11-21-2022, 05:17 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,116
|
|
أشعر بالوحدة مع زوجي
أشعر بالوحدة مع زوجي
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
امرأة تشكو من زوجها وأهله؛ فهو يحبهم حبًّا أعمى، بينما هم يكرهونها كرهًا أعمى، كما أنه يحدثهم عن كل تفاصيل بيته، ولا يجلس معها إلا قليلًا، وهي مغتربة، وليس لها أحد سواه!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة مُغتربة، تزوَّجتُ منذ مدة قصيرة وإلى الآن لم أنجبْ، زوجي رجل ذو خلُق ودين، يحب أهله حبًّا أعمى، وبالطبع ليستْ هذه هي المشكلة، بل المشكلة في كره أهله لي، وخاصة أمه، فهي تغار مني بصورة غريبة.
من كثرة كرههم لي يدعون عليَّ دعوات كان آخرها حين دعوا عليَّ أن أجهض ولا أنجب وفعلًا أجهضت!
أنا أصبر وأحتسب وأحاول التقرُّب منهم رغم ما يفعلون معي مِن أجل زوجي، لكن دون جدوى، ومهما فعلت لا أسلم مِن لسانهم، والمشكلة أني عاطفية جدًّا واجتماعية، وفي الغربة ليس لي سواه، وأشعر دائمًا بحاجتي إليه، ولكنه لا يحتاج إلى أحد سوى أهله!
للأسف أشعر بوحدتي مع زوجي؛ فهو يحادث أهله كل يوم أكثر مما يجلس معي، والمشكلة الكبرى أنه يُخبرهم بأدق تفاصيل حياتنا، وقد حاولنا حل هذه المشكلة أكثر من مرة، ولكن ذهبت وعودُه هباءً.
ساءتْ حالتي النفسية، وبدأتُ أشعر بكرهي له، وأفكر في الطلاق، لكني أخاف؛ لأني يستحيل أن أستطيع السفر إلى أهلي، فهم شديدون جدًّا، ولا يتحدَّثون معي إلا نادرًا، ولا أخبرهم بما يجري معي، وهم لا يَسألونني أصلًا عن شيء مما يجري.
لا أعرف كيف أتصرف مع زوجي وأسرته، فقد ضقتُ ذرعًا بحالي، فماذا أفعل؟
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
حقيقة أنا لا أرى الطلاق حلًّا؛ فالخلافاتُ الزوجية تحدث في كل بيت، والموفَّق من يعرف كيف يتعامل معها.
وما دام زوجك كما ذكرتِ ذا خلق ودين، فنصيحتي لك بأن تُحافظي على علاقتك به، وألا تجعَلي من هذه الأمور مشكلة تتسبَّب في هدم البيت، بإمكانك - بعد توفيق الله لك - أن تَحتويَ الأمور مع أهل زوجك؛ وذلك بأن تتعامَلي معهم تعاملًا يُكسبكِ ودَّهم، أو على أقلِّ الأحوال يكفيك أذاهم، وأن تأخذي الأمور ببَساطة، فما المُشكلة في علاقة زوجك الحسنة بأهله؟ فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وذلك دليل خير، وعلامة برٍّ وصلاح، ومن المفترض أن يَزيدك حبًّا له لا كرهًا!
حتى ما ذكرتِ من مسألة كشف تفاصيل حياتكم، فإن كانتْ أمورًا عامة فلا تهتمي لذلك، وأما إن كانت أمورًا خاصَّةً وتحتاج إلى شيء من الخصوصية، فذلك يكون عن طريق التأكيد المستمرِّ على زوجك، وبأسلوب لبق تُفهمينه من خلاله حاجتكم لذلك.
اختلاف الطباع غالبًا ما يكون سببًا لحدوث مشاكل حين يتمسَّك كل طرف برأيه ولا يقدم تنازلًا يرأب به الصدع ويُنهي به الخلاف، فكوني أنتِ مفتاح الخير، وتنازلي وتغاضي وتجاهلي حتى تسير دفة الحياة، وافعَلي ذلك احتسابًا للأجر مِن الله؛ فمن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، كما أن لك أجر الصبر وفضله؛ قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ [النحل: 127]، ولتعلمي أنَّ النصر مع الصبر كما أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله أن يهديك سواء السبيل
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|