إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟
الشيخ طارق عاطف حجازي
عن عَلقمة: أنَّ ابنَ مسعودٍ، وأبا موسى وحُذيفةَ خرج عليهم الوليدُ بن عُقبة قبل يوم العيد بيوم، فقال لهم: إن هذا العيد قد دَنا فكيف التكبير فيه؟ قال عبدالله: "تبدأ فتكبِّر تكبيرةً تفتتح بها الصلاة، وتحمد ربَّك، وتصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تقرأ وتَركع، ثم تقوم وتقرأ وتحمد ربك وتصلِّي على النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو وتكبر الله، وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تركع". فقال حذيفة وأبو موسى: صدَق أبو عبدالرحمن.
تخريج الحديث وتحقيقه:
إسناده ضعيف: أخرجه إسماعيل القاضي في (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) (88)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 292، 297)، والطبراني في "الكبير" (5/ 95)، وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 280)، والمحاملي في "العيدين" (ل/ 4)، وابنُ أبي الدُّنيا في كتاب "العيد"، كما في "القول البديع" للسخاوي (ص202) من طريق حمَّاد بن أبي سليمان.
قلتُ: في إسناده حماد بن أبي سُليمان، في حِفْظه مَقال؛ قال عنه ابن حجر في "التقريب": صَدوقٌ له أوهام.
وقد اضطرب في إسناده؛ فرواه مرَّة عن إبراهيم عن علقمة متَّصِلاً، ورواه مرة عن إبراهيم منقطعًا بدون ذِكْر علقمة.
قال الهيثميُّ في "المَجْمَع" (2/ 205): وإبراهيم لم يُدرِك واحدًا من هؤلاء الصحابة، وهو مرسَل.
وأعله ابن التُّركُماني في "الجوهر النقي" بحمَّاد، وقال: ذكر البيهقيُّ قولَ ابن مسعود في الباب الذي قبلَ هذا من عدة طرق، وذكره ابنُ أبي شيبة من طرقٍ أكثرَ من ذلك، وكذا ذكر غيرهما، ولا ذِكْر في شيءٍ فيها للذِّكر بين التكبيرات، ولم يُروَ ذلك في حديث مسنَد، ولا عن أحد مِن السلف فيما عَلِمنا إلا في هذه الطريق الضعيفة؛ اهـ.
قلتُ: وقد جاء هذا الإسناد عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 348) والبيهقي (3/ 291) بذكره دون ذِكْر الدعاء بين التكبيرتين، وأخرج عبدالرزاق (5697) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9523) عن ابن جُريج قال: أخبرني عبدالكريم عن إبراهيم النَّخعي عن علقمة والأسود عن ابن مسعود أنَّ بين كل تكبيرتين قدْرَ كلمة.
قلتُ: وعبدالكريم هو ابن أبي المخارق، ضعيف، وانظر: "المجمَع" للهيثمي (2/ 205)، والله أعلم.
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك