من قال من العلماء " إن الله في السماء دون الأرض".

[منتدى اهل الحديث]

هذا المقالُ القصيرُ أنقلُ فيه ما ذهبَ إليه العلماءُ من نفيِ كونِ الله تعالى في الأرض ، ونفيُه -تعالى- عن الأرضِ يُعد عند الجهمية - الأشاعرة- تحديداً ولذا جرّه باطلهُم إلى نفيِه - تعالى- عن الأرض وكونِه فيها في آن واحدٍ .
فلا يَرون الجزمَ عن خلوه - تعالى - عن الأرض بل قولهم هو" الله ليس داخل العالم ولا خارجه"
وهذا لئلا يكونَ الله محدوداً لأن نفيَه عن المكانِ المعيَن يَستَلزِم أن يخلو إلى غيره ، وهذه من صفات الحوادث- زعموا- لذا وغيره فهذا الأقوالُ التى سأنقلها- إن شاء الله- فيها البيانُ الشافعي - إن شاء الله- لهذه المسألةِ وردٌ قوي على الجهمية حيثُ ان أهل العلم نفوا أن يكون الله تعالى في الأرض وأثبتوا إلى أنه - تعالى- على العرش .
1- الإمام المجاهد أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك (المتوفى: 181هـ)
قال البخاري في خلق أفعال العباد (ص30) : وقال ابن المبارك: «لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى» . واخرج عبد الله بن الإمام أحمد بلفظ "كيف ينبغي لنا أن نعرف، ربنا عز وجل؟ قال: على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض "" وأخرج البيهقي من طريق علي بن الحسن، يقول: سألت عبد الله بن المبارك قلت: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه. قلت: فإن الجهمية تقول: هو هذا. قال: إنا لا نقول كما قالت الجهمية، نقول: هو هو. قلت: بحد؟ قال: إي والله بحد. اهـ (1)

2- الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (المتوفى: 280هـ) قال في "نقضه" بعد ان ذكر الأدلة الواردة في علوه ":فهذه الآي كلها تنبئك عن الله أنه في موضع دون موضع، وأنه على السماء ‫دون الأرض‬، وأنه على العرش دون ما سواه من المواضع قد عرف ذلك من قرأ القرآن وآمن به، وصدق الله بما فيه.اهـ(2)
3- الإمام : أبو بكر بن أبي عاصم الشيباني (المتوفى: 287هـ)" في كتابه "السنة "فقال: باب ما ذكر أن الله تعالى في سمائه ‫ دون أرضه‬.. ثم ذكر الأدلة .
وقال معلقاً لحديث«تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار، يجتمعون في صلاة الفجر» . قال: وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض.اهـ (3)

4-الإمام الأشعري أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (المتوفى: 324هـ) فقال : وأجمعوا على ..أنه تعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه، وقد دل على ذلك بقوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} 1 وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، وليس استواؤه على العرش استيلاء كما قال أهل القدر؛ لأنه عز وجل لم يزل مستولياً على كل شيء.اهــ. (4)

5- الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، العسقلاني (المتوفى: 377هـ) قال: قال أبو عاصم وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض بقوله حين قال لعيسى عليه السلام {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} وقوله {وما قتلوه يقينا} وقوله {بل رفعه الله إليه} وقال {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه} وقوله {إليه يصعد الكلم الطيب}.. وذكر الأدلة .
وقال مرة:وكان ابو عاصم يقول لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيئا ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من السماء إلى الأرض وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل في السماء دون الأرض..اهــ .(5)

6- الإمام أبو محمد عبد الله بن (أبي زيد) القيرواني، المالكي (المتوفى: 386هـ)فقال :"أنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه".(6)

7- الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد المعروف بابن أبي زَمَنِين المالكي (المتوفى: 399هـ)قال: قال محمد: وهذا الحديث- يعنى حديث النزول- بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون الأرض، وهو أيضا بين في كتاب الله، وفي غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ (7)
8- الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (المتوفى: 430هـ) صاحب "حليلة الأولياء" قال - رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر عقيدة السلف: : "إن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش، واستواء الله عليه، يثبتونها، من غير تكييف، ولا تمثيل، وأن الله تعالى بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج [بهم] ، وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه"اهـ . (8)

9- الإمام البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ) -رحمه الله تعالى- فإنه لما ذكر قصة ضعيفة عن أبي حنيفة أنه أتته امرأة فقالت: أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك؟ أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم خرج إليها وقد وضع كتابين: الله تبارك وتعالى في السماء دون الأرض. فقال له رجل: أرأيت قول الله عز وجل: {وهو معكم} [الحديد: 4] قال: هو كما تكتب إلى الرجل: إني معك وأنت غائب عنه.اهـ النقل عن أبي حنيفة .

فعلقه الإمام البيهقي - رحمه الله تعالى - فقال: قلت: لقد أصاب أبو حنيفة رضي الله عنه فيما نفى عن الله عز وجل من ‫ الكون في الأرض‬. وفيما ذكر من تأويل الآية وتبع مطلق السمع في قوله: إن الله عز وجل في السماء ومراده من تلك والله أعلم، إن صحت الحكاية عنه، ما ذكرنا في معنى قوله: {أأمنتم من في السماء} [الملك: 16].. اهـ.(9)
//// جمعه المدني///.
____________________
(1)قال "صاحب" الآثار المروية في صفة المعية"(ص39) أخرجه: الدارمي في الرد على المريسي (ص103) ، والرد على الجهمية (ص50) . وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/111، ح22) ، و (1/174-175، ح216) . وابن بطة في الإبانة (3/155-156، ح112) . وابن منده في التوحيد (3/308، برقم899) . والصابوني في عقيدة السلف (ص20، برقم28) . والبيهقي في الأسماء والصفات (2/336، رقم903) . وابن عبد البر في التمهيد (7/142)... اهــ
(2) نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد (1/445)وذكر مثله في مواضع من كتابه هذا ك(1/446)و(1/497)و(1/515)(1/517)(2/681).
(3)السنة لابن أبي عاصم (الرقم 489)و (الرقم: 504).
(4)" رسالة أهل الثغر" (ص130)
(5) " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" (ص 105) و (ص109) تحقيق: محمد زاهد الكوثري . تنبيه: هذا الكتاب لا أعرفه ولا مؤلفه وإنما ساقه إليّ البحثُ ، وتحقيق الكوثري له دلالة خَلَفِيَة.
(6) "الجامع" له (ص 108) نقلاً عن" موسوعة أهل السنة لشيخ الدمشقية (1/435) .
(7) كتاب"أصول السنة" له (ص113)
(8)نقل عنه الإمام الذهبي في " العلو" (243) ونقه عنه غيره.
(9) الأسماء والصفات (2/337)الرقم(905).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك