01-09-2023, 05:43 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 361,175
|
|
متزوجة حديثا ولا أتقبل زوجي
متزوجة حديثا ولا أتقبل زوجي
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
السؤال:
♦ الملخص:
زوجة تكره زوجَها ولا تريد الحياة معه، وتريد الانفصال ولا تَستطيعه، وتخاف أن تَظلِمَ زوجَها إن بَقِيَتْ معه وهي تكرَهه.
♦ التفاصيل:
أنا فتاة متزوجة منذ 6 أشهر، أعتبرها أصعبَ أيام حياتي، بدأت مشكلتي عندما خُطِبت لقريب لنا يَكبرني بـ 8 سنوات، لم أرتَح له عند الرؤية الشرعية، ولم أتقبَّله إطلاقًا، لكني وافقتُ على الزواج به بعدما مارَس أهلي عليَّ بعضَ الضغوط؛ ذلك أنهم يرونه شخصًا صالحًا ومثاليًّا، ومن الرائع أن يتقدَّم لابنتهم شخصٌ مثله، وأيضًا فإني خشيتُ وقوعَ مشكلات بين عائلتي وعائلته، علمًا بأن عائلته محترمة جدًّا، ولا أريد أن أتسبَّب في حزن أمي إذا رفضتُ.
أثناء الملكة لم أتقبَّله أبدًا، دعوتُ الله كثيرًا أن يصرف عني هذ الزواج، لكني كنتُ أعود فأُقنع نفسي بأن الحال سيتغيَّر بعد الزواج، لكن الحقيقة أن الوضع أصبح أكثر سوءًا، ذلك أنه ضعيف الشخصية، شديد البرود، غير جاد، لا يفكِّر، ولا يهتم بنفسه؛ لذا صرتُ لا أتقبَّل تفكيره أو شكلَه أو تصرفاته، حتى طريقة تنفسُّه ومشيته صرتُ أَكرهها، ولا أريد أن أُنجبَ منه أطفالًا.
أشعُر بالحزن صباحًا عندما أستيقظ وأجِدُني ما زلتُ زوجتَه، أصبحتُ أكره نفسي كثيرًا بسبب جُبني وعدم مقدرتي على قول: (لا)، صرتُ أبكي في كل مرة أعود فيها من عند عائلتي إلى منزل زوجي، ألجأ أحيانًا إلى أن التظاهر بغير ما في داخلي؛ خوفًا من أن أظلِمه، وخوفًا من الله، لكن الأمر فوق طاقتي واللهِ!
لا أريد أن أُكرر حياة والِدَيَّ، فهما يكرهان بعضهما لكنَّهما مستمران؛ لأن الظروف لا تسمح لهما بالانفصال، والفرق الوحيد أني مَن جلبتُ هذه المشكلة لنفسي بموافقتي على الزواج من هذا الشخص، لذا أرجو المساعدة، فأنا لا أتقبَّله، ولا أستطيع الانفصال، وأخشى أن أظلِمه.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فعند التمعن في مشكلتك، تبيَّن لي أن سببها الأساس والقوي هو عدم محبتك لزوجك، أما الأسباب الأخرى التي ذكرتِها - مثل: ضَعف الشخصية والكسل وغيرها - فهي موجودة في كثير من البيوت، ولم تمنَع من حياة زوجية سعيدة، أو على الأقل التحمُّل والصبر.
ومع المحبة القلبية والتوافق النسبي، تنسى الزوجة عيوب زوجها، أو تتناساها، وتقبل بالقَدْر الطيب الذي فيه، ويبدو أن حالك معه كما قال الشاعر:
وعينُ الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ♦♦♦ كما أنَّ عينَ السُّخْطِ تُبدي المساوِيَا
أمَّا عند عدم المحبة وعدم القبول النهائي، تَنسى الزوجة كلَّ صفات زوجها الحميدة، ولا تراها شيئًا، وتركِّز على سلبياته وتُضخمها، وبلا ريب أنك أخطأتِ في قبولك شخصًا لم ترتاحي له أبدًا قبل الرؤية الشرعية، ولا أثناءَها، ولا أثناء مُدة الملكة، فهذا القبول ظلمٌ لنفسك وله، لِما قد يترتَّب عليه من المشكلات اللاحقة، وفي مثل حالتك الغالب أن تُفْقَدَ مقومات السعادة الزوجية الصحيحة التي منها: الاستعفاف لكما، والسكن والمودة والرحمة، وذلك بسبب عدم القبول القلبي من الزوجين، أو من أحدهما، والآن وقد حصل ما حصل، يبقى السؤال المهم جدًّا: ما الحل؟!
لا أستطيع أن أتجاهلَ حقيقة وضعك وكُرهك له، ثم أتعامل برسمية ومثالية زائدة، وأقول: اضغطي على نفسك ما دُمت قبلتِه، وتحمَّلي مسؤولية غلطتك؛ لأن الصبر في مثل هذه المواطن وتجاهُل حقيقةِ ما في النفس، قد يستمر فترة وجيزة، ثم لا يستطيع صاحبُ المشكلة أن يتحمَّل أبدًا، وقد يُصاب بأمراض نفسية ناتجة عن الضغط والكبت، لكني أقول: ادرسي موضوعك جيدًا، فإن وجدتِ نفسك قادرةً على أن تتقبلي زوجك مُغلِّبةً جانبَ الإيجابيات، مؤمِّلةً تلافي السلبيات، ومؤمِّلة تغيُّرَ حالك إلى محبَّته، فابْقَي، واحتسبي أجرَك!
وإن وجدتِ غير ذلك، فتريَّثي وفوِّضي الأمر لله سبحانه بالاستخارة كثيرًا بتجرُّد كامل، لماذا؟! لأن الله سبحانه هو وحدَه الذي يعلم المستقبل وما فيه الخير لكما، ولأن الكُره القلبي قد يتغير، ولأن الصفات التي تكرهينها فيه قد تكون بسبب نقص الخبرة في الحياة، ثم تزول مع الزمن، ويُصبح أفضل من غيره، ولأنك لم تَعيبي عليه شيئًا خطيرًا في دينه وخُلقه.
ولا تنسي أسبابًا شرعية مهمة جدًّا يوصَى بها دائمًا في حل أي مشكلة، هي:
أ- الدعاء بإلحاح ويقينٍ، ولا تنسي أثناء الدعاء أمرًا مهمًّا جدًّا، وهو التوسل إلى الله سبحانه بأسمائه الحسنى، ثم بأعمالك الصالحة.
ب-كثرة الاستغفار.
ج- الاسترجاع.
د- الصدقة.
وأخيرًا أقول لك كلامًا ترددتُ فيه كثيرًا، لكن لأنك قد استشرتِ والمستشار مؤتمنٌ، فأقول: إن بذلتي الحلول السابقة كلَّها، ثم بقيتِ على حالك كارهةً له، فقد تُفْقَدُ بينكما أسسُ السعادة في الحياة الزوجية، وهي السكن والمودة والرحمة والاستعفاف، والأمر لك بعد توفيق الله سبحانه.
وأسأل الله سبحانه أن يُدلَّكما على ما فيه الخير، وأن يُعيذكما من نزغات شياطين الإنس والجن، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.
__________________
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|