الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: (بينا أنا قائم إذا زمرة)
فواز بن علي بن عباس السليماني
قال المصَنِّفُ: وللبخاري[1]: (بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ، فَقُلْتُ أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَالله، قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى، ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ ـ فذكر مثله قال: فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ.
قوله: (بينا أنا قائم): قال القسطلاني في "إرشاد الساري" (9 /341): أي: على الحوض؛ اهـ؟
قوله: (إذا زمرة): قال العيني في "عمدة القاري" (23 /142): الزمرة: الجماعة؛ اهـ.
قوله: (خرج رجل): المراد به ملك موكل بذلك، ولم أقف على اسمه؛ اهـ "الفتح"، (11 /474).
قوله: (إلى النار والله): وأكد باليمين ليدل على أن الأمر واقع لا محالة، والله أعلم.
قوله: (القهقرى): قال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص191): التقهقر: الرجوع إلى الخلف؛ اهـ.
قلت: والتقهقر قد يكون في الدنيا وقد يكون في الدين، وأضرُّه على المسلم التقهقر في الدين والعياذ بالله، وقد كان صلى الله عليه وسلم يستعيد بالله من الحَور بعد الكور، والله أعلم.
قوله: (فذكر مثله):أي: مثل الزمرة الأولى التي أُخذت إلى النار؛ كما في الحديث، والله أعلم.
تعريف: هَمَلِ النَّعَمْ:
قال العيني في "عمدة القاري" (23 /142): قوله: (فلا أراه) بضمِّ الهمزة؛ أي: فلا أظن أمرهم أنه يخلُص منهم إلا مثل هَمَلِ النعم - بفتح الهاء والميم - وهو ما يترك مهملًا لا يُتَعَهَّدُ ولا يُرعَى حتى يضيع ويهلك؛ أي: لا يخلص منهم من النار إلا قليل، وهذا يشعر بأنهم صنفان كفار وعصاة.
وقال الخطابي: الهمل يطلق على الضوال، ويقال: الهمل الإبل بلا راع مثل النَّفَش، إلا أن النفش لا يكون إلا ليلًا، والهمل يكون ليلًا ونهارًا، ويقال: إبل هاملة وهمال وهوامل، وتركتها هملًا؛ أي: سدى، إذا أرسلتها ترعى ليلًا أو نهارًا بلا راعٍ، وفي المثل اختلط المرعى بالهمل؛ اهـ.
[1] أخرجه البخاري برقم (6578)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك