07-24-2015, 05:25 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 358,792
|
|
الظلم عواقبه وقصص بعض الظالمين
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان الا على الظالمين ...
أما بعد:فيا أيها المسلمون عباد الله،أخي المسلم أختي المسلمة،موضوع خطبتنا لهذا اليوم المبارك الكريم حول الظلم،انطلاقا من قول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم ،وهو أصدق القائلين، (ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم ...) فربنا سبحانه وتعالى بين لنا في هاته الأيات الكريمات ماتوعد به الظالمين،من عذاب ونكال،والنبي عليه الصلاة والسلام قال( إن الله ليملي للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته)ثم قرأ و(كذلك أخذ ربك اذا أخذ القرى وهي ظالمة،إن أخذه أليم شديد)وقال أيضا (ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا)
إخوة الإسلام،
الظلم ظلمات يوم القيامة،الظلم حرمه الله على نفسه،وجعله محرما بين العباد الى قيام الساعة( ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلاتظالموا) هكذا يقول سيدنا رسول الله (فلاتظالموا) الظلم عواقبه وخيمة،وآثاره ونتائجه خطيرة، عباد الله،إن للظلم أسبابا شتى ودوافع متعددة ،من أهمها وأبرزها الحقد والحسد والكبرياء والغطرسة والفرعنة والإستخفاف بالأخرين( فاستخف قومه فأطاعوه) (ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد) (ما علمت لكم من الاــــــه غيري) هكذا قال هذا الطاغية في الماضي،والطغاة كثر،لايخلو منهم زمان ولامكان
اخوة الإسلام الظلم أنواع ثلاثة،
1 ظلم الإنسان لربه،وذلك بالكفر به،قال سبحانه(والكافرون هم الظالمون) ويكون بصرف نوع من أنواع العبادة لغير الله،قال تعالى (إن الشرك لظلم عظيم ) ويكون بمنازعته في حكمه،واستبدال شرعه ومنهاجه،بقوانين وضعية،(إن الحكم الا لله) (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون) (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يومنون) ويكون بمحاربة شعيرة من شعائره،كالحرب على الحجاب والستر والعفاف والفضيلة(ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)أو باغلاق المساجد ودور العبادة(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها...)فالمساجد هي بيوت الله في الأرض، فمن سعى في خرابها بفعل أو قول فهو من الظالمين،
2 ظلم الإنسان لنفسه،وذلك بارتكاب المعاصي،والتمرد على أوآمر الله قال تعالى (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) وقال أيضا (تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) وقال أيضا (وما ظلمونا ولــكــن كانوا أنفسهم يظلمون ) ومن صور ظلم الإنسان لنفسه،عباد الله،ظلم الزوج لزوجته،وظلم الزوجة لزوجها،لأن الله يقول (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها )فزوجتك هي منك،هي نفسك، وزوجك هو منك هو نفسك ياأمة الرحمن،اقرؤا كتاب ربكم بتمعن (من أنفسكم أزواجا)كما نقول الأصابع من اليد(والأذنان من الرأس) وقد سمى الله كلا منهما لباسا للأخر،واللباس له وظائف متعددة،منها
1ـ الستر(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري ..)ينبغي للزوج أن يكون سترا لزوجته،وأن تكون الزوجة سترا لزوجها،
2ـ التجمل (اني أحب أن يكون ثوبي حسنا )فكما أن اللباس يجمل صاحبه،فينبغي للزوج أن يجمل زوجته وأن لايشينها،وعلى الزوجة ألاتشين زوجها وتهينه،فقد قال عليه الصلاة والسلام،(أي ما امرأة توذي زوجها في الدنيا الا قالت الحور العين قاتلك الله لم تؤذيه انما هو نزيل عندك يوشك أن يفارقك الينا)؟وقد جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم،فسألها (أذات بعل أنت قالت له نعم؟ فقال لها أين أنت منه فقال أخدمه ولا آلوا فقال لها إنما هو جنتك ونارك).
3ـ الوقاية من الحر (سرابيل تقيكم الحر..)
4ـ الوقاية من البرد (سرابيل تقيكم الحر،والبرد)
ومن صور ظلم الإنسان لنفسه،أن يترك الإنسان أولاده دون تعليم أو دون علاج،أو مؤونة وما الى ذلك لقول سيدنا رسول الله (كفى بالمرء اثما أن يضيع من يعول ).
3 ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، عباد الله، فالنوعان اللذان تقدم ذكرهما والحديث عليهما من أنواع الظلم علاجهما يكون بالتوبة النصوح ،بالتوبة النصوح تطوى الصفحة السوداء،وتبدأ الصفحة البيضاء، لكن النوع الثالث من أنواع الظلم ،التخلص منه والتوبة منه،تتوقف على أمرين اثنين ، الرد والإستحلال،فلابد من هذين الأمرين،الرد هو أن ترد له حقوقه،والإستحلال أن تطلب منه أن يسامحك،ويعفو ويصفح عنك،فهذا النوع من الظلم عاقبته وخيمة،وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( يوقد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) يوم يقول الله (لمن الملك اليوم )فلا أحد يجيب،فيجيب الحق تبارك وتعالى نفسه بنفسه(لله الواحد القهار) وهنا يقول الكافر متمنيا الخلاص من العذاب ياليتني كنت ترابا مثل الحيونات عندما يقال لها كوني ترابا،
إخوة الإسلام،
هذا النوع من الظلم هو الذي يحدث الإضطراب،وينشر الرعب والهلع والفساد ،ويحول الحياة الى جحيم لايطاق،فظلم الحكام للناس، يتم عن طريق إصدار الأحكام الجائرة عليهم،إما بالسجن أو الإعدام وهم أبرياءلاذنب لهم ولاجريمة،بسبب هذا الظلم وجحيمه الإضطهاد الذي يمارس على على الكثير من الناس في عالمنا، فرالناس من أوطانهم وتركوا بلدانهم، فعاشوا أشقياء مشردين في الأرض،محرومين من الأوطان،بعيدين عن الأهل والأحباب،فلولا ظلام الظلم المخيم على البلاد العربية والإسلامية،ما خرج مسلم من وطنه،لهذاكان الظلم ظلمة في الأرض،وظلمة للظالم في قبره،وظلمة له يوم القيامة،ظلمات بعضها فوق بعض،هكذا يبقى الظالم يتقلب في الظلمات لايرى النور أبدا، جزاء له على ظلمه حتى يقذف في ظلمات جهنم،وبئس مثوى الظالمين،لهم اللعنة ولهم سوء الدار،
عباد الله ،في ظل الظلم ينمو النفاق،ويكثر المنافقون،وفي كنفه يترعرع الإجرام ويكثر المجرمون،وعندما يسود الظلم تسلب الحقوق،وتهدر الكرامة وتداس الحرية،ويكبح صوت الحق،ويكمم صوت العدل،وهكذا دواليك،
عباد الله،الظلم عواقبه وخيمة ،وآثاره خطيرة،ماانتشر في أمة الاوأهلكها،وما فشى وشاع وذاع في دولة إلا دمرها،وما اتصف به شخص الا وكان من الهالكين، عاجلا أم آجلا،وتلك سنة الله في عباده،تلك سنة الله في عباده،ولن تجد لسنة الله تبديلا،
فاللهم لاتواخنا بما فعل السفهاء منا ،
وارحمنا برحمتك ،وأدخلنا في عبادك الصالحين آمين آمين،والحمد لله رب ..
الخطبة الثانية
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه،
أيها المسلمون والمسلمات،يقول الحق تبارك وتعالى،( بسم الله الرحمن الرحيم طسيم،تلك آيات الكتاب المبين،نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يومنون،إن فرعون على في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم،يذبح أبناءهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ماكانوا يحذرون) القصص،إن من الدروس المستفادة من هاته الأيات ياعباد الله، أن المظلوم لابد أن ينتصر على الظالم،وأن الحق لابد أن ينتصر على الباطل،طال الزمن أم قصر،لابد للحق أن ينتصر بمقدار ما يقدمه المسلمون في سبيل نصرته من اخلاص وتضحية،فكلما ضحى المسلمون بأنفسهم لله،وصبروا على الأذى في سبيل الله، وتحملوا الشدائدوبذلوا أرواحهم وأموالهم ،الا وكان النصر حليفهم،كماقال تعالى (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) فالمومنون في مكة رغم ماكانوا يلاقونه من ظلم واضطهاد وتعذيب وتنكيل،وكانوا حينها قلة قليلة،لكنهم صبروا على الأذى وثبتوا فحقق الله لهم النصر والغلبة والفرج،وكانت عاقبة الظلم والباطل الهزيمة والزوال والبوار،بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذاهو زاهق ولكم الويل مما تصفون فما يحدث في عالمنا اليوم،انما هو دليل يقضة،بعد السبات الذي عاشته الأمة ردحا من الزمان،ودليل انتقام الله من الظالمين،لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ لما أرسله الى اليمن (...إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) وقال أيضا (دعوة المظلوم تحمل على غمامة يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)
لاتظلمن إذا كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم
(فتلك بيوتهم خاوية بماظلموا إن في ذلك لأية لقوم يعلمون)
اللهم ارحمنا برحمتك التي هي أوسع من ذنوبنا
اللهم ارحمنا والمستضعفين في كل مكان
اللهم لاتزغ قلوبنا بعد اذهديتنا
اللهم احفظنا من مضلات الفتن والشبهات
اللهم استرنا فوق الأرض ..
اللهم اشفنا واشف ..
اللهم رد بنا وبشبابنا الى دينك ..
اللهم حبب الينا الإيمان..
اللهم احفظ أولادنا ...
اللهم بارك في شبابنا وشيوخنا ونساءنا
اللهم بالإسلام والمسلمين خيرا..
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|