09-12-2015, 12:47 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
والفجر وليال عشر
والفجر وليال عشر
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وسراجاً مُنيراً للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين ، أما بعد.
فتمتاز حياة الإنسان المسلم بأنها زاخرةٌ بالأعمال الصالحة ، والعبادات المشروعة التي تجعل المسلم في عبادةٍ مُستمرةٍ ، وتحوِّل حياته كلَّها إلى قولٍ حسنٍ وعملٍ صالحٍ ، وسعيٍ دؤوبٍ إلى الله جل في عُلاه ، والمعنى أن حياة الإنسان المسلم يجب أن تكون كلَّها عبادةٌ وطاعةٌ وعملٌ صالحٌ يُقربه من الله تعالى ، ويصِلُه بخالقه العظيم جل في عُلاه
يطل علينا شهر ذي الحجة بأيامه العشر الخيرة التي أقسم الله بفضلها بقوله " والفجر وليال عشر " ، ولأهمية هذه الأيام قال عنها رسول الله صلى الله عليه : "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل .
أيها السادة :لا أريد هنا أن أتحدث عن الأعمال الصالحة وأنواعها وفضلها ، فلذلك مكان آخر ، ولكنها أفكار مطروحة للتأمل لعل فيها العبرة والفائدة .
في هذه الأيام تكون الأعمال الصالحة باختلاف أنواعها محببة إلى الله ويثيب عليها كثيراً، وبديهي أن تكون الأعمال السيئة ممقوتة من الله ولا يحب لنا حتى التفكير فيها ، ويغضب منها كثيراً .
فبدل أن يقتل الجار منا جاره لمجرد شجار بين الأطفال أو لخلاف على خمسة دراهم أو .. فليسع بعضناً بعضاً ، ولنتزاور ونتحاب في هذه الأيام العشر وليهد كل منا وردة لجاره .
وبدل أن يعصي الإنسان منا والدية ولا يرحمهما ،وربما يشتمهما ويلقي بهما إلى ملاجئ العجزة ، ويتمنى موتهما ، فليتصالح معهما ويحسن إليهما ، ويلتمس الجنة تحت أقدام أمه .
أيها السادة : إن الله عز وجل لا يريد منا أن نصوم ونفطر على لحوم إخواننا ، فلتصم ألسنتنا كما تصوم أمعاءنا ، ولتصم عيوننا عن تتبع عورات الناس .
إن الله لا يريد لنا أن نخطوا إلى المساجد ونصلي ونتعبد ، ونخرج بعدها إلى أماكن اللهو والفساد ، وأكل أموال الناس بالباطل .
أيها السادة : لا يقبل الله لفتياتنا ونساءنا أن تلبس إحداهن اللباس الساتر وقت الصلاة فقط ، ولكن يريدها محتشمة دائماً ، يريدها تقية نقية طاهرة ، يريدها كنزاً ثميناً لا يراه إلا أصحابه ، يريدها وردة لا يشمها أي إنسان .
وأخيراً بدل أن تمطر بعض دولنا شعوبها بقنابل الطائرات وببراميلها المتفجرة ورشاشاتها ويتحالفون مع أعداء الأمة في سبيل ذلك ، فلتتحالف هذه الدول مع الدعاة الصالحين لنشر الخير في مجتمعاتهم وبين مواطنيهم ،ولتعقد هذه الدول الأربعين معاهدات بينها على محاربة الفقر والبطالة والأمية في مجتمعاتها .
وإذا لم ترد هذه الدول التحالف مع الدعاة والمصلحين الذين يسعون بالخير فلا أقل من أن تتركهم يدعون إلى الله على بصيرة ولا تعتقلهم وتقدمهم للمحاكم .
أيها السادة : هذه العشر من ذي الحجة فلنستفد من مواسم الطاعات هذه ، ولتكن جسراً نعبرها نحو طاعة الله ونحو بناء مجتمعات فاضلة .
المصدر: منتدى عدلات
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|