانت الأسبابُ، واختلفتْ وتنوَّعتْ، فالمطلوبُ هو الصبر الجميل مع الاحتساب، يُضاف إلى ذلك التغافل والتجاهل لِمَا يصدر منها مِن أذى، ما دام أنه في حدود القول؛ فالله جل جلاله يقول في محكم تنزيله: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ﴾ [آل عمران: 111]، فلا تَهتَمِّي لِمَا تقول مهما كان مُؤذيًا، واجعلي الصبرَ سلاحك، والإعذارَ خُلُقك الذي تُهوِّنين به الأمر، فكلما قالتْ وفعلتْ قولي: لعلها مهمومة، أو: لعلها مُثقَلة بالمسؤولية، أو: لعل عندها ما يُقلقها أو يُحزنها.
والمقصودُ هو ألا تُعطي الأمور أكبر مِن حجمها، وبإمكانك أن تَتَخَلَّصي مِن أذاها بالمعاملة الحسنة؛ قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، فمثلاً حين تطلُب منك شيئًا استجيبي مباشرةً وبكل هدوء، واجعليها تستغرب منك حُسن الخُلُق، وسيدفعها ذلك لأن تستحيي فتُغَيِّر تعامُلها معك.
لا تُصعدي الأمور فتشتكينها مثلًا؛ لأن ذلك سيزيد من حجم المشكلة ويُعقِّدها، إنما اطلبي منها مباشرةً أن تعذرك، وتُخفِّف عنك، وأفهميها وضعك الجامعي.
افعلي ذلك بكلِّ هدوء وسعة صدر؛ فإن لين الخطاب يأسر القلوب ويخجلها؛ قال تعالى: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].
ولا تنسَي الدعاء بأن يُسخِّرها الله لك، وأن يُؤلِّف بينكما، وأن يُصلحَ لكما الحال، ويهدئ البال؛ فللدعاء سهامٌ لا تُخطئ.
شرح الله صدرك، ويَسَّر أمرك، وسَخَّرَك وسخر لك
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|