كيف أنوي الصوم؟
ماهر مصطفى عليمات
يحتار كثيرٌ من الناس كيف ينوي الصيام، وقد وصلتني رسائل أزعجتني كثيرًا تحثُّني أن أقول كذا وكذا؛ لتكون نيَّتي صحيحة، وليكون صومي مقبولًا بها، مع أنَّ الأمر أبسط من هذا، وبيان ذلك كالآتي:
1- من كان يعلم بقلبه أو خطر بباله في الليل أنَّه سيصوم غدًا فقد نوى الصيام:
قال الإمام الموصلي[1]: اعلم أن النيَّة شرط الصوم، وهو أن يعلم بقلبه أنَّه يصوم ولا يخلو مسلم عن هذا في ليالي شهر رمضان، وليست النيَّة باللسان شرطًا.
قال الإمام ابن قدامة[2]: فمتى خطر بقلبه في الليل أن غدًا رمضان وأنه صائمٌ، فقد نوى.
وقال الإمام ابن مفلح[3]: ومن خطر بقلبه ليلًا أنه صائمٌ فقد نوى.
2- من قام ليتسحَّر فقد نوى.
3- من شرِب بنية دفع العطش في النهار فقد نوى.
4- من امتنع عن المفطرات (الأكل والشرب والجماع) خوف طلوع الفجر، فقد نوى.
قال الخطيب الشربيني[4]: والمعتمَد أنه لو تسحَّر ليصوم، أو شرِب لدفع العطش نهارًا، أو امتنع من الأكل والشرب أو الجماع خوفَ طلوع الفجر، كان ذلك نيَّةً إن خطر بباله الصوم.
ولا يُتَلَفَّظ بها كما يظنُّ أغلبُ الناس:
قال الإمام النووي[5]: ومحلُّها القلب ولا يُشترط النطق بلا خلاف.
وقال الإمام الغزالي[6]: والمراد من النيَّة قصد القلب إلى الصوم، وأما اللفظ فلا أثر له.
والله أعلم.
[1] الاختيار، الموصلي: 1/ 204.
[2] المغني، ابن قدامة: 4/ 130.
[3] الفروع، ابن مفلح: 2 /254.
[4] الإقناع، الخطيب الشربيني: 1 /384.
[5] روضة الطالبين، النووي: 1/ 500.
[6] الوسيط، الغزالي: 1/ 417.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك