قالَ تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) }( المائدة ). مع ألشيخ إبن أبي حاتم الرازي : رحمهُ اللهُ تعالى ، وغفرَ لهُ ولوالديهِ وليَ ولجميعِ المُسلمينَ آمين ، وبيسير منْ التصرف.............. وفي الآيةِ مسائل :المسألة الأولى : أعلمْ أنَّ المُرادَ بقولهِ : { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة } ليسَ نفسُ القيامِ !! ، ويدلُ عليهِ وجهانِ :الأول : أنَّهُ لو كانَ المُرادُ ذلكَ - لزمَ تأخير الوضوءِ عنْ الصَّلاةِ ، وأنَّهُ باطلٌ بالإجماعِ الثاني : أنَّهم أجمعوا على : أنَّهُ لو غسلَ الأعضاءَ قبلَ الصَّلاةِ قاعداً أو مضطجعاً - لكانَ قدْ خرجَ عنْ العهدةِ ، بلْ المُراد منهُ : إذا شمرتم للقيامِ إلى الصَّلاةِ وأردتم ذلكَ ، وهذا : وإنْ كانَ مُجازاً ، إلا أنَّهُ مشهورٌ مُتعارفٌ ... فكذا ههنا قوله : { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة } معناهُ : إذا أردتم - أداء الصلاةِ والاشتغال بإقامِتها .المسألة الثانية : قالَ قومٌ : الأمرُ بالوضوءِ تبعٌ للأمرِ بالصَّلاةِ ، وليسَ ذلكَ تكليفاً مُستقلاً بنفسهِ ، واحتجوا بأن قوله { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة فاغسلوا } جملةٌ شرطيةٌ ، الشرطُ فيها القيام إلى الصلاةِ ، والجزاء الأمر بالغسلِ ، والمُعلق على الشيءِ بحرفِ الشرطِ : عدمٌ عندَ عدم الشرطِ ، فهذا يقتضي : أنَّ الأمرَ بالوضوءِ - تبعٌ للأمرِ بالصلاةِ ..................المسألة الثالثة : قالَ داودُ : يجبُ الوضوء لكلِّ صلاةٍ ، وقالَ أكثرُ الفقهاءِ : لا يجبالمسألة الرابعة : اختلفوا في أنَّ هذهِ الآيةِ : هلْ تدلُ على كونِ الوضوء شرطاً لصحةِ الصلاةِ ؟ والأصح : أنَّها تدلُ عليهِ منْ وجهينِ :الأول : أنَّهُ تعالى : علَّقَ فعل الصلاةِ على الطهورِ - بالماءِ ، ثمَّ بيَّنَ أنَّهُ متى عُدمَ لا تصح - إلا بالتَيَممِ ، ولو لمْ يكنْ شرطاً - لما صحَّ ذلكَ .
.. ......
للوصول الينا ومتابعة كل جديد اكتبي بمحرك البحث (منتدى عـدلات) او (3dlat)
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك