شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف محمد مصطفى الزيات قراءة عاصم رواية شعبه سوره الحاقه (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات روايه الدورى عن ابى عمرو البصرى سورتان الحاقه و القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات سوره القدر روايه إدريس الحداد عن خلف البزار العاشر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات روايه خلف قراءه حمزه 3 سور القدر و الليل و الشمس برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات سورة القدر جمع روايتي البزي و قنبل قراءة ابن كثير (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات سورة الحاقة رواية قالون عن نافع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد مصطفى الزيات رواية ورش عن نافع 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمد مصطفى الزيات المصحف المجود سورة الفاتحة بجمع القراءات السبعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف يوسف شوبان سورة النجم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المصحف الواثق بالله مصحف القران مكتوب رواية حفص عن عاصم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 03-05-2015, 11:00 PM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي كليم الله موسى: شجاعة الكلمة وسكينة الرحمن

كليم الله موسى: شجاعة الكلمة وسكينة الرحمن
غنية عبد الرحمن النحلاوي


مقدمة:
ضريبة الاجتباء:
المتميزون المصطفَوْن يقع عليهم بذلك الاصطفاء وتلك المسؤولية العظمى عبءٌ لا يوصف، بل إن مقدرتهم على حمل الأمانة لا يعلمها إلا المولى -سبحانه-؛ ولذلك اصطفاهم، وكانت رسالة موسى -عليه السلام- مثالاً أمميًّا مصغَّرًا، سَبَق المثال التام المكتمل في رسالة خاتم الأنبياء - عليه الصلاة والسلام-، كما أن موسى - كإنسان - تمت صناعته على عين الله -تعالى- منذ ولادته، قال -عزَّ مِن قائل-: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)[طه: 39].
فسيرةٌ عن إنسان هذه صناعته، هي زاخرةٌ بالدروس الأخلاقية والتربوية، وسنتناول - بإذن الله تعالى - لمحات وامضة من تلك السيرة للنبي الثالث من أولي العزم من الرسل -عليهم صلوات ربي وسلامه-؛ علَّنا نستفيد منها.
إضاءة في التوازن بين التلطف في الكلمة، والجرأة في الحق:
ولموسى مع الكلمة شأن، وأي شأن، أليس هو الكليم؟ وكلَّمه -سبحانه- تكليمًا، وخاطب فرعون وملأه، وخاطب قومه بالكلمة، وحاوَرَهم، ودعاهم، صابرًا على سوئهم المرة تلو المرة.
ولقد واجه موسى - عليه السلام - جبروت ثلاثة من صناديد الشرك والكفر، يمثلون طغيان السلطة والمال، لدرجة ادعاء الألوهية؛ هم: فرعون، وهامان، وقارون "العنكبوت 39" فحقق معهم ذلك التوازن الصعب:
1- فهو - أولاً - أُرسل ليدعوهم للهدى: (إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى)[النازعات: 16 - 19].
والعجيب أن هذه العبارة الرفيقة: (هَلْ لَكَ)، يقولها موسى لمن؟! للذي ينادي: "أنا ربكم الأعلى"؟! بلى، فليس الهدف إقامة الحجة على مدعي الألوهية، وقاتل الأطفال، ليُلقى في جهنم! الهدف: إصلاح تلك النفس وهدايتها؛ لعله يتذكر، يتزكى، يخشى ويهتدي.
فهو أمر من الله -تعالى- بالتلطف في الدعوة، مهما كان المدعوّ، قال -تعالى- يخاطب موسى وهارون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)[طه: 44].
2- وهو - ثانيًا - أُرسل لينقذ قومه من استعبادهم وظلمهم، انظر قوله لفرعون: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)[الشعراء: 22].
كلمات تعلن بجرأة الحق أن حرية الإنسان هي فقط عندما يتحرر من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، وهو بدأهم بالدعوة الحوارية الفكرية في الخلق والتقدير للكون والإنسان: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى * مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)[طه: 50 - 55].
وإن حواريته هذه مع فرعون بإيجاز قرآني بليغ، هي من أبلغ وأقوى ما يُدعى به متجبّر الأرض إلى طاعة جبار السموات والأرض، القاهر فوق عباده؛ لذلك رمَوْه بالجنون، وهدّدوه بالسَّجن - سلاح العاجز - قبل أن يقدم لهم المعجزات المادية الحسية التي تناسب تفكيرهم وثقافتهم، وتبرز عجزهم أكثر وأكثر، ولكنهم تمادوا في الطغيان "ظلمًا وعُلوًّا"، فزادوه تهمة السحر، وحشدوا له سَحَرة البلاد، ونعلم أنّ الله - تعالى -لا يترك عبده هَمَلاً بعد أن يجتبيه لحمل الأمانة، في سورة الشعراء: نرى كيف أن عزة فرعون الفراعنة أتفه شأنًا عند الله، من عصا يتوكأ عليها عبدٌ اصطفاه، قال - عزّ مِن قائل -: (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)[الشعراء: 44، 45].
درس عملي لكل مَن يعتز بغير الله -تعالى-.
وهكذا بدت حياة موسى زاخرة بالمعجزات والآيات الربانية، صغرت أو كبرت، وأهمها أن الله - تعالى -كلمه تكليمًا، وجعل البحر يَبَسًا؛ لينجيه وقومه قبل إغراق مدعي الألوهية ومن معه من الجاحدين: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)[النمل: 13، 14].
3- وهو ما كاد يهنأ بالخلاص من هؤلاء بمعجزةِ شق البحر، حتى ابتُلي بنكوص قومه بني إسرائيل عن الحق، الذين بلغوا الذروة في التخاذل عندما قالوا له: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا)[المائدة: 24]، تخيل! أي ناس هم هؤلاء؟!
تأمل قولهم: (رَبُّكَ) ما جبلّتهم؟! أليس هو ربهم - سبحانه وتعالى - كما هو رب موسى؟! والذي أنجاهم من سَوْم العذاب، وأغرق آل فرعون، وهم ينظرون؟!
فكانت معاناته معهم من معالم رسالته وشدة ابتلائه - عليه السلام -، وكان صبره على توليهم وأذاهم مع طول المدة مَضْرِبَ المثل لرسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولنا من بعده، حين قال: ((رحم الله موسى، لقد أُوذي بأكثر من هذا فصبر))[صححه الألباني].
وسنرى بعض ذلك في الملمح الأخير.
إضاءة في أدب العالم والمتعلم:
من خلال ومضات تربوية لموسى مع الرجل الصالح من سورة الكهف:
أ- ما هو الهدف من العلم والتعليم؟
انظر ما يطلبه الأنبياء والصالحون؛ لتقتدي، إنه تَعَلُّم الرشد[1].
ومثال عملي: ما طلبه سيدنا موسى من الرجل الصالح: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)[الكهف: 66].
• أين تعلُّم الرشد من تربيتنا؟ نحن نبحث عن الصواب المادي: حلول المسائل صحيحة وصائبة ولو نقلها "الطالب" من صديقه، اختلاق الأعذار للتغيب، الحصول على الشهادة ولو ببعض الغش أو الرشوة، هل هذا "طالب" رشد؟!
• وأين الرشد من كثير من مناهجنا؟! تاريخ مغلوط، فلسفة الكفر، الشعر المسيء والسيئ، ناهيك عن التعقيد وسوء الترجمة لبعض المناهج.
في زمن قلب المفاهيم، تذكر وأنت تربِّي ولدك، وتُعلِّم طلبتك، أن الصواب المادي ليس رشدًا.
ب- التشمير وشدّ الهمة في الرحلة للعلم:
قال - تعالى -: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا)[الكهف: 60]. حيث لقي موسى - عليه السلام - في سفره نَصَبًا، ولكنه أصر وتابع.
ج- الصبر على التعلم وطاعة المعلم:
لأن الطريق إلى الهدف "تعلُّم الرشد" هو ذاته الطريق إلى الهدف الأعظم لوجودنا؛ وهو إرضاء الله - تعالى -، وحسن عبادته، وهو ما عبَّر عنه موسى - عليه السلام - حين وعد أستاذه بالصبر على طاعته، وناط وعده بمشيئة الله - تعالى -، فجمع بين الأمرين: (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)[الكهف: 69].
وقد فهم علماؤنا أهمية الهدف في تحقيق الصبر، بعد التشمير وشد الهمة، فليس كل الأهداف يُصبر عليها، قال الإمام الشافعي: "إن كنت في الطريق إلى الله فاركض، وإن صعب عليك فهرول، وإن تعبت فامشِ، وإن لم تستطع كل هذا فسِرْ ولو حبوًا، ولكن إياك والرجوع"، وهو ما فعله موسى في سيرته.
د- أدب الاعتذار:
عندما لم يَفِ موسى - عليه السلام - بوعده قدَّم اعتذاره، طالبًا عدم المؤاخذة أولاً، ومُخليًا الأستاذ المعلم من مسؤوليته لدى الخطأ الثاني، إذا تكرر منه الخطأ؛ ليفترقا بعد الثالث، وهكذا، فمراحل الاعتذار مع تكرار الخطأ:
1) طلب الإعذار.
2) تكرار الاعتذار بصيغة الوعد بالالتزام بشروط المعلم وطاعته.
3) وفي الثالثة لا بدّ من تغيير سلوكي جذري في العلاقة بين المتعلم والمعلم، وهي هنا أخذت شكل الافتراق، وتقابلها في مؤسساتنا التربوية أشكال متنوعة؛ أوسعها: مصطلح العقوبة، الذي ينبغي أن يكون بالشكل التربوي الإيجابي.
وتلك القاعدة العملية تفيد في جميع حالات الاعتذار في حياتنا، ولا تقتصر على العملية التربوية، كل ذلك بمنتهى الأدب والرفق، وليس بالسخط والتشاحن من أي من الطرفين: المعتذِر، أو المعتذَر له[2].
إضاءة من معالم هجرة موسى - عليه السلام -:
كما ذكرت كانت رسالة موسى - عليه السلام - لقومه مثالاً أمميًّا مصغَّرًا، وكذلك هجرته، مقارنة لها مع الهجرة في سيرة سيد الخلق رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، وعلمنا أن تلك الهجرة كانت - ابتداء - تفاديًا للخطر على الحياة - حيث ترك موسى - عليه السلام - مصر، وانطلق خفية: (خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)[القصص: 21]، ناجيًا برُوحه، عندما علم أنه سيُقتل - يجعلنا نرفع عن أنفسنا الحرج في ظروف مشابهة، وكل فتى يخرج خروجَ اضطرار من بلده لحفظ إحدى الضرورات الخمس أو كلها، يتذكر الفتى الشاب موسى، بالخطوات التالية:
• توجيه النية وتجديدها: في طلب موسى الهدى من ربه في هجرته، ويقينه أنه لن يضيعه.
• الدعاء لله - تعالى -، والتجرد والتذلل له.
• الأدب مع أهل البقعة التي هاجر إليها، بل وتقديم المعروف، فأقبل بشهامة على فتاتين تذودان غنمهما تجنبًا للاختلاط بالرعاء؛ ليستفهم بأوجز عبارة، ويخدمهما، فيسقي لهما: (ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) [القصص: 24].

فعوضه الله خيرًا، وكانت البشارات من الرجل الصالح، وأولها نجاته من كيد فرعون وجنده: (نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[القصص: 25].
ثم العمل والأجر، والزوجة الصالحة، فما أسرع ما استجاب الله - تعالى -دعاء المهاجر الصادق! وكما قيل: "صاحب المعروف لا يقع، وإذا وقع وجد متكأً".
ملمح بين الغضب والسكينة الرحمانية:
تزداد الحاجة للسكينة كلما ازدادت المسؤوليات، وعظمت المهام، حتى لو كان المرء حادَّ الطبع ابتداء، وحتى لو أحرز نجاحات تجعله يتعاظم في نفسه وبمن حوله، وأخيرًا حتى لو وقع به ما يخرجه إلى دائرة الغضب الكاسح وهو في موقع وساعة اتخاذ قرار حاسم، بل ولو كان غضبه هو لله - تعالى -ولدينه ابتداء، ولمصلحة الأمَّة؛ إذ إن الغضب مهما كان باعثه شريفًا وساميًا فلا بد لمواجهته من تحري السكينة؛ لتفسح المجال للتفكير المثمر، واتخاذ القرار الصائب، وتلك الحالات وإن كانت قد تعرض لأي إنسان بدرجات متفاوتة، إلا أن اجتماعها في سيرة أحد أنبياء الله - وهو من أولي العزم من الرسل - يجعل المسؤولية أعظم على عاتق كلٍّ منا في العلم بها، والعمل بمقتضيات السكينة في ترشيد وإنجاح عمل "الراعي المسؤول"[3] مهما كان موقعه في المجتمع.
وهو ما كان من حال نبي الله موسى - عليه السلام - عندما غضب لاتخاذ قومه العِجْلَ بعد أن غادرهم لميقات ربه، وكان - عليه السلام - سريع الانفعال والغضب للحق، الأمر الذي يمكن أن يفتح الباب لأخطاء في قيادة الأمة وإدارة المعركة بين الحق والباطل؛ من أخطرها: شق الصف، وتصديع الجبهة الداخلية، لولا أنْ سكَّنه الله -تعالى- بسكينته[4].
وهي سكينة أهَّلَهُ لها، وكان مصدرها المباشر إيمانه واستغفاره من جهة، وأخاه هارون الذي كان يتمتع بالرفق والسكينة الطبعية أكثر منه من جهة أخرى، قال - تعالى -: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الأعراف: 150، 151].
ولعلها الآية الوحيدة من نوعها في القرآن الكريم، فيها تلك الاستجاشة الرحيمة: (ابْنَ أُمَّ) الشجية النديّة، التي أطفأت فورة غضب موسى، وهذا يعطينا درسًا في اتّخاذ سَمْت المؤمن؛ ثباتًا وسكينة وصبرًا، حتى لو غضبنا لله -تعالى- فلا نخرج عن الأخلاق والأسس العملية لمصلحة الأسرة والمجتمع، بل والأمة، وإن كدنا نفعل وجاء من يذكّرنا - كأخ في الله مثلاً - فيجب أن نتواضع، ونتراجع؛ حتى لا نفتح الباب للشيطان بالبعد عن السكينة، ولنتخيل لو أن أحدنا مكان موسى - عليه السلام -، وكان هدفًا للشيطان:
• لبدا لنفسه ولمن حوله أنه محق في أن يغضب، ويغضب، ويفعل ما يشاء وهو غاضب؛ لأنه يغضب لله -تعالى-، يغضب لأن أخاه قصّر في حماية الدعوة، ولأن قومه أضلَّهم السامري.
• ولرَكِبَه العجب والغرور الخفي:
1- وهو الرسول قادمًا يحمل الألواح من الله -تعالى-.
2- وهو كليم الله -تعالى-.
3- وهو الذي قاد قومه في رحلتهم من مصر، وأظهَرَ الله المعجزات على يديه، وأهلك لأجله فرعون، فنجَّاه وأنجاهم، وهو...، وهو...، ومَن مِثلُه في كل ذلك "وغير ذلك" في زمانه وبين من سبقوه؟! بل مَن مثله في بعض ذلك حتى يومنا هذا، وحتى الساعة؟! أي أمجاد؟! وأي عطاءات؟! وأي إنجازات؟! وجلي أنّ الاستسلام لهذه الاعتبارات - وفيها ما فيها من الغرور، أو العزة بالرأي المتفرد - سيعني معركة بين الأخوين.
• ولفَرِحَ الشيطان، وانهارت أعمدة الدعوة إلى الله، وكل ذلك باسم العمل في سبيل الله.
ولكن موسى -عليه السلام- أعطانا درسًا في التجرد والانتصار على الأنا والهوى، ودرسًا في تطويع الطبع الغضبي بالسكن لرحمة الله والاستغفار، فسكت عنه الغضب، ولم يتملكه بفضلٍ من الله، عبر سكينة الرحمن وفيوضها "وانظر الآيات 86 حتى 94 من سورة طه"؛ ليتابع مسيرته مع قومه في تعهدهم، ومد جسور الحوار معهم، والتواضع لهم، والصبر على شدة أذاهم، حتى صار قدوة ومثلاً، وفيه يقول رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: ((رحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر))[5].
أقف هنا - والحديث لا يريد أن يقف - مكتفية من الومضات بهذه التي جهدتُ في انتقاء وإيجاز بعضها.
_____________________
[1] الرشد: أوجز تفسير له: الصواب.
[2] د. غنية عبدالرحمن النحلاوي، مقال الاعتذار، مجلة النور، بيت التمويل الكويتي.
[3] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته؛ والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))[متفق عليه]. وفي لفظ آخر عن ابن عمر فيه تفصيلات دقيقة، حتى إنه - صلى الله عليه وسلم - قال فيه: ((والخادم راعٍ في مال سيده، وهو مسؤول عن رعيته))[صححه الألباني في صحيح الجامع - مرجع سابق- برقم 4445/ مج الرابع ص 183].
[4] البحث عن السكينة في الزمن الصعب؛ لكاتبة المقال، مخطوط.
[5] صححه الألباني برقم 3494 مج 3 / ص176.






ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:10 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات