أفضل نِعمة مَنَّ الله تعالى بها على بني آدم هي نعمة العقل؛ ذلك لأنَّ العقل مناط التكليف، هذا العقل الذي يَرفع الله به صاحبه إلى أعلى عليِّين، إنْ هو سخَّره في طاعة ربه، وكان قويمًا، يضع كل شيء في موضعِه، وفي ما يُفيد وينفَع، وقد يهوي به إلى أسفل سافلين إنِ اتَّبع هواه، وسار خلْف شَيطانه، وأفسد في الأرض، وكان سفيهًا طائشًا لا يَزن الأمور ولا يقدر لها قدرها، والمسلم لا يُمكِن أن يعيش همجًا في هذه الحياة الدنيا، غير مُهتمٍّ بأمر دينه ودنياه؛ لأنه سيُحاسَب في آخرته عن كلِّ ما وهبه الله تعالى مِن نِعَم، سواء كان في عُمرِه، أو في رزقِه؛ عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزولُ قدَما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره: فيم أفناه؟ وعن عِلمه: فيم فعل فيه؟ وعن ماله: مِن أين اكتسَبه، وفيم أنفقه؟ وعن جِسمه: فيم أبلاه؟))؛ رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"، كذلك ورَد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه القول: "إني لأكرَه أنْ أرى أحدكم سبَهْللاً؛ لا في عمل دُنيا، ولا في عمل آخرَة"، "السبهلَل: هو الفارغ الذي لا هدف له ولا مقصد"؛ إذ ينبغي عليه أن يكون مرتَّبًا في كل شؤونه، بصيرًا بأعقاب أموره، يفهم ويَعي ما يدور حوله، يتعلَّم مِن سابق خبرتِه، ويسأل أهل العلم عن ما خفي عنه، كما يقول الشاعر:
بصيرٌ بأعقابِ الأُمورِ برأيه
كأنَّ له في اليَومِ عَينًا على الغدِ
وقال آخَر:
بَصيرٌ بأعقاب الأُمور كأنَّما
يرى بصوابِ الرأي ما هوَ واقِعُ
وفى الحديث الشريف الذي أوصى فيه النبي صلى الله عليه وسلَّم أبا ذرٍّ قائلاً: ((يا أبا ذرٍّ، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفِّ، ولا حسب كحسْنِ الخلُق))؛ رواه البَيهقيُّ في شُعَب الإيمان، وهو في ضعيف الترغيب.
إنَّ التدبير الذي نقصده، والذي يدلُّ على رجاحة عقل مَن يفعله، هو ذاك التدبير الذي يشمل سائر أحوال المسلم؛ فهو يَعني تنظيم الحياة بشتى جوانبها، وأعظمها التفكُّر في خلْقِ الله وكونِه، وحسن العبادة والطاعة والذِّكر، كسبًا للمال الحَلال، وإنفاقه في الأوجه المُفيدة باعتِدال، وتربية أبنائه على جميل الفِعال والخِلال، والبُعْد عن كلِّ ما فيه مَضرَّة، والبحث عن كل نافعٍ ليس لنفسِه فحسب، بل للمُجتمع كله مِن حوله.
(2)
وقد أرشَدَنا القرآن الكريم إلى التزام هذا التدبير في قولِه تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴾ [الإسراء: 26]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29]، والملاحظ في هاتَين الآيتَين أن قصد الاعتدال وحسن التدبير معنيٌّ به الأمور الحسَنة، ووجوه الخير، كإعطاء القريب حقه من البرِّ والصِّلة، والمسكين، وابن السبيل، فما بالك بسوء التدبير في ما حرم الله تعالى؟!
إنَّ الذي ينظر في سائر العبادات التي فرَضها الله تعالى علينا؛ كالطهارة، والصَّلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغير ذلك - يجد فيها التدريب العملي على هذا التدبير؛ فهي عبادات منظَّمة، مرتَّبة، لها شروط صحة، ولها أوقات معلومة، لا تصحُّ بدونها، وإعمال العقل بالتدبير في تلك العبادات فيه إشارة لطيفة إلى هذه الوسطيَّة التي هي مِن سِمات دينِنا الإسلامي الحنيف، ويَبدو ذلك في قصة الرهط الذين تقالُّوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم.
إنَّ الله تعالى وجَّهنا إلى التفكُّر في الكون، وأنكر علينا عدم إعمال العقل في ما نرى حولنا، وفي كل شؤونِنا؛ قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، فالمُسلم يتميَّز عن غيرِه بهذا الدِّين الذي أكرمه الله به، فليَحرِص على أن يَرقى بنفسِه إلى المَعالي، ولينأى عن صَغائر الأمور وسَفسافها، وليُحسِن تدبير أمورِه، عن طريق كلِّ الأسباب الموصِّلة إلى كلِّ تفوُّق ونَجاح، شريطة أن تكون تلك الأسباب مُوافِقة لكلِّ ما أمر الله ورسوله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران
تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله
او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة
من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة