رفضه أبي لضعف بصره
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
السؤال:
♦ الملخص:
فتاة تقدم إليها شاب لخِطْبتها، لكنَّ أباها رفَضه لضَعْف بصره، وتسأل عن حلٍّ.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أتحدث إليكم عن مشكلتي التي استمرت سنتين من بعد تخرجي في الجامعة، فقد تقدَّم لخِطبتي شاب بيني وبينه حب، إلا أن أهلي رفضوه بحجة أنه ضعيف البصر؛ ما أصابني بالاضطراب والكآبة، ثم حاول ثانية لكن أبي رفَضه مرة أخرى، وما زلنا نفكر في حل لمشكلتنا، وفي انتظار قَبول أهلي به، أرجو توجيهكم ومشورتكم؛ فكلانا له رغبةٌ في الآخر، وضعف البصر هذا ليس معضلة في نظري، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فإن مشكلتكِ منحصرة في رغبتكِ بالزواج من شابٍّ ضعيف البصر، وأهلكِ معترضون بسبب ضعف بصره، وتسألين عن الحل، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
الحل بمشيئة الله في الآتي:
أولًا: كثرة طرق باب مَن لا يخيب مَن سأله سبحانه بالآتي:
١- الاستخارة الكثيرة المتجردة من الهوى؛ لأن الذي يعلم بالخير لكما هو الله سبحانه.
٢- كثرة سؤال الله شرحَ صدرِ والدكِ لِما فيه الخير لكما أيًّا كان؛ سواء كان بالقبول أو الرفض.
ثانيًا: إن كان الأمر معلومًا لدى الأقارب، فيمكن توسيط أعقلهم ليشفع عند الوالد.
ثالثًا: بعد هذا الدعاء والاستخارة والتوسيط، إن أصرَّ الوالد على رأيه، فلعل هذا هو الخير الذي اختاره الله لكِ وأنتِ لا تعلمين، وما يدريكِ لعل الله بهذا الرفض قد صرف عنكِ شرًّا لا تعلمين به.
رابعًا: تذكَّري قوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].
خامسًا: لا تقلقي، فالزوج المكتوب لك سيتزوجكِ في وقت يعلمه الله سبحانه، ولن يمنعه أحد مهما كان.
سادسًا: لا تحملي في قلبكِ شيئًا على والدكِ؛ فهو يجتهد ويتلمس الخير لكِ، وقد يصيب وقد يخطئ؛ فأكثري من برِّه والدعاء له.
سابعًا: ليس الحب هو كل شيء، والحب الحقيقي إنما يوجد ويرسخ بعد الزواج.
ثامنًا: إن أصرَّ والدكِ على رأيه، فأرى أن تُسلِّمي لقدر الله؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وأن تعتبريه خيرًا ساقه الله لكِ، وأن تنزعي حبَّ هذا الشاب من قلبكِ نهائيًّا؛ حتى تعيشي مع الزوج القادم بسعادة رائعة دون منغصات.
تاسعًا: من كمال العقل والحزم الانصرافُ عن أمر تعذَّر تحقيقه وسؤال الله العِوضَ الطيب.
عاشرًا: أعيد وأؤكد أن التعلق برجلٍ رفضه الوالد، لن يجلب لكِ إلا الهم والغم والحزن، والتعلق بالسراب، وتعطيل مصلحتكِ في الزواج السعيد، فكوني حازمةً فطنةً مغلِّبةً جانبَ المصلحة الظاهرة، مؤمنة بالقدر وصابرة عليه.
حادي عشر: لو تمَّ الزواج والوالد غير راضٍ أو في نفسه شيء، فمن المتوقع عدم رضاه عنكما، أو مقاطعته لكما، وأيضًا أي شكوى منكِ ضد زوجكِ، فستُعيَّرين بقبولكِ به وإصراركِ عليه.
حفظكِ الله ورزقكِ زوجًا صالحًا تقر به عينكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك