معاناتي مع زوجي وأهله
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
السؤال:
♦ الملخص:
امرأة متزوِّجة ولديها طفلٌ، تعاني مشكلات كثيرة مع زوجها وأهله، وتسأل عن حلٍّ لها.
♦ التفاصيل:
تزوجت منذ عامين ولدي طفل عمره عام، أعيش مع زوجي وأهله في محافظة أخرى غير المحافظة التي يسكُن فيها أهلي، تعاهدت مع زوجي على أن تكون حياتنا سرًّا بيننا، فلا أحدَ يعرِف عنا شيئًا، المشكلة أن والدة زوجي متعلقة به تعلقًا مرضيًّا، وترى أني أحاول تعكير صفو الحياة بينها وبين زوجي، وأحاول الوقيعةَ بينهما، حتى إنها قالت لي ذلك في وجهي، ورجعت للسؤال عليها والحديث معها، لكنها تعاملت معي بطريقة سيئة، تكاد تكون طردتني بسوء معاملتها، أجلس في شقتي وأسمع إهاناتها لي، وحديثها عني بالسوء بصوت عال، ولا أذكُر شيئًا لزوجي، أساءت هي وزوجي لأهلي عندما أتوا في موعد ولادتي ليكونوا بجواري، ويقدِّموا لي الدعم النفسي في هذا الموقف، وعندما غادر أهلي منزلي بعد سوء المعاملة، تركني زوجي وأمه وحدي عقابًا لي علي مجيء أهلي، مع العلم أن أهلي لم يُسيئوا لهم يومًا، ولم يصدُر منهم شيء يُضايقهم.
كثيرًا ما أسمعها تطلب من زوجي أن يُطلقني، وينقلون له كلامًا عني لم أقُلْه، وللأسف يصدقهم،وكان لدي شعور أن زوجي يحدِّث امرأة، فبحثتُ في هاتفه حتى توصَّلتُ إلى أنه يتحدَّث مع إحدى قريباته، واجهتُه حتى اعترَف أنها علاقة صداقة ولا يوجد بينهم شيءٌ، وسببُ اعترافه خوفُه فعلًا من أن أتَّصل عليها وأُهينها، أو أُبلغ أهلَه بذلك؛ لأنها قريبة منهم، وهناك زيارات واتصالات بينهم، ومن ثم تحدُث مشكلة.
طلبتُ منه الطلاق كثيرًا، لكنه يرفُض ويقول إنه يُحبني ولا يريد الطلاق.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيلوح في الأُفق من مشكلتك الملامح التالية: الغيرة من والدة زوجك، وضَعف شخصية زوجك، وأخطاء منك، ومحبة زوجك لك، وفتنته بقريبته، وربما عندكما تقصيرٌ في بعض الواجبات الشرعية، أو ارتكاب لبعض المعاصي، إذا عُلم ذلك كله، فما الحل لمشكلتكما؟
أقول مستعينًا بالله سبحانه: الحل إن شاء الله في الآتي:
أولًا: مراجعة علاقتك وعلاقة زوجك بالله سبحانه في الواجبات الشرعية، خاصة الصلاة وبر الوالدين، ومحاسبة أنفسكم على ما قد وقَع منكما من المعاصي، لماذا أقول ذلك؟
لأن التقصير في الواجبات وارتكاب المنهيات، هو السبب الرئيس للمشكلات، وتسلُّط الغير؛ بدليل قوله سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]، وقوله عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 79].
ثانيًا: أكثِرا من التوبة والاستغفار والدعاء، فهي سدود منيعة ضد المصائب.
ثالثًا: حافِظا على أذكار الصباح والمساء، ودخول المنزل والخروج منه.
رابعًا: لا تُزكِّي نفسك وتفقَّدي علاقتك بوالدة زوجك، فقد يكون لك دورٌ في تأجيج الأمور والإثارة عليك وبُغضهم لك؛ إما بابتدائك بمشكلة، أو بمجاراة والدته برفع الصوت.
خامسًا: من طباع بعض الكبار الحرص الزائد، فقدِّري هذا الأمر.
سادسًا: لا تكثري من الجدال مع زوجك في تصرفات أمه، فإن ذلك لا يزيدكما إلا فُرقةً وتباعدًا.
سابعًا: يُنصح زوجك بمعرفة حقوق أمه وحقوق زوجته دون إفراطٍ ولا تفريط.
ثامنًا: إن كان هناك قريبٌ عاقل يوسَّط لمناصحة الوالدة وتخويفها من عاقبة الظلم، وكذلك مناصحة الزوج بإعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه، وتخويفه من عاقبة الظلم.
تاسعًا: أساء زوجك بعلاقته المشبوهة بقريبته، وليس هناك شيءٌ اسمه علاقة صداقة بين ذكر وأنثى غير مَحرمين، وعليه المبادرة فورًا بالتوبة والإقلاع، واستمري في مناصحته في ذلك.
عاشرًا: لعلكما تقرأان رسالة كتبتُها هناك في الألوكة بعنوان: (تدخلات أم الزوج في حياة الزوجة)، ورسالة أخرى بعنوان: (أمي تتدخل في حياتي الزوجية)، ففيهما إشارات وتوجيهات مهمة جدًّا لمثل وضعكما، حفِظكما الله ووفَّقكما لكل خيرٍ، وأعاذَكما من نزغات الشياطين.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك