مسؤولياتي ومرض إخوتي أبعداني عن الزواج
يسرا سليمان
السؤال:
♦ الملخص:
شابٌّ لديه أخٌ وأخت مصابان بانفصام الشخصية، يَخشى الزواجَ؛ لكيلا يصابَ أطفالُه بهذا المرض، ولم يعد يهتم بالزواج لكثرة مسؤولياته، ويسأل عن حلٍّ.
♦ التفاصيل:
أنا رجلٌ في بداية العقد الرابع من العمر، أخي وأختي مصابان بانفصام الشخصية، وأنا الآن لا أريد الزواج للأسباب التالية:
• مخافة أن يَمرضَ أولادي بالمرض نفسه؛ لأن المرض وراثي.
• مخافة إهمال زوجتي وأطفالي؛ لأني منشغلٌ بأخي وأختي ومسؤول عنهما.
• أسلوب التربية الذي هدَم ثقتي في نفسي.
• لا أريد أن أُعيد هذا المرض لعائلتي، فقد كانت أخت والدي مريضة بالمرض نفسه، وعِشنا بسببها أيامًا صعبة، ووالدي الآن منفصل عنا.
لا أدري ماذا أفعل، أنا أظن أن مسؤولية الزواج كبيرة عليَّ، وصراحةً ليس لدي أيُّ رغبة في الزواج، ولا يهمني إنجاب الأولاد، أرجو إرشادي، جزيتم خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أما بعد:
أعانك الله أخي الفاضل، كما قرأت في رسالتك أنك تعاني، فإن الإيجابي في الرسالة أنك واعٍ ومستوعب لكل مشاكلك ومخاوفك وأسبابها، وهذا أول الطريق للعلاج وحل المشكلات.
لا تحمِّل نفسك فوق طاقتها، ولا تدفن نفسك داخل المشاكل والمخاوف، كل أحدٍ منا يعيش اختياراته، وأبوك الفاضل عاش اختياره بالانفصال عنكم، وعوَّض الله إخوتك بك، لكن لا تلغِ نفسك.
فكِّر في نفسك قليلًا، وأحبَّ نفسك أنت، طوِّر من ذاتك، افهَم نفسك أكثر، افهَم ما تريد، وحين تغيِّر تفكيرك، فأنت تغيِّر حياتك، وستصبح ما تفكِّر به معظم الوقت.
اعمل على أن تستعيد مقياس اللياقة الذهنية؛ وهو التفاؤل والثقة بالنفس.
ابحَث دائمًا عن الشيء الجيد في داخل الظرف السيئ؛ فسرُّ السعادة يبدأ من القدرة على الاستجابة بشكل جيد لمجريات الحياة.
من كل موقف في حياتنا هناك رسالة ودرسٌ يجب أن نتعلمه لتطوير حياتنا، وليس لهز ثقتنا بأنفسنا أو لتحطيمنا.
ثم اسأل ذاتك: كم تحترمها؟ فأنت رجل مسؤول عن نفسك، وعن إخوتك، رجل محترم يعرف مسؤولياته، ولكن ربما لا يعرف حقوق نفسه جيدًا، فسَمَحَ لمجريات الحياة أن تضعفه لا أن تقويَه.
استعمل المعوقات والمخاوف لبناء جسر ينقلك إلى بر الأمان، انظر إلى حياتك بطريقة إيجابية أكثر، وقد علمك ذهاب أبيك أهمية العائلة والمسؤولية، وهو عامل مهم في شخصية الزوج والأب.
ويلزمك أيضًا أن تزيد في تقدير ذاتك وحبها، والنظرة الإيجابية لما حولك؛ لذا:
• حاور نفسك دائمًا بطريقة إيجابية.
• تخيَّل أهدافك وهي في قمة تحققها.
• اختار الأشخاص الإيجابيين ليكونوا حولك.
• طوِّر نفسك من خلال قراءة كتب تطوير الذات، أو الاستماع لمقاطع تنموية.
• حوِّل القلق والخوف الذي بداخلك إلى طاقة إيجابية تقودك للنجاح.
هدفك أن تصبح متفائلًا في كل أمور حياتك، وبعد ذلك قرر ما تجده مناسبًا لحياتك القادمة ولمستقبلك، وقرارك سيقودك للنجاح في عملك وعلاقاتك وصحتك.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك