![قديم](ibbye-hajj/statusicon/post_old.gif)
07-28-2022, 07:55 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 361,175
|
|
زوجتي ناشز وبيننا أولاد
زوجتي ناشز وبيننا أولاد
د. سليمان الحوسني
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
رجُل متزوجٌ من امرأة يكرهها بسبب عنادِها وتكبُّرها وعدم طاعتها له، وكثيرًا ما يُفَكِّر في الطلاق، لكنه يتراجَع بسبب أولاده.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتُب إليكم استشارتي لعلها تكون فرصةً للتفكير مِن جديدٍ، مشكلتي الزوجية اكتشفتُها منذ اليوم الأول من الزواج، وقد حصلتْ هذه المشكلة بسبب قلة الخبرة، وعدم الالتقاء بالزوجة قبل الزواج، وتقاليد المجتمع، وإجبار البنت على الزواج، وعدم معرفتها بطبيعة الحياة الزوجية، مع التكبُّر والعناد!
المشكلة أنَّ زوجتي تحبُّ أهلها، وتُفَضِّلهم عليَّ بالقول والفعل، ولو عادت الأيامُ بي لما ارتبطتُ بها، ولكان الحلُّ الطلاق منذ البداية، لكني صبرتُ وتحملتُ مُرْغَمًا! وكان صبري مذمومًا؛ لأن الأمور تسير في الاتجاه الأسوأ!
أنا هادئ وصبورٌ، وزوجتي على العكس، وهي لا تحترمني وتتكبر وتتمنع وتُعاند، ولا تسمع لي كلمةً، مع إهمالها للبيت، وافتقادها لأقل درجات الرعاية الزوجية أو الأسرية.
كانتْ زوجتي مُدَلَّلة، ولم تكن تحمِل المسؤولية في بيت أهلها.
تحمَّلْتُ سنوات كثيرةً مع تسلُّط وجبروت الزوجة، وكلُّ وسائل الإصلاح فشلتْ للأسف، كرهتُها وكرهتُ عائلتها، وما يصبرني هم الأطفال فقط!
تحوَّلَت الحياةُ إلى جحيمٍ، وحاولتُ إشراك أهلها في المشكلة، لكن للأسف زادت المشكلة، وزاد الطين بلة؛ إذ لم أجدْ منهم حلولًا لمشاكلنا الأسرية، بل وجدتُ سلبيةً شديدة!
كنتُ مُخَيَّرًا بين الطلاق والأطفال، وكنتُ أفكِّر فيما سيحلُّ بهم بعد الطلاق، فتراجعتُ عن الطلاق، على أمل تغيير الوضْع الذي كانتْ عليه.
والحمد لله تغيَّر الوضعُ قليلًا للأحسن، لكن سرعان ما عادتْ إلى سابق عهدها، وتعقدت الأمورُ أكثر، وأصبحتُ أكرهها بصورةٍ لا تتصور!
لا أطيقها، رغم أنها مُحَجَّبة وتصلي وملتزمة بعض الشيء، ولا أخفيكم فإني أدعو عليها سرًّا؛ بسبب عنادها وتكبرها!
أرجو منكم نصيحةً لرأب الصدْع؛ فلا أستطيع الاستمرار مع امرأة ناشزٍ مثل هذه، وأولادي وبناتي في سنِّ الزواج، وهي لا تحترمني، والمشكلاتُ بيننا لا تنتهي.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
في البداية نُرَحِّب بك أخانا العزيز، ونشكرك على التواصل عبر شبكة الألوكة وثقتك فيها، سائلين الله أن يُوَفِّقنا وإياك لما يحب ويرضى.
أخي الكريم، أكْثِرْ مِن الصلاة على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويا حبذا لو قرأت بتدبُّر في سيرته صلى الله عليه وسلم، وخاصة فيما يتعلق بتعامُله مع زوجاته اللاتي بلَغْنَ إحدى عشرة زوجة، وجمع بين تِسْع في آنٍ واحدٍ، وهذه خاصيةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، واستطاع - صلى الله عليه وسلم - أن يُوَزِّعَ حبه عليهنَّ جميعًا، وعندما ننظر في تعامُله مع زوجاته - رضي الله عنهنَّ - جميعًا نجد رحابة الصدر، وسَعة البال، وقوة الصبر، بل كان يتنزل ويتواضَع لهنَّ؛ فكان يُلاعب بعضهنَّ، ويُسابق ويُواسي ويَعْدِل، ويصطحبهنَّ في سفره، ومع كثرة مشاغله وأعماله لم يغفُلْ عما تحتاجه الزوجةُ مِن مَطالبَ واحتياجاتٍ، وكان يتجاوز ويُسامح ويعفو عما يبدر مِن بعضهنَّ.
أخي الكريم، اقرأ كثيرًا في سيرة حبيبك وسيدك وقدوتك محمد - صلى الله عليه وسلم - فسوف تحسُّ بالراحة والسعادة، وتُدرك مدى عظمة هذا النبي الكريم، ولعلك تجد الكثير من الحلول لمشاكلك في سيرته.
وأوصيك بالصبر، وعدم التعجُّل في الطلاق، واستغلال الجوانب الإيجابية في زوجتك؛ مثل: الصلاة، والحجاب، واستثمار ذلك مِن خلال الدخول إلى قلبها، مِن خلال تلك الأمور الطيبة والصفات الحسنة لديها.
وأَذْكُر لك بعض الأمور لتقومَ بها؛ علها تكون سببًا في تقوية العلاقة وعلاج الخلاف:
• تقوية صلتك بالله - عز وجل - مِن خلال العبادات المتنوعة، وحرصك على النوافل بعد الفرائض؛ لتكون محبوبًا عند الله؛ يحفظ لك جوارحك، ويُجيب دعوتك، ويُفَرِّج هَمَّك.
• أشركْ زوجتك معك في بعض العبادات، وخاصة تلاوة كتاب الله، فاجتماعُكما حوله سبيلٌ إلى حضور الملائكة وبُعد الشياطين، وشيءٌ طيبٌ أن يشتركَ الأبناءُ معكما.
• حاوِلْ أن تُفرغَ بعض الأوقات للخروج مع زوجتك في بعض الرحلات والزيارات وحضور مجالس العلم النافعة، ودخول بعض الدورات الهادفة، وخاصة فيما يتعلق بمهارات العلاقات الزوجية.
• من المفيد أن تلتقيا ببعض الاستشاريين في المجال الأُسري، وتَعْرِضا أحوالكما بوضوح؛ لتسمعا منهم التوجيهات المفيدة.
• أكثرْ مِن التعامُل الحسن معها، ولا تُقابل السيئةَ بسيئةٍ مثلها، واحتسب الأجرَ عند الله، وتواضَعْ لها؛ فهي زوجتُك وأمُّ أولادك.
• حاوِلْ أن تُكْثِرَ مِن الهدايا الطيبة المتنوعة؛ فالمرأةُ تُحِبُّ ذلك.
• أكْثِرْ مِن الكلام الطيب الجميل، وأظْهِرْ لها مشاعرك وأحاسيسك الحسنة، وأسْمِعْها حبك لها، ويجوز لك أن تذكرَ لها ما ليس في قلبك مِن المشاعر والحب الجميل.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|