08-17-2015, 04:12 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 358,792
|
|
شيء عن السوبيا
شيء عن السوبيا "1"
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث كتبته قديما في السوبيا، وهذا ملخص الأقوال فيها:-
* أكثر فقهاء المذاهب كلاما على السوبيا هم فقهاء المالكية، وتجد هذا في أشهر متونهم؛ مختصر خليل، ثم شروحه، ومن أقدم من ذكره منهم الجلاب[توفي378] في التفريع1/411.
* ذكر الزبيدي في تاج العروس أنه ألف في السوبيا وفي خواصها رسالة صغيرة.
* ممن نص على إباحة السوبيا:-
- روي عن التابعي عبدالرحمن بن حجيرة[وقد كان قاضي مصر] أنه كان يشرب السوبيا."2"
- متأخرو فقهاء المالكية[كما في مختصر خليل وغيره] ينصون على إباحة السوبيا."3"
* وهناك شراب يقال له:الفقاع"4" ذكر جماعة من أهل العلم أنه السوبيا أو هو قريب من السوبيا."5"
* وكلام السلف والفقهاء على الفقاع أكثر من كلامهم على السوبيا.
* ممن نص على إباحة الفقاع:-
- عن الصحابي واثلة بن الأسقع أنه شرب الفقاع."6"
- وعن إسحاق بن داود الشعراني أن الإمام أحمد سئل عنه فقال: بلغني عن واثلة بن الأسقع أنه كان يشرب الفقاع.
قال: فقلت: فإن قوما يكرهونه.
قال:أحدثك عن واثلة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول:قوم يكرهونه ؟! "7"
- وقال ابن معين: (ليس يكرهه من المشيخة إلا أحمق). تاريخ تلميذه الدوري1181
وفي موضع آخر من تاريخ الدوري أيضا قال:(إلا شيخ لاعقل له).
- وهو الصحيح عن مالك، وهي رواية معن بن عيسى عنه للموطأ، وعلقه عنه البخاري في صحيحه.
- ذكر الماوردي في الحاوي انعقاد الإجماع على إباحته.
- ونص ابن قدامة في المغني على عدم العلم بالمخالف.
- وكذلك نص صاحب المبدع9/358 على عدم العلم بالمخالف."8"
- وأشار ابن تيمية في الفتاوى إلى أن تحريمه نوع من التشدد والرهابنية.
- وأشار ابن تيمية أيضا في منهاج السنة [وكذلك ابن الجوزي في تلبيس إبليس وغيرهما] إلى أن تحريمه من أقوال الرافضة ومن علامات الرافضي.
- وذكر ابن المنذر في كتاب الإقناع2/668 الفقاع مباح لثلاثة وجوه.
- قال الدوري في تاريخه3/252: سمعت أبا عبيد يقول وسئل عن الفقاع، فقال: كان لي فيه قول، ثم نظرت فإذا هو يفسد بعد ساعة أو ساعتين، فعلمت أنه ليس به بأس.
وهذا تعليل ابن مفلح في الفروع للإباحة=(لأنه يفسد إذا بقي).
أي:فيترك اضطرارا قبل تخمره.
- لكن ذكر ابن الحاج في المدخل2/90 أنه وإن كان مباحا فإنه في زمانهم يحكم بتحريمه لوجوه؛
الوجه الأول أنه لعدم الاعتناء بأوانيه المحفوظة فيه قد يسرع إليه التخمر، فيباع بعد أن صار خمرا."9"
* من نص على تحريم الفقاع:-
- اشتهر تحريم الفقاع عن الرافضة وهو المستفيض في كتبهم، وينقله غيرهم عنهم.
ففي كتاب الكافي للكليني في(باب الفقاع) يروي فيه هو وغيره عن جماعة من آل البيت وغيرهم كالصادق والرضا وغيرهما أن الفقاع خمر وأنه نجس."10"
- وذكر جماعة من المؤرخين في مخازي الحاكم بأمر الله الباطني منعه الفقاع، بل شنق من يبيعه.
- ويحكى التحريم عن علي بن أبي طالب، لكنه لايثبت عنه رضي الله عنه. والله أعلم
- ونقل عن إمام التابعين سعيد بن المسيب تحريمه، لكن سنده مكذوب.
وهو في الجامع للخطيب2/171، وذكر أنه اشتد الإنكار على من روى ذلك القول عن ابن المسيب وأنه لايصح عنه.
- ونقل عن علي بن عبدالله بن عباس كراهة الفقاع.
ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف، لكن لايعرف له عنه سند ثابت. والله أعلم
- وقد نقل عن أبي حنيفة ومالك وأحمد المنع، لكن الصحيح عنهم ثلاثتهم خلاف ذلك. كما سبق
- ومنع من منع الفقاع علل بعدة تعليلات؛ كخوف اشتداده شدة مطربة وخشية الإسكار، أو لكونه في حكم الخليطين.
وهذا التعليل يجاب عنه= بأن المبيحين لاينازعونهم في تحريم ما اشتد وأسكر-كما سبق-، وإنما هم يبيحيون فقاعا أمن من ذلك.
وأما الخليطان فعلى القول بمنعه هم يستثنون الفقاع لعدم دخوله في علة منع الخليطين."11"
والله أعلم والحمدلله
------------------------------------------
"1"المراد بالسوبيا هنا=وهو الشراب المعروف الآن في الحجاز وغيرها، الذي يتخذ من الشعير وغيره
ذكر ابن الأثير في النهاية أنه بضم السين وكسر الباء.
وتجد تسميته أيضا في الكتب: السوبياء، السوبيه، الشوبيه.
"2" رواه الكندي في كتابه:الولاة، لكن سنده لايصح.
- وجاء في النهاية لابن الأثير[مادة سوب]: (...وفي حديث ابن عمر ذكر السوبية). انتهى
قلت: ولا أدري من روى حديث ابن عمر هذا[؛مرفوعا أو موقوفا]، ولا لفظه. فالله أعلم
"3" لكنهم يشترطون عدم اشتداده شدة مطربة وأمن السكر، فإن دخله الإسكار ولو ظنا=فهو عندهم حرام نجس.
انظر: الشرح الكبير للدردير1/84، الشرح الصغير2/532.
"4" - على وزن رمان.
- وقد نص صاحب العين على أن الفقاع يصنع من الشعير، ونص جماعة على أنه في اللغة يسمى نبيذا، لا في العرف.
"5" -ذكر زروق والدردير وغيرهما أن السوبيا هي الفقاع الذي يميل إلى الحموضة.
-وذكر الجلاب في التفريع وجماعة من شراح خليل[كمواهب الجليل] أن الفقاع قريب من السوبيا.
"6"رواه ابن حبان في ثقاته وابن عساكر في تاريخه، ومداره على معروف الخياط، وقد ضعف معروفا هذا الذهبي وابن حجر وغيرهما.
- وقد رواه ابن عساكر من طرق متعددة، لكن مداره على معروف-كما سبق-، إلا سند واحد حذف منه معروف خطأ[وتصحيح السند من تاريخ ابن عساكر نفسه،وقبله من ثقات ابن حبان]. والله أعلم
- وكذلك روى ابن عساكر في تاريخه عن الصحابي أنس بن مالك مثله، لكنه قال بعده:(والمحفوظ في هذه الحكاية عن واثلة). فهو لايثبت عن أنس. والله أعلم
"7" رواه الرافعي في أخبار قزوين.
"8" مع أنه نقل[في كتاب"المبدع" نفسه] عن أحمد رواية بالكراهة ورواية بالتحريم !
- وكذا نقل هتين الروايتين جده في الفروع10/101.
- ولكن قال صاحب تجريد العناية من الحنابلة: شذ من نقل تحريمه عن أحمد.
- والجواز هي رواية الجماعة عن أحمد.
- وقد حُكي المنع كذلك عن أبي حنيفة[وهي نسبة غير ثابتة] وعن مالك[وهو المنقول عنه في المبسوط،لكن الصحيح عن مالك-كماسيأتي- الإباحة، أو هما جوابان مختلفان تكلم بهما مالك بحسب اختلاف حال الفقاع المسؤول عنه؛ما أسكر وما لا يسكر].
"9" وكان الشيخ ابن عثيمين يذكر في بعض دروسه المسجلة أنه يشرب السوبيا ويطلق مدحها وأنها(طيبة)، لكنه رجع عن هذا الإطلاق حين أورد عليه بعض الطلاب في بعض دروسه واقع بعض أنواع السوبيا الآن وما يصنعه بعض الباعة وأن بعض الناس يحرص على شراء ما يكون في أسفل السطل لما يطرأ عليه من التغير.
"10" وفي تحريمه عدة مصنفات مفردة لعلماء الرافضة؛ كابن بابويه وابن الجنيد وأسعد الطرابلسي.
- وفي طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة وغيره في ترجمة ابن مندويه الطبيب أن له رسالتين في الفقاع، إحداهما باسم"رسالة في منافع الفقاع ومضاره".
"11" وانظر فتاوى ابن تيمية 35/210.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|