تعريف بالناظم
هو الإمام، العالم العلامة، الورع الناسك، أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري نسباً، الأندلسي أصلاً، الفاسي منشأ ودارًا، المعروف بابن عاشر الفاسي. ولد بمدينة فاس عام 990 هـ/ 1582 م.
بدأ تحصيل علومه بحفظ القرآن الكريم، ودرس القراءات السبع والفقه والحديث على عدد من علماء عصره، وقد تبحر في عدد من العلوم، خصوصاً علم القراءات، والرسم، والضبط، والنحو، والإعراب، وعلم الكلام، والأصول، والفقه، والعروض، والطب، ومن أخلاقه رحمه الله التي اشتهر بها الورع، والزهد، والاعتكاف، والجهاد، والتواضع، وحسن الخلق، وكان لا يأكل إلا من عمل يده، مثابرًا على التعليم، كثير الإنصاف في المباحثة، وكانت له سلاسة في التعبير، وحسن العرض لدروسه في القرويين.
ألف ابن عاشر تآليف عديدة نافعة، بلغت أربعة عشر كتاباً، أهمها وأشهرها نظمه في أساسيات الإيمان وقواعد الإسلام ومبادئ التصوف، الذي سماه «المرشد المعين على الضروري من علوم الدين »، ومن تآليفه أيضاً «شرح مورد الظمآن في علم رسم القرآن »، وشرح جزءا من مختصر خليل.
توفي ابن عاشر رحمه الله في فاس ودفن بها عن عمر يناهز الخمسين سنة، وذلك يوم الخميس 3 ذي الحجة عام 1040 هـ/ 1631 م.
تعريف بالنظم
هذا النظم هو نظم « المرشد المعين على الضروري من علوم الدين » للعلامة عبد الواحد بن عاشر، وهو من أشهر متون ومنظومات الفقه المالكي، ويحتوي هذا النظم على 317 بيتاً، بين فيها من أحكام الدين الضروري الذي لا يسع أحد جهله، وجعله تبيانا لحديث جبريل عن الإيمان والإسلام والإحسان، فبدأ بمقدمة كلية في العقيدة على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري سماها «أم القواعد وما انطوت عليه من العقائد »، ثم ذكر نبذة مختصرة عن علم أصول الفقه في بضعة أبيات سماها «مقدمة من الأصول معينة في فروعها على الوصول »، ثم استغرق النظم أحكام العبادات وما يتعلق بها على مذهب الإمام مالك رحمه الله، وختم بباب جامع في التزكية والآداب والأخلاق سماه «مبادئ التصوف وهوادي التعرف ،» وبذلك احتوى هذا النظم على مهمات الإسلام والإيمان والإحسان.
وهذا النظم هو من أشهر المنظومات الفقهية مطلقا، وفي الفقه المالكي و في بلاد المغرب على وجه الخصوص، وعلى صغر حجمه فقد حوى فوائد علمية كثيرة جدا، وكتب الله تعالى له القبول، واعتني به العلماء حفظاً ودراسة وشرحاً وتقريرًا، وأول ما كان يبدأ به الطالب في المدارس العتيقة في بلاد المغرب هو هذا النظم مع متن ابن آجروم في النحو. وأشهر شروح هذا النظم هما شرح « الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين » للعلامة محمد بن أحمد بن محمد
الفاسي، الشهير ب «ميّارة » (ت 1072 هـ) و شرح «مختصر الدر الثمين و المورد المعين » و قد اختصره العلامة «ميّارة » من كتابه السالف الذكر «الدر الثمين »، وميّارة هو تلميذ ابن عاشر مما يجعل شرحه عمدة في ضبط النظم ومعرفة معانيه.
تعريف بهذا الإصدار
يهدف هذا الإصدار إلى نشر نظم ابن عاشر في حلة جميلة متميزة تجمع بين استخدام أحدث تقنيات الطباعة والنشر وبين أصالة مناهج أخذ العلم بالتلقي عن أهل العلم، ومرادنا أن يتوفر هذا النظم بسهولة ويسر لطلبة العلم في جميع أرجاء الدنيا في هذه الحلة الجميلة التي تجمع بين جمال الخط العربي ودقة النص.
ويتميز هذا الإصدار بما يلي:
1 . تنسيق النص باستخدام أحدث برامج النشر المكتبي، وتم كتابة النص باستخدام الخط الأميري من شركة «ديكوتايب » وهو الخط الذي يحاكي الخط العربي الذي كان يستخدم في المطبعة الأميرية (مطبعة بولاق) في مصر
في القرنين التاسع عشر والعشرين.
2 . التشكيل الكامل للحروف عدا ألف أل التعريف، و حروف المد الطبيعي والحروف المدغمة كاللام الشمسية في أل التعريف.
3 . يتم نشر هذا الإصدار إلكترونيا على شكل ملف PDF وبذلك تسهل طباعته وقراءته عبر معظم أجهزة الحاسوب مع الاحتفاظ بشكله الأصلي، كما يسهل تداوله ونشره عبر شبكة الإنترنت.
4 . تمت قراءته على بعض مشايخنا الشناقطة للضبط والتدقيق وخاصة فيما يتعلق بوزن الأبيات والضرورات الشعرية.
علما بأننا حرصنا على الأمانة العلمية في إثبات النص كما كتبه العلامة ابن عاشر رحمه الله، ونرجو من العلماء وطلبة العلم تنبيهنا على أي خطأ أو سهو من خلال إرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى العنوان التالي:
motoun4u@gmail.com
وهناك عدة تحسينات مطلوبة نرجو أن نتمكن من إضافتها فيما بعد ومنها مراجعة مخطوطات النظم وشرح بعض ما حواه هذا النظم من غريب الألفاظ والعبارات.
« آخـــر الــمــواضــيــع »
المرشد المعين على الضروري من علوم الدين (متن ابن عاشر) اعتنى به الدكتور صلاح المجذوب
العرض العادي
