![قديم](ibbye-hajj/statusicon/post_old.gif)
10-27-2022, 03:13 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
مللت العيش مع زوجتي فهل أطلقها؟
مللت العيش مع زوجتي فهل أطلقها؟
أ. عائشة الحكمي
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
شاب متزوج ولديه أولاد، يعيش مع زوجته وليس بينهما حبٌّ ولا ثقةٌ، ويسأل: هل أُطَلِّقها أو أظل معها مِن أجْل الأولاد؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج من 5 سنوات، وكانت طريقة الزواج بأن أرسلتْ لي زوجتي رسالةً تقول فيها: أريدك زوجًا لي على سنة الله ورسوله، فذهبتُ وخطبتُها، وكان والدها يرفضني، وهي تعود وتتصل، وتطلب مني العودة، إلى أن وافق والدها في المرة الثالثة.
بعد عامين مِن الزواج اكتشفتُ خيانتَها لي مع أحد الشباب عن طريق الهاتف، وذهبتُ إلى والدِها وأخبَرْتُه، فرَدَّ عليَّ بكلمةٍ واحدةٍ: طلِّقْها، ولم يحرِّكْ ساكنًا!
كنتُ أرجو منه أن يُصْلِحَها، لا أن يطلبَ أن أطلقها، علمًا بأنني أحبُّها جدًّا، فهجرتُها مدة طويلة، ثم عاودَت الاتصال بي، وطلبت العودة وعاهدتني بعدم تَكْرار ذلك، والحمدُ لله إلى الآن لم تُكَرِّرْها.
مشكلتي أنني مِن داخلي مُتْعَبٌ نفسيًّا منها، وحياتنا كالإخوة في البيت، لا حب بيننا ولا ثقة؛ فهي تُفَتِّش في كلِّ شيءٍ خاصٍّ بي؛ في هاتفي، ومحفظتي، وتعتقد أن لي علاقةً بواحدة أخرى، فتركتُ لها المجال لتُفتِّش لأني لم أخطئْ، ولا أخاف مِن شيء.
الآن كل هدفي تربية أولادي فقط، علمًا بأنها تقوم بكل واجبات البيت؛ مِن نظافةٍ وطبخٍ وجميع الواجبات، عدا حقوقي الشرعية، فأنا لا أحسُّ بها، وهي دائمًا عصبية، وتشتكي مني شكاوى واهية!
مللتُ مِن ذلك، ولا أشعر أني متزوج، أريد أن أحسَّ إحساس المتزوجين بأن لديَّ زوجة، وقد كلَّمْتُها مرات ومرات، فما كان ردُّها إلا أنها لا تستطيع، وأنَّ هدفها هو تربية الأطفال والبحث عن عملٍ لها، وإذا وجدتْ فإنها ستطلب الطلاق، وستبحث لي عن عروس بنفسها إن هي حصلتْ على مصدر دخلٍ!
من خلال حديثي معها أخبرتْني بأنها لم تكن تحبني، بل كان طلبها للزواج مني مجرد سبيل للخروج من بيت أهلها المليء بالمشكلات، والبحث عن بيت آخر للعيش فيه.
لا أدري ماذا أفعل؟ فقد مللتُ من تلك الحياة فأشيروا عليَّ هل أُطَلِّقها وأبحث عن زوجةٍ أخرى؟ أو أستمر معها من أجل تربية الأولاد وفقط؟
الجواب:
بسم الله المُوفِّق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليكم، أما بعدُ:
فإنَّ المرأةَ - كما يُقال - هي انعكاسٌ لِرَجُلِها، وما تنكره من زوجتك من عدم ثقةٍ وتفتيش خصوصياتك، إن هو إلا انعكاسٌ لما أنت مُقيمٌ عليه مِن تتبُّع لاتصالاتها، والتفتيش عن أخطائها، وخياناتها من موقعك المهني، ومَن تتبَّع العورات وفتَّشَ عن الذنوب فسيجدها لا محالة! وقد كان من الحكمة مُعالجة المشكلة بينك وبينها، لا أن تفضحها عند والدها الذي رفَض زواجك منها مرتين!
كما أنَّ مِن أكبر الخطأ حَصْر الحلول بين الطلاق، والاستمرار على نفس الحال، أليس هناك حلول أخرى يمكن اللُّجوء إليها كإصلاح العلاقة الزوجية والتعدُّد؟!
إن اخترتَ اسْتِصلاح العلاقة فلا يتطلَّب الأمر أكثر مِن أن تُقَرِّر أن تكونَ زوجًا صالحًا لزوجة صالحةٍ، فلا تتبع عوراتها، ولا تُفتِّش عن أخطائها، وأن تستغلق الملفات القديمة والذكريات السيئة وكل ما مِن شأنه إقامة الحواجز النفسية بينكما، وابتدئ مع زوجتك بصور ذهنيةٍ إيجابيَّةٍ عنها تُعَزِّز رأيك الإيجابي عن صلاحها ومثاليتها لممارسة دور شريكة الحياة المشبعة لكلِّ حاجاتك العاطفية والجنسية.
تخلَّصْ أيضًا مِن أثاث غرفة النوم القديم، واستبدل به جديدًا يجدد العلاقة الحميمة بينكما، وبادِرْ بالتعبير العاطفيِّ عن مشاعرك واحتياجاتك الجنسية، واستشعرْ مع زوجتك الكريمة المعنى السامي للزواج، بدلاً من إطفائه داخل المنزل والبحث عنه خارجه، وسيُصلح الله حالكما، ويرزقكما السعادة والاستقرار بحوله وقوته.
وإذا اجتمع في عقلك قراران، لا تدري أيهما أصوب، فاستفتِ قلبك قبل نومك، وسيَدُلُّك على أصلحهما وأنفعهما لأمر دينك ودنياك، ما لم يكن مَمنوعًا شرعًا.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|