﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
د. أحمد خضر حسنين الحسن
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 64].
أولًا: سبب نزولها:
قال بعض المفسرين: وهذه الآية نزلت بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال، وهناك قول آخر سيأتي ذكره.
ثانيًا: بيان ما في الآية من أوجه الدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم:
1- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾؛ أي: كافيك اللهُ وكافي متبعيك من المؤمنين، فهو سبحانه ناصركم ومؤيدكم على أعدائكم، وإن كثُر عددهم وقل عددُكم، وما دام الأمر كذلك، فاعتمدوا عليه وحده، وأطيعوه في السر والعلن؛ لكي يديم عليكم عونه وتأييده ونصره.
2- قوله تعالى: ﴿ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾:
قال السعدي رحمه الله: هذا وعد من الله لعباده المؤمنين المتبعين لرسوله، بالكفاية والنصرة على الأعداء، فإذا أتوا بالسبب الذي هو الإيمان والاتباع، فلا بد أن يكفيهم ما أهمهم من أمور الدين والدنيا، وإنما تتخلف الكفاية بتخلف شرطها.
3- قال ابن عاشور رحمه الله: وتخصيص النبي بهذه الكفاية لتشريف مقامه بأن الله يكفي الأمة لأجله، والقول في وقوع «حسب» مسندًا إليه هنا؛ كالقول في قوله آنفًا: ﴿ فإن حسبك الله ﴾ [الأنفال: 62]. وفي عطف "المؤمنين" على اسم الجلالة هنا: تنويه بشأن كفاية الله النبي صلى الله عليه وسلم بهم، إلا أن الكفاية مختلفة، وهذا من عموم المشترك لا من إطلاَق المشترك على معنيين، فهو كقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ... ﴾ [الأحزاب: 56].
وقد ذكر القرطبي أنها نزلت في إسلام عمر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسلم معه ثلاثة وثلاثون رجلًا وست نسوة، فأسلم عمر وصاروا أربعين، والآية مكية، كُتبت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة مدنية...
وقد رد هذا القول بعض لمفسرين فقال: ما ذكره من إسلام عمر رضي الله عنه عن ابن عباس، فقد وقع في السيرة خلافه؛ عن عبدالله بن مسعود قال: ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه، وكان إسلام عمر بعد خروج مَن خرَج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة، قال ابن إسحاق: وكان جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارًا أو وُلدوا بها ثلاثة وثمانين رجلًا، إن كان عمار بن ياسر منهم، وهو يشك فيه، وقال الكلبي: نزلت الآية بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك