أختي ترفض من يتقدمون لخطبتها
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
شابٌّ يشكو مِن أخته التي ترفُض الخطَّاب لتعلُّقها بشابٍّ يشرب المخدرات ويدخن، وقد نَصَحَها بخطأ ما تفعل، ولكنها ترفض.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لديَّ أخت عمرها 18 عامًا، يَتَقَدَّم لها الخطابُ لكنها تَرفُض؛ مرة بسبب الشكل، ومرة بسبب الجسم، ومرة بسبب الأخلاق!
حتى تقدَّم لها صديق لي على خُلُق ودين، وليس فيه ما يعيبه، وافقتْ في بداية الخطبة ثم فوجئتُ بمصادمتها له في آرائه وحِدّتها معه، ثم بعد ذلك طَلَبَتْ أنْ تَفْسَخَ الخطوبة، ولم أجِدْ سببًا مُقنعًا لهذا الرفض، إلا أنها تقول: أنا غير متقبِّلة له.
فوجئتُ بعد فترة بأنها تعرف شابًّا كان يُوصِّلها هي وصديقاتها إلى المدرسة، فأنكرنا عليها ذلك، لكنها متعلِّقة بالشاب وتُحبه، وأخبَرَتْنا أنه سيَتَقَدَّم لخطبتها.
سألتُ عن هذا الشخص، فوجدتُه شاربًا للمخدرات ومدخنًا، وعندما أخبَرتُها عن رأي الناس فيه قالتْ: لقد انتهى عن فِعْل كلِّ ذلك، وبدأ يلتزم ويُصلي في البيت.
أختي تعتقد أنه تَغَيَّر وتاب، وتنتظر مجيئه لخطبتها، وبالفعل حدد موعدًا وسيَتَقَدَّم لخطبتها في الأيام القادمة! والدي مُتوفًّى ووليُّنا والمسؤول عنا هو عمي، وقد نصحتُها بخطأ ما تفعل، لكنها ترفض.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأسأل الله أن يُعينَكم ويجزيكم خيرًا على تحمُّل أختكم.
وفي الحقيقة إنَّ هذه الفئة العمرية كثيرًا ما يَحْدُث فيها مصادمات بين الأهل والأبناء والبنات؛ حيث يظن الشابُّ والشابَّة أنه مسؤول عن حياته وحدَه، ولا حاجة له في استشارة أحدٍ في أيِّ أمر، فهم مقتنعون تمامًا بصواب أفعالهم، أو على الأقل تكون المسألة في اتباع شديد لهوى النفس؛ حيث تغلب العاطفة العقل.
وكما تقول: إنه يَخشى عليها مِن سوء عاقبةِ هذا الأمر؛ لذلك تحدَّثوا إليها كثيرًا بشكل وديٍّ، وبطريقةٍ مُقنعة، مستعينين بالله في ذلك، وبَيِّنوا لها الأمور، واضربوا لها الأمثلة لعلها تقتنع، وأخبروها أنكم إن وافقتم على هذا الخاطب غير المقبول شرعًا، فإن عليها أن تَتَحَمَّل مسؤولية ذلك وحدها إنْ حَصَل شيء بينهما! قولوا لها ذلك على فرض أنكم لم تُمانعوا مِن زواجها به.
أما عن رأيي، ففي الحقيقة لا أنصح بقبوله؛ فقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم مَن تَرْضَوْنَ دينه وخُلُقَه فزَوِّجوه))، وهذا الخاطبُ مُتَّهَم في تصرفاته وخُلُقه، وحتى تسلموا مِن ضغطها عليكم أَخبروها بأنكم ستسألون عنه أكثر، وأنكم غير مُستعدين لتسليم ابنتكم لشخص لا يستحقها، ثم بعد ذلك أخبروها بأنه لا يَصْلُح.
قد يصدر منها بعضُ ردود الفعل، لكن لا تبالوا وتحملوها حتى يُيسِّرَ الله لها خاطبًا كفئًا.
وقبل أن أنهيَ حديثي معكم، فكأني لمستُ أنَّ هناك شيئًا مِن التساهل في خروجها وذهابها مع صديقاتها، وركوبهنَّ مع أمثال هذا الشخص، فكيف يحصل ذلك وأنتم تُدركون خَطَرَ هذا الأمر عليها؟!
وما دامت الفتاةُ ضعيفة التمسك بدينها، فمن المفترض أن يُحافظَ عليها، ولا يُترك لها البابُ مفتوحًا في كل حين، فإنَّ ذلك مما قد يوقعكم فيما لا يُحمد، ويكفيكم ما يَحْصُل منها مِن رفضٍ للخطاب الصالحين والتطلع لشابٍّ لا يناسبكم ولا يناسبها، وقد فعلتْ ذلك بسبب إعجابها مخدوعة به.
والسببُ الأساس كان هو التساهل في مخالطتها للرجال، كذلك عليكم مُتابعتها مِن خلال معرفة نوعية تعامُلاتها، ويحق لكم ذلك ما دمتم رأيتم منها جنوحًا، بل يَحْسُن في هذه المواضع أنْ ترى منكم حَزْمًا وقوة.
حَفِظها الله وسَخَّرها لكم، وأعانكم على كلِّ أمرٍ، وكفاكم ويسَّر لكم الطريق، ووفَّقكم لهداه.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك