![قديم](ibbye-hajj/statusicon/post_old.gif)
01-09-2023, 05:43 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 361,175
|
|
مشكلتي مع أبي
مشكلتي مع أبي
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
فتاة تشكو من أن والدها لا يفي بأيِّ وعد يقطعه على نفسه، مما أثر على نفسيتها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عمري 18 عامًا، مشكلتي في الحياة هي أبي، فهو لا يفي بوعدِه مطلقًا؛ مما أثَّر على نفسيتي، ولم أَعُدْ أطلُب منه شيئًا، فهو لا يفي بأيِّ وعدٍ يُعطيه لي.
أشعُر بقهرٍ شديدٍ، وتسبَّب ذلك في اضطراباتٍ نفسيةٍ ودينيةٍ، وكرهتُ كلَّ مَنْ حولي.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
يا بنية، هل كلُّ هذه المشاعر التي تنتابك كانتْ بسبب طبيعة والدك؟
والدك ليس بالرجل السيئ، إنما لديه بُطء في التنفيذ، وذلك قد يكون عادة متوارثة، وقد يكون بسبب ضغوطات متعددة مع ضَعْف تحمُّل المسؤولية، مما يجعله يُكرِّر تأجيل الأمور التي يشعُر بثقلها، ولكن ما علاقة ذلك باضطرابك النفسي والديني؟!
فوالدك ليس بالرجل الشديد الذي يضرب، أو يُعنِّف، أو يُقبِّح، أو غير ذلك، إنما أنتِ ترغبين في شيء، وتُعلِّقين تحقيقه على والدك، فإذا اعتَذَر تحطَّمْتِ!
الأمر بسيط جدًّا، ويحتاج منك إلى صبرٍ واحتسابٍ، وليس إلى تذمر وانهيار! فعدِّي ذلك مِن البلاء والهَمِّ الذي يُكفِّر الله به السيئات، ويرفع به الدرجات، ولا تشغلي بالك بوالدك وطبيعته، وعلِّقي حاجتك ورجاءك بالله، فوالدك إنما هو بشرٌ مُسَخَّر من الله، فعليك بالدعاء أن يُسَخِّرَه اللهُ لك.
وقبل ذلك اسألي الله أن يُعينه ويشرح صدره ويُيَسِّرَ أمره، فقد يكون والدك يَمُرُّ بظرفٍ، لكنه لا يتكلم ولا يشكو، وهذه عادة الآباء والأمهات، فلا تُحَمِّليه فوق طاقته، وساعديه على الخروج من هذه الحال بالدعاء أولاً، ثم بالإعانة الفعلية؛ سواء بالتشجيع أو المضاحكة والممازحة، أو حتى بالحديث عن هذه المشكلة وأسبابها.
استعيني بالله في كل شيء، واسأليه الثبات والحفظ والتوفيق لكلِّ خير، وألا يجعل الدنيا أكبر هَمّك ولا مبلغ علمك.
أقبلي على الصلاة وتلاوة القرآن وحفظه إن أمكن، حينها ستجدين تغيُّرًا وانفراجًا لهمك، فالعبدُ كلما تَقَرَّب إلى ربه ازداد رضًا وتوفيقًا، وقُضِيَتْ حاجته وأعانه الله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنه وكان غلامًا صغير السنِّ، قال له: ((يا غلام، ألا أُعلمك كلمات ينفعك الله بهنَّ؟ فقلتُ: بلى، فقال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرَّفْ إليه في الرخاء يَعْرِفْك في الشدة، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستَعِنْ بالله، قد جَفَّ القلم بما هو كائن، فلو أنَّ الخلقَ كلهم جميعًا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يَضُرُّوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلمْ أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأنَّ الفرَج مع الكَرْب، وأنَّ مع العُسر يُسرًا)).
أسأل الله أن يحفظك، ويجعلك مِفتاحًا للخير، مِغلاقًا للشر، معمرة للخير لا مدمرة
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|