02-24-2015, 10:37 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
فوائد في الفأل والطيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فوائد في الفأل والطيرة، والمقصود هنا: ذكر تنبيهات مختصرة جدا في الباب، وليس المراد بحثا مفصلا محررا:-
* أطلق جماعة من العلماء"1" أن الفأل:حسن ظن عند سماع كلام حسن، والطيرة:سوء ظن عند سماع كلام سيء. [ومثله الفعل]
- وهذا الإطلاق فيه نظر من جهتين:
1/أنه غير جامع؛ فحسن الظن قد يوجد حتى في بعض صور الكلام السيء-في أصله-؛ وذلك كما لو مُنع-ظلما- ولي مقتول من استيفاء القصاص من القاتل، ثم سمع من يقول:سيقتل القاتل.
فهذا يزيد إحسان ظنه بربه أن سوف يقتص له.
ولذلك فالتعبير ب"مايرجوه"،و"مايخافه" أولى من التعبير ب"الكلام الحسن" ونحوه أو"الكلام السيء" ونحوه.
2/أنه يصح –لغة- إطلاق الطيرة على الحسن والفأل على السيء عند بعض العلماء."2"
- ويتعقب هذا الاعتراض بأن حصر الفأل في الحسن والطيرة في السيء هو حقيقة شرعية لا لغوية.
- وقد زاد بعضهم في التعريف قيدا؛
وهو أن الطيرة فيها تعلق واعتماد."3"
وأما الفأل فإنما هو(تقوية). "4"
- بل ذكر الطرطوشي في تعليقته"5" وابن الحاج"6" أن شرط الفأل أن يقع المتفاءل به دون قصد، فإن قصد بفعل ونحوه لم يكن فألا.
* إذا كان النهي عن التطير من الكلام القبيح ونحوه لأجل ما فيه من تعلق واعتماد على ما ليس سببا في العادة، فلماذا لم يأت في النصوص نهي عنه في الكلام الحسن أيضا ؟
الجواب: لأن عادة الناس أنهم لايتعلقون بالكلام الحسن كما يتعلقون بالقبيح؛ فلذلك جاءت النصوص بالتحذير عن الحال الغالبة، وإن كان ما في معناها-حتى في الحسن- داخلا فيها دون شك."7"
* تنبيه: إنما يكون سوء الظن تطيرا مذموما إذا لم يكن هناك سبب ظاهر يقتضي ذلك عادة؛
فمن أراد سلوك طريق، ثم سمع فيه صوت أسد؛ فاتقى السير فيه-خوفا- لم يكن صنيعه طيرة. "8"
* عمم الطيبي في شرح المشكاة النهي عن الطيرة والفأل إلا في صورة خاصة من الفأل؛وهي(الكلمة الطيبة).
قال:لورود النص بها خاصة.
* قال ابن تيمية: (لم يجعل الفأل والطيرة أمرا باعثا على شيء من الفعل والترك). الفتاوي المصرية-مختصرها 1/422
والله أعلم والحمدلله
--------------------------------------
"1"انظر:أحكام ابن العربي لابن العربي1697، قواعد الأحكام للعز بن عبدالسلام 166.
"2" انظر مادتها في الفائق للزمخشري والنهاية لابن الأثير.
"3" كما في غريب الخطابي1/183، المنهاج للحليمي2/21، مفتاح دار السعادة لابن القيم3/311، القول السديد للسعدي ص192، القول المفيد لابن عثيمين1/580.
"4" كما في تسهيل النظر ص42 وفتاوى ابن تيمية4/81.
"5" انظر:الذخيرة للقرافي13/
"6" في المدخل1/270.
"7" أشار إلى هذا الجواب الطحاوي في مشكله5/103.
"8" نبه على هذا: القرافي الفروق4/353-360 وابن رجب في اللطائف ص142. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|