02-16-2016, 08:47 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 358,792
|
|
ثقافة مفهرس المخطوطات
(ثقافة مفهرس المخطوطات)
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، أما بعد:
فالثقافة هي تلك المعلومات الواسعة في عدة فنون، وقد يقال عن تلكم الثقافة؛ المشاركة في عدة فنون، أو الموسوعية، وهي نسبية عند البعض ونسبية أيضا في الفنون، ولكن هناك حد أدنى من المعلومات في كل فن، يحسن بالمثقف على وجه العموم معرفتها، وهنا لست لتقرير علوم ومعارف المثقف، بل لتوجيه أصحاب مجال معين في تثقيفهم الخاص، والخطاب موجه لمفهرسي المخطوطات ومن يتولى إدارتهم.
فوائد التثقيف الذاتي لمفهرس المخطوطات:
1 ـ اختصار الوقت للإحاطة بأطراف العلوم.
2 ـ سهولة استرجاع المعلومات.
3 ـ فتح آفاق مشاريع بحثية متنوعة.
4 ـ تخفيف الجهد المبذول.
5 ـ القرب من الصواب في كثير من الاجتهادات.
مفهرس المخطوطات في الغالب الأعم سيفهرس مخطوطات لعدة فنون، لذا الأولى أن يكون لديه معرفة في عدة دوائر بداية بالدائرة الضيقة ثم تتسع إلى الدائرة الكبيرة:
الدائرة الأولى:
الثقافة في فهرسة المخطوطات، وهي قراءة في التخصص الدقيق.
الدائرة الثانية:
الثقافة في علم المخطوطات، وهي قراءة في التخصص العام أو تخصص أوسع.
الدائرة الثالثة:
الثقافة في الفنون الأخرى وهي ترتب بحسب الحاجة.
والتثقيف عملي ونظري:
التثقيف العملي في فهرسة المخطوطات؛ هو القيام بفهرسة مخطوطات تحت إشراف مفهرس سابق أو خبير، وتكون البداية بمخطوطات مصورة سواء رقمية أو ورقية، ثم الشروع في الأصول، والصواب أن يعطى المفهرس الجديد مخطوطات سهلة ومناسبة له، ولكن لقلة المفهرسين وندرتهم تكون البداية مباشرة بالأصول وجعل المفهرس يفهرس المخطوطات السهلة والصعبة معا، ولا يعلّم المفهرس إلا المعلومات الأولية في الفهرسة، وهذا في الغالب الأعم إن استمر على هذه الحال فإما أن يمل ويترك الفهرسة أو يستمر على حاله ولا يتطور وإن تطور فتطوره بطيء جدا إلا إن كتب الله له من يساعده في الترقي.
أما التثقيف النظري في فهرسة المخطوطات فيكون بقراءة ما كتب في ذلك من بحوث ودراسات وكتب متخصصة، وأيضا حضور عدة دورات تدريبية ويفضل أن تكون الدورات في أزمنة متباعدة.
ولا يقال للمفهرس اقرأ أي شيء في الفهرسة أو احضر أي دورة في الفهرسة، إنما يوجه التوجيه المناسب من الكتب والبحوث وكذلك الدورات، فلا يلتحق بدورة تخصصية وهو في أول درجات المبتدئين، ولا يقرأ كتب فهرسة المخطوطات الصعبة؛ فهذا ربما يطرده عن الفن ويجعله لا يتقبله.
فوائد الدورات الجادة:
1 ـ من أجل الالتقاء بالمفهرسين من جهات أخرى.
2 ـ التباحث والمذاكرة مع الأقران في معاناة التخصص.
3 ـ الالتقاء بالأساتذة في فهرسة المخطوطات للإجابة عن بعض الاستفسارات وإيجاد حلول لمشاكل الفهرسة، ومعلوم أنه يجب على خبراء الفهرسة الذين مكثوا ردحا من الزمن وعانوا الفهرسة تطبيقا وتنظيرا؛ يجب عليهم إيجاد الحلول لمشاكل الفهرسة، بل يجب عليهم التجديد في هذا العلم والابتكار والإبداع فيه، وكما قيل: العلم لا يقبل الجمود.
4 ـ جني فوائد لا توجد في الكتب، وإن وجد بعضها فهي متفرقة.
5 ـ معرفة الإصدارات الجديدة في التخصص للاقتناء.
الدورات تنقسم إلى قسمين:
دورات عامة مناسبة للمبتدئين، ودورات متخصصة تناسب المتوسطين والمنتهين، ولو حضر المبتدئ دورة المنتهي أو العكس حصل ملل ومضيعة للوقت والجهد والمال في الغالب الأعم.
يجب على المفهرس أن يستحضر في ذهنه أثناء الفهرسة الباحث القريب والبعيد والصغير والكبير والعالم والجاهل، فيحرص على سلامة الوصف ودقته ويبتعد عن الكلام الإنشائي قدر المستطاع.
والباحث المراد به ليس فقط محقق التراث كما يعتقده بعضهم، إنما هو المتعلق بالنص أيا كان ذلك، والنصوص أربعة:
1 ـ نص معرفي: وهو محتوى الكتاب. وهذا هو الذي يعتني به محقق التراث.
2 ـ نص صامت: كالحامل (ورق، رق...الخ) والحبر والغلاف.
3 ـ نص خارج النص: جميع التقييدات المتنوعة التي كتبت خارج النص من شروح وتعليقات وقيود تملك أو وقف أو ختم أو أخبار ولادة وغيرها.
4 ـ نص جمالي: كأشكال الزخرفة والتذهيب والتصوير والتلوين.
فعلى المفهرس أن يستحضر هؤلاء الذين يحتاجون دقة في وصف المخطوطات.
ولو أخذ المفهرس في كل صنف من أصناف النصوص دورة تدريبية لمعرفة احتياجات أهل الصنعة؛ كان أولى وأحرى لرفع مستواه وتقديم وصف مناسب لجميع الفئات، ويكون عمله غير قابل للاستدراك بإذن الله.
كما أن على المفهرس معرفة أنواع الفهرسة:
1 ـ فهرسة قوائم، أو فهرسة مبدئية: الحد الأدنى من المعلومات عن المخطوط وهي: الفن، والعنوان، والمؤلف، ورقم الحفظ.
2 ـ فهرسة وصفية: وهي تصف الكيان المادي بمعلومات متوسطة فتزيد عن الفهرسة المبدئية عدد من الحقول مثل بيانات النسخ كاملة اسم الناسخ إن وجد وتاريخ النسخ إن وجد وإلا يقدر ومكان النسخ إن وجد، والتجليد، والورق والمقاس والأسطر، وبداية ونهاية المخطوط، والمراجع، والبيانات الأخرى من غير تفصيل.
3 ـ فهرسة تحليلية: وهي تزيد على الفهرسة الوصفية بذكر تفاصيل كاملة. وهذا النوع مناسب لبعض الفهارس ومناسب لمن يدرس كتابا على وجه الاستقلال.
وإذا عرف المفهرس الأنواع والفروق بينها، فإنه يلتزم بما يطلب منه حسب خطة العمل.
وخطة العمل يجب أن تكون وفق منهجية ترتب الأولويات:
1 ـ فهرسة المخطوطات فهرسة مبدئية، وذلك لمعرفة خارطة الطريق، وتأخذ الإجراءات الفنية اللازمة.
2 ـ يتم بعد ذلك فرز المخطوطات على شكل قوائم، فكل فن له قائمة.
3 ـ توزيع كل قائمة على مفهرس.
4 ـ داخل القائمة عدة نسخ لكتاب واحد يفضل أن يجمعها المفهرس ويفهرسها جملة واحدة، فهرسة وصفية أو تحليلية على حسب المراد.
5 ـ بعد الانتهاء من الفهرسة تدخل البيانات.
6 ـ بعد إدخال البيانات يجب إتاحتها للمستفيدين. والعمل على إصدار فهرس أو أكثر خدمة للباحثين، وإن كان الفهرس المطبوع يأخذ وقتا طويلا، فإن الواجب أن تتاح البيانات للباحثين بأسرع وأيسر طريقة.
7 ـ تصوير المخطوطات وإتاحتها للمستفيدين بأيسر الطرق.
8 ـ التفرغ لإظهار الكنوز التي تمتلكها المكتبة وذلك بأشكال مختلفة مثل عمل منتخب للمخطوطات على شكل كتاب أو إبراز المخطوطات المتحفية في متحف متنقل، أو انتخاب مخطوطة لنشرها بالتصوير وعمل دراسة عليها....الخ.
9 ـ وضع حل للمخطوطات ذات الإشكالات، مثل المخطوطات مجهولة المؤلف، أو المخطوطات التي تحتاج إلى إحالة لقسم الترميم أو غير ذلك.
10 ـ أحيانا قد يوجد في المكتبة مخطوطات غير عربية سواء أوردية أو فارسية أو عثمانية أو غيرها، لذا يجب النظر في أمرها والاستعانة بمن يجيد لغة المخطوط وتوجيهه لفهرسة مخطوطات لغته، وينبثق عن هذا الأمر مشروع إصدار فهارس للمخطوطات بلغات أخرى، مثال ذلك المخطوطات التي كتبت بالعثمانية في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، أو المخطوطات الفارسية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
تقسيم التثقيف إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى:
النصيحة دائما في التثقيف في أي فن أن يقرأ المرء أولا كتاب معجم مصطلحات الفن الذي يعانيه، وبما أنه ليس لدينا معجم مصطلحات فهرسة المخطوطات حسب علمي حتى الآن، فإن المفهرس يفضل أن يقرأ معجم مصطلحات المخطوط العربي (قاموس كوديكولوجي) تأليف الدكتور أحمد شوقي بنبين والدكتور مصطفى طوبي.
وأيضا كتاب (تقاليد المخطوط العربي: معجم مصطلحات وببليوجرافيا) لآدم جاسك، ترجمة محمود زكي.
فقراءة المفهرس للمعاجم ذات الصلة بتأني تجعله يمر مرور الكرام على بعض المصطلحات التي قد يحتاجها في توصيف النسخ الخطية، أو على الأقل تطرق مسامعه وينطق لسانه بمصطلحات الفن الذي سيدور في فلكه أثناء فهرسة المخطوطات، وحبذا تسجيل الملاحظات حول أي مصطلح يمر عليه في دفتر ملاحظات خاص به.
وبمناسبة الملاحظات، هناك عدد كبير من المفهرسين القدامى ندموا على عدم تدوين الملاحظات، سواء تصويب أو استدراك أو توضيح أو غير ذلك في المراجع التي يطالعونها، لذا على المفهرس أن لا يفوت الفرصة أي ملاحظة يجدها في الكتب المرجعية (أدوات العمل) يسجلها ولا يستعجل في نشرها بل ينتظرها حتى تتخمر ويتأملها ويقلبها ويقرأ ما كتب حولها ويتواصل مع خبراء سبقوه في الفهرسة يطلب منهم العون والتوجيه والرأي، ثم بعد ذلك إن وجد مناسبة للنشر نشر الفائدة مع الاحترام والتقدير للسابقين.
المرحلة الثانية:
القراءة في كتب فهرسة المخطوطات وهي معدودة ولعل من أفضلها هو كتاب الدكتور عابد المشوخي (المخطوطات العربية: مشكلات وحلول) من إصدارات مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، طبع قبل ذلك بعنوان آخر (فهرسة المخطوطات العربية).
ثم مطالعة كتيب (قواعد فهرسة المخطوطات العربية) لصلاح الدين المنجد، وهو وإن كان سابق في الصدور إلا أنه غير مناسب البداءة به، ثم كتاب (فهرسة المخطوط العربي) لميري فتوحي عبودي. وهناك غيرها ولا يخلو كتاب من فائدة.
وللأسف لا يوجد كتاب خاص بالمبتدئين أو مناسب لهم تماما وإن كنت أتمنى أن تقوم جهة أو حتى فرد بتأليف مؤلف خاص بالمبتدئين (فهرسة المخطوطات للمبتدئين)، وذلك للأخذ بيد المبتدئ وتوجيهه والرفق به، وتوجيه من يشرف عليه لأن إدارة المفهرس تحتاج إلى توجيه وعناية أيضا، وإن كان في الأمر فسحة فإنني اعتزم كتابة شيء في ذلك عسى أن يكون نافعا.
الدائرة الثانية:
كتب الفن الكبيرة التي هي أوسع من دائرة الفهرسة أعني بها كتب علم المخطوطات.
وتكون البداءة بكتاب الدكتور عبد الستار الحلوجي (المخطوط العربي) طبع عدة طبعات، ولعل أفضلها الطبعة الأخيرة لأن المؤلف ينقح ويزيد ما يحتاج لذلك.
وهناك كتب أو كتيبات صدرت منبثقة عن ندوات تتكلم عن قضايا الفهرسة على وجه العموم أو تتناول مسائل خاصة، كتلك التي صدرت عن مؤسسة الفرقان أو معهد المخطوطات أو غيرها. فضلا عن الدورات التخصصية مثل دورة في تقييم المخطوطات، أو دورة في التذهيب والزخرفة في المخطوطات، أو دورة في الترميم أو دورة في التجليد أو غيرها.
وإذا وجد المفهرس في نفسه رغبة وحب لعلم المخطوطات فإنه يواصل القراءة في كتب الفن منها كتاب فرانسو ديروش (المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي) فهو كتاب قيم في بابه، فقد قام بتأليفه فريق علمي متنوع، ثم يقرأ كتاب (علم الاكتناه) للدكتور قاسم السامرائي، وكتاب جاك لومير (مدخل إلى علم المخطوط). أيضا من كتب فن علم المخطوطات التي يحتاجها المفهرس بأن تكون قريبة منه كتب العلامات المائية في المخطوطات وكان في السابق لا يوجد إلا كتاب فرنسي وكتاب إنجليزي حتى صدر عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض كتاب بالعربي عنوانه (الخطوط والعلامات المائية في المخطوطات العربية) تأليف أمير محمد صادق، ويسأل أهل الاختصاص ويتابع عن الجديد من الإصدارات.
الدائرة الثالثة:
وهي الثقافة العامة للمفهرس حول العلم والمعرفة في شتى الفنون، وأهل العلم يكرهون التخصص ثم التفنن، ويفضلون التفنن ثم التخصص، فإن جاء المفهرس وقد أخذ حظه من الفنون فإنه يمشى على ما ذكر أعلاه، وإن كان مستجد في كل شيء فإنه يقرأ إلى جانب كتب التخصص كتب في الفنون الأخرى جنبا إلى جنب، وعليه أن يقدم في القراءات حسب الأولويات.
ذكر صلاح الدين المنجد في كتابه (قواعد فهرسة المخطوطات): على المفهرس أن يقرأ كتاب حاجي خليفة (كشف الظنون) مثنى وثلاث ورباع.
ولعل كلامه مناسب لجيله ولتلك الحقبة الزمنية أو للمنتهين من طبقات المفهرسين لما في الكتاب من متع وفوائد، ولكن الآن لا يستقيم بأن تصف للمفهرس المبتدئ هذه الوصفة.
وهذه الدائرة الواسعة من الثقافة للمفهرس بإمكانه أن يأخذ من العلوم المهمة والمنتشرة نصيبه منها، علوم الشريعة وعلوم اللغة وعلوم التاريخ وعلوم الأدب وإن أضاف إليها التراث العلمي فهذا حسن وغير ذلك.
سواء بالحصول على دورات في فنون أخرى مرتبطة بفهرسة المخطوطات مثل فهرسة مخطوطات أصول الفقه أو فهرسة مخطوطات الحديث وهكذا، أو الحصول على دورات مستقلة في فن معين، وأيضا هذه الفنون لها طبقات ولها مؤلفات ولها رجال، وقد فصلت القول في كتابي (منهجية القراءة الحرة لصناعة المثقف)، وخلاصة الأمر أن يثقف المفهرس نفسه في العلوم فيحترم الترتيب ويتأنى ولا يستعجل الثمرة، فكل فن له خبراء يستشيرهم بكتاب المعجم لفنهم ثم كتاب من كتب المدخل إلى العلم ثم كتاب من كتب المبتدئين ثم دورة تدريبية سواء يحضرها أو يسمعها ثم بعض الكتب في الفن سواء قراءة أو سماع، فإن الدروس العلمية الصوتية كثيرة وانتشرت مع انتشار الثورة الرقمية.
كما أن مفهرس المخطوطات إذا أراد أن يشق طريقه في هذا المجال؛ فليعلم أن الطريق موحش لقلة السالكين، فإذا صبر ظفر بإذن الله، ولكن لا يستعجل التصدر والإفتاء في مسائل المخطوطات المتنوعة، وأيضا لا يركن وينقطع عن الممارسة العملية أو النظرية.
ومما يساعد على معلومات جيدة في الفنون المتنوعة التي يفهرسها المفهرس، ويساعد على الاسترجاع؛ هي طريقة الفهرسة نفسها، فإن الملاحظ على بعض المفهرسين أنهم يفهرسون حسب رقم التسلسل ويشتتون أنفسهم بين الفنون، أو يفهرسون المخطوطات بشكل عشوائي؛ والصواب أن تكون الفهرسة للمفهرس الواحد في فن معين حتى ينتهي منه، وهذا مما ينفع ويفيد في الوقت والجهد وجودة الإنتاج، وإن كان الفن كبيرا ومخطوطاته كثيرة بالإمكان تقسيمه إلى أقسام، مثل فن الفقه وأصوله فيه عدة فروع فلو استلم المفهرس فرع واحد فقط، كان أفضل له وللإنتاجية وللضبط والإتقان.
ومن أسباب حب المفهرس للعمل:
1 ـ التخصص نادر والمجال خصب، يجب توعية المفهرس حول ذلك، وأيضا توعيته للتعامل مع المخطوط الأصلي برفق، وإبعاد السوائل عن طاولة العمل، وكل ما يؤثر على المخطوط.
2 ـ الوقوف على كنوز بأن يكون المفهرس هو أول من يخرجها للأمة.
3 ـ منح المفهرس فرصة الحصول على الدورات ذات العلاقة للفائدة وتحفيزا أو مكافأة له.
4 ـ عدم الضغط على المفهرس ومطالبته بالكم مما يجعله ينتج كما كبيرا ولكن بلا كيف، وحدث ولا حرج عن الأخطاء والأوهام.
5 ـ توفير أدوات العمل اللازمة للمفهرس من المراجع والفهارس وكل ما له علاقة بالفهرسة، وكذلك الأنترنت من أدوات العمل الحديثة، وأدوات الوقاية من التلوث والأوبئة.
6 ـ منح المفهرس بعض الحوافز المتاحة فإن لم يكن هناك حوافز متاحة، فلا أقل من إعطاء المفهرس يوم أو يومين راحة مكافأة له أو الخروج قبل نهاية العمل الرسمي أو السماح له بالحضور متأخرا أو غير ذلك مما هو تحت تصرف إدارته.
7 ـ التعاون مع المفهرس وعدم الضغط عليه، وذلك عندما يمر بظروف أو يحتاج راحة أو يحتاج أي شيء تستطيع إدارته توفيره له.
8 ـ الصبر على المفهرس حتى يحب العمل. ولن يحبه وفيه منغصات.
9 ـ عزل المفهرس عن مقابلة الجمهور.
10 ـ احترام المفهرس ووضع له مكتب خاص فيه كل احتياجاته.
11 ـ الحرص على توفير بدل مادي لعمل المفهرس بين المخطوطات القديمة والتي قد تحمل سموما لا ترى بالعين المجردة.
12 ـ تشجيع المفهرس النشر باسمه في الإعلام مما يستحق النشر.
ختاما
يجب علينا أن نهتم بإعداد جيل من المفهرسين، وذلك بجذبهم إلى هذا التخصص، وتوفير الجو المناسب لهم، ودعمهم بكل أشكال الدعم، كما أنه يجب على المفهرس أن يولي هذا التخصص اهتماما كبيرا، ففيه خدمة لتراث الأمة، وفيه شرف خدمة العلم وأهله، مما يجعل المفهرس راضيا عن نفسه وإيجابيا عندما يقدم شيئا للأمة.
ما سبق عرضه هو ثقافة مفهرس المخطوطات، وقد يكون العرض في بعض ملامحه مثاليا، وهذا لا يمنع أن نرسم الهدف المثالي ونتجه إليه؛ فإن وصلنا وإلا فنحن على الطريق، وإن حصل منا تقصير نحن معاشر المفهرسين أو إدارة فهرسة المخطوطات فهو تقصير يجب أن يذكّر به بعضنا بعضا، وأي تقصير لا يلتفت إليه فهو خلاف الجادة السليمة.
وقد لاحظت أن القائمين على حفظ المخطوطات في العالم أحد مدرستين:
1 ـ مدرسة قديمة: وهي التي تمنع وصول الباحثين إلى مرادهم، وإن سمحت فهي تسمح بعراقيل لا داعي لها، وحجتهم في ذلك أنهم مكثوا وقتا طويلا يعتنون بالتراث ويحفظونه ويفهرسونه ثم يأتي الباحث وبكل يسر وسهولة يأخذ صورة منه!. فهم زعموا أنهم لا يريدون أن يحصل على صورة من المخطوطات إلا الباحث الجاد الباحث ذا الانتاج الباحث القديم الباحث المشهور، أما الباحث الذي لا يعرفونه أو الباحث الجديد فإنه سيقع في براثن الغربلة والتعقيد والبيروقراطية حتى يتبين لهم جديته زعموا.
هذه المدرسة بدأت بالأفول والانقراض والتواري ولله الحمد، ولازال لهم بقية، فلكل قوم وارث.
2 ـ مدرسة حديثة: وهي التي تيسر وصول الباحثين إلى مرادهم، بل تحرص كل الحرص على رفع ما لديها من صور مخطوطات على الموقع أو على أي طريقة ليحصل الباحث على ما يريد بكل يسر وسهولة، وهذه المدرسة انتشرت في الآونة الأخيرة فهي صاحبة الصوت الأعلى، وأسأل الله أن يبارك في من ينشر الصور بلا مقابل مادي خدمة لتراث الأمة.
على مفهرس المخطوطات أن يتعاون مع إدارته في إتقان العمل ووفرة الإنتاج، ويسعى جاهدا للتطوير بأي شكل من أشكال التطوير، تطوير نفسه وتطوير المكان الذي يعمل فيه من خلال متابعة الجديد في عالم المخطوطات.
ومن أحب العمل في المخطوطات فإنه سيجني ثمار ذلك غير بعيد، فضلا عن دعوات طلاب العلم والمعرفة، وربما يأتي الواحد منا للفهرسة وليس له رغبة فيها بل قد يأتيها وهو كاره، ثم ينزل الله في قلبه محبة لها فيفتح عليه فتوحا من عنده ولا زالت تأتيه من خيراتها فلله الحمد من قبل ومن بعد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وكتبه
إبراهيم بن عبد العزيز اليحيى
مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض
قسم المخطوطات
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|