12-18-2022, 08:31 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
زوجي يعايرني ببخل أبي!
زوجي يعايرني ببخل أبي!
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال:
♦ الملخص:
امرأة تشكو مِن معايرة زوجها لها بسبب تقصير والدها في شراء بعض مستلزمات زواجها، رغم أن والدها وفَّى بكل الالتِزامات بعد الزواج، وهو الذي ينفق عليها طيلة 12 عامًا، وتفكر في طلَب الطلاق!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوِّجة منذ 12 عامًا، أعيش مع والدة زوجي في نفس الشقة، للأسف حين تزوجتُ كنتُ في عامي الثاني من دراستي الجامعيَّة، وهذا تسبَّب في حدوث بعض التقصير في بعض الملتزمات المادية المطلوبة لزواجي، مما تسبَّب في خلافات مع زوجي بعد أقل من 10 أيام من زواجي، رغم أن أبي قام بمُساعدته، وتحمَّل بعض الأعباء المادية عنه للتيسير عليه حين علم أنه يمرُّ بضائقة مادية.
بعد الزواج قام أهلي بالوفاء بكافَّة الالتزامات المادية التي تخصُّني؛ مثل: شراء كافة الأشياء الناقصة مِن جهازي، وتغيير ما لم يعجبْ زوجي.
كذلك تحمَّل أبي مصاريف الدراسة والتعليم، وحملي وولادتي، وتكفَّل أبي بمستلزمات المولود، وأعطاني مصروفًا شهريًّا، واستمرَّ هذا الأمر لسنوات طويلة، وصل إلى حدِّ أن كسوتي السنوية ظلَّت على عاتق أهلي لمدة 12 سنة!!
المشكلة تكمُن في أن زوجي طوال سنوات الزواج يقوم بمعايرتي ببخل أبي، وأنه لم يعطني كافَّة حقوقي المادية! ووصل الأمر إلى أنه كان يُحاسبني إذا علم أن أبي أعطى أحد أخواتي أي شيء، ويُثير المشاكل معي كلَّما تحسَّن الوضع المادي لأخواتي!
للأسف كلما حدث خلاف بيني وبين زوجي أجده يقوم بسبِّ أهلي هو وأمه بأفظع السباب، بل إنه قام بضربي مرات عديدة، ووصل الأمر إلى إصابتي بإصابات متفرِّقة في جسدي، وكان يمنعني مِن زيارة أهلي، ويمنع زيارتهم لي!
صبرتُ على هذا الوضع 12 عامًا، والآن تعبتُ وأريد أن أطلب الطلاق، فهل لي الحق في ذلك؟!
أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
أختي الفاضلة، حياكِ الله.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن استَطاع منكم الباءة فليتزوَّج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء)).
وأمَّا تغيُّر عادات بعض الشُّعوب في الزواج واضطرار النِّساء لمساعدة الرجال لعجزهم عن استيفاء مُتطلبات الزواج، فلا يعني أبدًا أن يكون ذلك حقًّا مُكتسبًا للرجل يُلزم المرأة به ويَفرضه عليها!
والمرأةُ حين تفعل ذلك - ولو صارتْ عادةً لأهل البلد - تفعل ذلك وهي مُتفضِّلة على الرجل لسَعةٍ رزقها الله بها، أو لبسطة في الرزق تبتغي بها مساعدة رجل غير مستطيع ومد يد العون له، وهو من البِرِّ الذي تُثاب عليه إنْ هي احتسبت النية؛ ﴿ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4].
المشكلةُ تَكمن في تغيُّر بعض الحقائق بتغيُّر عادات الشعوب، والشعور بالحياء مما لا يُستحيى منه؛ فأنتِ وأهلُكِ مُتفضِّلون على زوجكِ في القيام بمهامَّ عجز هو عنها؛ فقام الوالدُ جزاه الله خيرًا بها، والعجيب أن الرجل بدلًا مِن أن يَستشعر المعروف ويشكر صانعه يتجرَّأ ويُعيِّر بما كان عليه فعله، والسببُ يرجع لإهمالك الأمر لسنوات عديدة، وسكوتكِ عما لا يجب السكوت عنه.
لقد تنازلتِ عن خصوصيات بيتكِ المستقل، وزاد التنازل حين تكفَّل والدكِ حفظه الله بكسوتكِ لمدة اثني عشر عامًا، فكانت النتيجة أنْ تمادى في ظلمِه، وطالب بالمزيد من مَعينٍ ظنَّ أنه لن ينضب، واغترَفَ مِن بِئر ليس له فيه من حقٍّ، وزاد على ذلك بأن عمل منذ البداية على أن يُشعِرَكِ بالتقصير لكي لا تبادري أنتِ بذكر فضل أهلكِ عليه أو تذكيره بعطاياهم، أو تعييره بعجزه الذي يزيد عامًا بعد عام.
لقد سكتِّ عن مشكلةٍ جوهريةٍ كبيرة، ولم تُحاولي حلَّها، فكبرتْ وتفاقمتْ، والآن لا ترين حلًّا إلا الطلاق، ولا ترضين بغيره بديلًا.
نعم؛ قد يكون معكِ حقٌّ شرعي في طلب الطلاق إن قصَّر زوجكِ، أو عجز عن النفقة، أو تطاول عليكِ بالسبِّ والضرب والأذى النفسي والجسدي، ولكن ابحَثي حولكِ عن أطفالِكِ كيف سيكون مصيرُهم، وهل استنفذتِ كل الطرق فوجدتِ الأبواب موصدة إلا هذا الباب؟
يا عزيزتي، قد يُريحكِ الطلاق من ذلك الظلم، ويُخلِّصكِ من أذاه ووالدته، ولكن المُنصف يبحث عن حلول، ويُفتِّش عن أيسر الحلول وأخفها ضررًا عليه وعلى مَن حوله.
قبل العزم على الطلاق ابحَثي عن كافة السلبيات والإيجابيات، واطلُبي من والدكِ أو أحد أهل الرأي في عائلتكِ أن يجلس معه جلسة ودية يُطالبه فيها بحقوقكِ المشروعة؛ مِن كسوةٍ كاملةٍ في حدود العرف في بلدكم، ونفقة شاملة لكل ما يقوم به الزوج، وأن يمتنع عن ظلمكِ وضربكِ، ويمنع ظلم أمِّه، أو يوفر لكِ سكنًا مستقلًّا عنها، فإن اعترض أو أبى فلكِ أن تنظري جديًّا في أمر الطلاق وتبحثيه بطريقة عملية، ولكن تريَّثي في ذلك، واسلكي سُبل التأني، فقد صبرتِ لسنوات طويلة، وحبستِ القهر، وكتمتِ الشعور المرير بالظلم في نفسكِ، فما يحسن لكِ التسرُّع في أمر الطلاق بعد ذلك.
أسأل الله لكِ تيسير الخير حيث كان، وأن يرفع عنكِ هذا البلاء، وأن يَهديَ زوجكِ إلى جادة الصواب، ويردَّه إلى طريق الحق، إنه سميع قريب مجيب.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|