الحواريون يبلغون الدعوة
د. محمد منير الجنباز
لم تكن المدة التي دعا فيها عيسى بني إسرائيل بالطويلة - ثلاث سنين - ولم يتمكن من توسيع دائرة دعوته إلى البلدان المجاورة للقدس، فعاجله الكهنة من بني إسرائيل بالتكتل ضده وشكلوا فرقة لقتله والتخلص منه، وكانوا يريدون بهذا وَأْدَ دعوته في المهد قبل أن تنتشر وترى النور.
ولكن الله تعالى قيض لدعوته الحواريين، وكانوا اثني عشر حواريًّا، اجتمع بهم عيسى قبل أن يرفعه الله وأوصاهم بنشر الدعوة والتفرق في البلاد، ودعا لهم بأن تكون لغةُ كل واحد منهم مثل لغة القوم الذين يدعوهم.
وروى ابن إسحاق: أن عيسى عليه السلام قبل أن يُرفع وصَّى الحواريين بأن يَدْعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وعيَّن كل واحد منهم إلى طائفة من الناس في إقليم من الأقاليم من الشام والمشرق وبلاد المغرب، فذكروا أنه أصبح كل واحد منهم يتكلم بلغة الذين أرسله المسيح إليهم، لكن الأناجيل التي نقلها الحواريون عن عيسى - وهي أربعة - بينها تفاوت كبير؛ مما أحدث بلبلة بين الأقاليم، ولما دخلها التحريف بعد مضيِّ الوقت ظهرت الفرق النصرانية المتفاوتة في الاعتقاد.
لقد اضطهد اليهود الحواريين وأتباع المسيح، وعاملوهم بمنتهى القسوة والشدة والتنكيل، وكاد أن يقضى عليهم لولا أن تبنَّى ديانتَهم أحدُ الملوك - قسطنطين - فعمل على حماية المسيحية ونشر معتقداتها، ولكن وفق طريقته ومَبْلَغ علمه واعتقاده.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك