06-22-2015, 05:38 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 357,251
|
|
(4) التراويح راحة ومغفرة
(4) التراويح راحةٌ ومغفرةٌ
صالح الشناط (أبو عبد الرحمن)
لقد حملَ رمضانُ جوائز عديدة، وفرصاً لمغفرة الذنوب، ومنها ما رتب على قيامه؛ ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المراد بالإيمان الاعتقاد بفرضية صومه، وبالاحتساب طلب الثواب من الله تعالى.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله). وفي حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة". رواه ابو داود وغيره.
وصلاة التراويح سنّة، لما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم "قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أوفي الرابعة لم يُصلّ، وقال: إني خشيت أن تُفرض عليكم". رواه البخاري. وفي لفظ مسلم "ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها". فثبتت التراويح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وحتى تهون عليك مشقة القيام في رمضان، تأمل في صنيع سيد القائمين صلى الله عليه وسلم، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: "صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث" رواه مسلم.
وعن ابن مسعود قال: "صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ!". متفق عليه.
ولكن بعض الناس غفر الله لنا ولهم، يحشو بطنه بالطعام والشراب على مائدة الإفطار في رمضان فإذا قام إلى التراويح قام كسلان!
لا تحشو بطنك بالطعام تسمناً .. فجسوم أهل العلم غير سمان
أقلل طعامك ما استطعت فإنه .. نفع الجسوم وصحة الأبدان
وذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل، فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور: الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام. الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه. الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام. الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور: الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا. الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل. الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل. الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه. تقبل الله منكم الصيام والقيام.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|