كيف تدعو خادمتك للإسلام

[منتدى اهل الحديث]

الحمد لله الذي شرفنا بالإسلام، فجعلنا بحمده مسلمين، ورفعنا بالإيمان، فأصبحنا بنعمته مخلصين، وأكرمنا بأبها صوره، فصرنا بعطائه محسنين، فأنعم علينا بدين لا يضاهيه أي دين،{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ ا الإسْلامُ } والصلاة والسلام على قائد الدعاة، الرحمة المهداة، محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، ما اتسعت رقعة الدين، وصلوات ربي وسلامه عليه، ما دخل في دين الله الناس أفواجا، صلاة وسلاما دائما طيبا مباركا، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
عباد الله : إن من نعم الله تعالى علينا، أن سخر لنا من أقطار الأرض مشرقا ومغربا، من يقوم بشؤون حياتنا في منازلنا، لهم دور في الحفاظ على أوقاتنا، ورعاية بيوتنا، ولا عجب أن أقول .. ! حتى في تربية أولادنا وبناتنا، لا يعيهم العمل ولا يكللهم الملل، ولو شئت لقلت: هذا واجبهم !! نعم : إنه واجبهم ما أوفيتهم حقهم، إلاّ أن التقصير في حقهم من جانب آخر، ألست على دين الله، وهم على غير ذلك !؟ بلى والله0 أوفيناهم حقهم مطعما ومشربا، أوفيناهم


حقهم مسكنا وملبسا، إلا أننا لم نوفيهم حقهم في جانب الدعوة إلى الله، ولم نعرفهم بدين الإسلام، قال الله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ ا الإسْلامُ }وقال تعالى: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيـنـًا فَـلــَنْ يـُقـْبـَلَ مـِنـْهُ وَهـُوَ فِي ا لآخِـرَةِ مِنَ الْخَاسِرِيـنَ } كان لسماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، طبيبا خاصا على غير ملة الإسلام، وكان يشرف على مرضه الذي مات به، كان كثيرا ما يقول له: يا دكتور: يقول الله تعالى: ،{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } فيا دكتور: لا تمت إلا مسلما، لا تمت إلا على الإسلام 0 لا إله إلا الله حتى على فراش الموت يدعو إلى الإسلام هذا دأب من يعطي الدين حقه 0

قد تفد علينا هذه العمالة، وعندهم من الصور المسيئة عن الإسلام، ما تدمع له العين، ويتفطر له القلب، ومع ذلك! لم نقدم لهم ما يعكس الصورة التي عندهم عن ديننا، لم ندعهم إلى دين الله، ولم نعرفهم على الدين الصحيح، في هذا الجانب قصرنا وما أوفينا، إلا ما شاء الله 0 أيها المؤمنون: إن دعوتهم إلى الله تعالى، وتعريفهم بدين الإسلام الصحيح، تكون برسالتين اثنتين

هي مفتاح لقلب من أردت دعوته إلى الدين0 الرسالة الأولى: التقيد بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة وربطها بالإسلام، ويتضح هذا جليا في بذل العون لهم، ومساعدتهم في أعمالهم أو التخفيف عنهم، واحترامهم وعدم التعدي عليهم بالأذى، سواء من قبل رب الأسرة أو ربات البيوت أو أبنائهم، وتعزيز كرامتهم وأن هذا حقهم علينا في دين الله تعالى، وتلمس حاجة أسرهم، وبذل القليل من المال العيني والمادي، والمساهمة في حل مشاكلهم الشخصية والأسرية، وتقديم الهدايا لهم في مناسباتك المفرحة، وخاصة العيدين التي تتجلى فيها عظمة شعيرة الإسلام، وإشعارهم بأنهم منا، ما داموا فينا وبيننا، كيف لا وهذا دأب ديننا؟! وقد أمرنا الله بذلك في محكم كتابه
بقوله: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لا نْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي ا لأمر ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } وقوله: { وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَ لا تَمْشِ فِي ا لأرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } وقوله: { لا يَنْهَاكُمُ

اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواإِلَيْهِمْ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ألا مَن ظلَم معاهَدًا، أو انتقصَهُ حقَّهُ، أو كلَّفهُ فوق طاقتِهِ، أو أخذ له شيئًا بغير حقِّهِ، فأنا حجيجُهُ يومَ القيامَةِ) رواه أبو داوود وصححه الألباني 0 فهذه الرسالة الأولى التي تبين كيفية دعوتهم، ومجملها أن نعاملهم بالأخلاق الحميدة، التي حث عليها الإسلام، وأمرنا بإظهارها فعلا وقولا، حتى تنشرح صدورهم للحق إذا دعوا إليه، أما الرسالة الثانية: فتكون بنصحهم وتقديم الكتب والمطويات إن كانوا يحسنون القراءة، والأشرطة السمعية بلغتهم، وحثهم على مشاهدة المقاطع المرئية من خلال مكاتب الجاليات، وإجلاسهم عند القنوات والبرامج الإسلامية التي تتحدث بلغتهم، قم بزيارة أقرب مكتب مخصص لدعوة الجاليات وتوعيتهم واصطحبهم معك، تعرف على داعية يجيد لغتهم، واطلب إليه دعوتهم للإسلام وتبيين محاسنه، وبين مصير المسلم ومصير الكافر، وما أعده الله لمن آمن به من النعيم، ومن كفر به من العذاب، أطلب تلخصا


للكتب، وأعد على ذلك مسابقة وجائزة، تحفزهم على القراءة، يسر لهم الدخول إلى المواقع الإلكترونية التي تدعوهم إلى الإسلام، تشجيعهم على حضورهم للمحاضرات التي يقيمها مكتب الجاليات ، أحضر لهم كل جديد بعد الفراغ من سماع وقراءة الكتب من مكتب الجاليات، امنحهم الفرصة وحرية التفكير دون ضغط عليهم، مع حثهم على التعرف على الإسلام بصورة أكبر وأوسع، قدم لهم مصحفا ترجمت معانيه، لأن كلام الله ليس كأي قول، وله وقع مؤثر في النفوس0
أيها المؤمنون: إن ما سمعتموه ! تجدونه وافرا متوفرا، في مكتب الجاليات بمنطقة تبوك، فهو شعلة من مشاعل الهدى والدعوة إلى الله، يقدم كل ما تريدونه فيما يتعلق بدعوة الأيد العاملة، المسلمة وغير المسلمة، العربية الأعجمية على حد سواء، لاسيما وأن حكومتنا الرشيدة ترعاه حق رعاية، فلا تألو جهدا في بذل كل غال ونفيس، في خدمة دين الله تعالى، فالمأمول منكم، دعم هذا المكتب، عبر قنواته المصرحة، ودعمكم بزيارته، وإحضار العاملين لديكم كل ما سنحت لكم الفرصة، ليكون لك الحظ الوافر من


الأجر في الدعوة إلى الخير، وتحظى بخصوص شرف الأمة المحمدية التي قال الله تعالى فيها { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }وتحظى بحسن الثناء والمدح كما في قوله تعالى{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،


ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،


أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين


في كل زمان ومكان إنه هو الغفور الرحيم



الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما، والصلاة والسلام
مادامت السموات والأرض، على نبينا محمد بن عبد الله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
إن شعبة الجاليات بمنطقة تبوك، لديها برامج دعوية موجهة للرجال والنساء، المسلمين وغير المسلمين،العرب وغير العرب، وبلغات متعددة، على مدار الأسبوع، فهبوا يا رعاكم الله، وسيروا إليه سيرا حثيثا،ومما يحسن ذكره في هذا المقام، الإنجازات التي قدمها المكتب غضة طرية، وبأرقام هي حصاد من أسهم في إنجاحها، الدروس المقامة، ثمان مئة وسبع وثمانون درسا، المحاضرات الملقاة، ثلاث مئة وثمان وثلاثون محاضرة، الجولات الدعوية، مئتان وتسعة عشر جولة، الكلمات الوعظية، ست مئة واثنتا وثمانون كلمة، زيارة الدوائر الحكومية، تسع وسبعون زيارة، الدورات العلمية، ثلاث وأربعون دورة، العينات الموزعة، المصاحف، ألف ومئتان مصحفا، الكتب، تسع وسبعون ألف وخمس مئة وثلاثون كتابا، الأشرطة، ثلاثون ألف









وثمان مئة وسبع وتسعون شريطا، المستفيدون من العمرة، مئتان وتسع وأربعون معتمرا، الداخلون في الإسلام، ست مئة وستون من حديثي الإسلام، كل هذا من باب العد لا الحصر، ولا زال العطاء مستمرا، ما تظافر عطاؤكم، وجهود القائمين على شعبة الجاليات، نهايكم عن عشرة دعاة، من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة، بحاجة إلى نقل كفالتهم، إلا أن الدعم بحاجة إليكم، ومتوقف عليكم، قال الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقال تعالى: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } هذان فريقان بين الله حالهم ، فإما الدعوة إليه، وإما محاربتها، عباد الله : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } اللهم صل وسلم على نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء، أبي بكر وعمر وعثمان علي، رضي الله عنهم أجمعين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر

أعداء الدين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في بلادهم، و تولهم برحمتك، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين، وأصلح له البطانة، ووفقه
لما فيه خير للإسلام والمسلمين، وإخوانه وأعوانه، اللهم أهد شباب المسلمين لدينك، والعمل لرضاك، اللهم إنا نعوذ بك من الربا، الزنا، والوباء، والغلاء، والزلازل، والمحن، والفواحش ما ظهر منها وما بطن، ربنا أتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة بسلام، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا0 عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله الجليل يذكركم، واشكروه على نعمائه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
خطبة جمعة للشيخ / ناصر السعيد
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك