الفرق بين التفسير والتدبر
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فالغاية من نزول القرآن الكريم هو التدبر والتعقل، والاتعاظ والعمل بما أرشدنا إليه ربنا تبارك وتعالى، وللأسف كثُرت مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وهذا خيرٌ، لكن للأسف لا توجد حلقة واحدة تعنى بتدبر القرآن؛ والله يقول: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].
الفرق بين التفسير والتدبر:
التفسير من الفَسْرِ وهو: الكشف والبيان، وشرح للمعنى، ولذلك سمي بيان كتاب الله تفسيرًا؛ لأنه يكشف اللثام عن معانيه اللغوية والسياقية والشرعية، باستعمال قواعد التفسير المعروفة عند أهله، وهذا هو علم التفسير.
بينما التدبر هو اتعاظ بالمعنى، واعتبار به وتذكر، وبينهما فرق، فالتدبر إدراك مغزى الآيات ومقاصدها، واستخراج دلالاتها وهداياتها، والتفاعل معها، واعتقاد ما دلت عليه وامتثاله.
والتفسير يغذي القوة العلمية، بينما التدبر يغذي القوة العلمية والإيمانية والعملية، والتدبر أُمِر به عامة الناس للانتفاع بالقرآن والاهتداء به، ولذلك خوطب به ابتداءً الكفار في آيات التدبر؛ قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وشفاءَ أمراضنا.
اللهم انفعنا به أحياء وأمواتًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك