11-05-2022, 10:47 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
هل يستمر حب المراهقة؟
هل يستمر حب المراهقة؟
أ. عزيزة الدويرج
السؤال:
♦ ملخص السؤال: فتاة بينها وبين شاب علاقة عاطفية، وتريد إقناع أهلها به، لكنهم يرفضونه. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ عمري 16 عامًا، أحبُّ شابًّا عمره 20 عامًا وهو يُحبني، وأريد أن أقنعَ أهلي به، لكن أبي لن يوافقَ لأن الشاب ما زال صغيرًا في السن، ولأنه من قبيلة أخرى.
أخبروني كيف أقنع أهلي؟ وهل سيبقى يُحبني أو لا؟ فلا أريد أن أقعَ في الخطيئة
الجواب:
مرحبًا بك بُنَيَّتي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ خير معين لك بعد الله في تجاوز مشكلتك.
في البداية بُنيتي أُحِبُّ أن أُطمئنك أن رزقك موجودٌ، وقدَرك مكتوب، ولو اجتمعت الأمةُ على أن ينفعوك بشيءٍ لم يَكْتُبه الله لك فلن ينفعوك، ولو اجتمعت الأمة على أن يَضُروك بشيءٍ لم يَكْتُبْه الله عليك فلن يضروك، فاطمئني مِن هذه الناحية، وعيشي فترة صباك، واسعي لتحقيق النجاح في حياتك القادمة ومراحل تعليمك!
اصرفي تفكيرك عن هذه الأمور في الوقت الراهن، أتعلمين لماذا بنيتي؟
لأنك الآن في مرحلة المراهقة، ومِن أهم خصائص هذه المرحلة غلَبةُ المشاعر والعاطفة في التفكير على العقل، وأنا أجزمُ بأنك لو تقدَّمتِ لسنوات للأمام لأصبح ما تُفكرين به الآن مجرد ذكريات، وستنسين كل هذا الوقت، ويبدأ بعده وقتُ الجد وتحمل المسؤولية والحياة الحقيقية، وستحمدين الله أنه أراد لك الأفضل، وستعلمين أن رأي والديك هو الرأيُ الصواب؛ لأنهم أكثر خبرة، وهم أعلم بمصلحتك.
بُنيتي، نصيحتي لك أن تُوَفِّري مشاعرك لمن هم أحقُّ بحبك الحقيقي، ولا تصرفي هذه المشاعر على أناسٍ وُجودُهم في حياتك هذه الفترة وجودٌ تكميليٌّ، بمعنى أن تصادقي وأن تحبي صديقاتك وإخوانك وأهلك الحب المعقول غير الطاغي الذي لا يُؤثِّر على أسرتك في المستقبل (زوجك - أبنائك - بناتك)، فهم الوجودُ الحقيقيُّ في حياتك، وهم بحاجة لحبك وحنانك أكثر مِن أيِّ شخص آخر.
وفي المقابل سيكبر هذا الشابُّ ويتغير تفكيره وتتغير نظرته للحياة، ومن الممكن أن تتغيَّر نظرتُه فيك أنتِ، وقد لا يريدك زوجة وأمًّا لأبنائه بل قد يعتبرك صديقة فقط؛ لذلك أغلقي هذا الباب من بدايته، ووفري على نفسك الجهد الفكري والعاطفي، ووجهي ذلك لدراستك.
أيضًا أُنبِّهك إلى أهم نقطة في هذا الموضوع وهي: ثقة أهلك بك، فاحرصي تمام الحرص على ألا تهتزَّ هذه الثقة وأنت في مرحلة صغيرة مِن العمر، وقد أشرتِ إلى ذلك بقولك: (لا أريد أن أقع في الخطيئة)، ومعنى ذلك أنك حكيمة، وذات عقلٍ راشد، وتهمك سُمعتك وسُمعة أهلك بالدرجة الأولى؛ لذلك احرصي عليها.
وأخيرًا بُنيتي لتَنْصَرِفي عن هذا الشابِّ حافِظي على أداء الصلاة في وقتها، وأكْثِري مِن الدعاء في السجود أن يصرفَ الله قلبك لحبه سبحانه، فإذا تَعَلَّق قلبك بالله حقَّق لك كل أمنياتك.
حاولي أن تشغلي نفسك وأوقات الفراغ لديك بما يعود عليك بالنفع والفائدة، مارِسي هواياتك المحببة إليك، مارسي النشاطات الرياضية التي تحبين، شاركي في الأنشطة التطوُّعية التي تخدم المجتمع وتعود عليه بالنفع، خطِّطي لمستقبلك العلمي... وهكذا، حاولي أن تكون مهامك اليومية كثيرةً وحافلة بالإنجاز.
وختامًا، أمنياتي لك بالتوفيق والنجاح، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديَك إلى طريق الصواب وهو القادرُ سبحانه
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|