بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
===============
قال حذيفة:
لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك انما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل
----------------------------------------------------------------
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ ، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ ، وَيُلْقَى الشُّحُّ ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ » .
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيّمَا هُوَ . قَالَ « الْقَتْلُ الْقَتْلُ »/ رواه البخاري
----------------------------------------------------------------
معنى تقارب الزمان
قال ابن حجر/ الفتح:
نقل بن بطال عن الخطابي في معنى تقارب الزمان المذكور في الحديث الآخر يعني الذي أخرجه الترمذي من حديث أنس وأحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا:
( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة)
قال الخطابي :هو من استلذاذ العيش
يريد و الله أعلم انه يقع عند خروج المهدي و وقوع الأمنة في الأرض و غلبة العدل فيها فيستلذ العيش عند ذلك وتستقصر مدته و مازال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وان طالت و يستطيلون مدة المكروه وان قصرت.
و تعقبه الكرماني بأنه لا يناسب أخواته من ظهور الفتن و كثرة الهرج وغيرهما .
و أقول انما احتاج الخطابي إلى تأويله بما ذكر لأنه لم يقع النقص في زمانه و الا فالذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا فانا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا و ان لم يكن هناك عيش مستلذ و الحق ان المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان وذلك من علامات قرب الساعة
قال النووي تبعا لعياض و غيره المراد بقصره عدم البركة فيه و ان اليوم مثلا يصير الانتفاع به بقدر الانتفاع بالساعة الواحدة قالوا و هذا أظهر و أكثر فائدة و أوفق لبقية الأحاديث
قال بن أبي جمرة يحتمل ان يكون المراد بتقارب الزمان قصره على ما وقع في حديث لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر و على هذا فالقصر يحتمل ان يكون حسيا و يحتمل ان يكون معنويا
اما الحسي فلم يظهر بعد و لعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة
و اما المعنوي فله مدة منذ ظهر يعرف ذلك أهل العلم الديني و من له فطنة من أهل السبب الدنيوي فانهم يجدون أنفسهم لا يقدر أحدهم ان يبلغ من العمل قدر ما كانوا يعملونه قبل ذلك ويشكون ذلك و لا يدرون العلة فيه ولعل ذلك بسبب ما وقع من ضعف الإيمان لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه
وأشد ذلك الأقوات ففيها من الحرام المحض ومن الشبه ما لا يخفى حتى ان كثيرا من الناس لا يتوقف في شيء و مهما قدر على تحصيل شيء هجم عليه ولا يبالي
و الواقع ان البركة في الزمان وفي الرزق وفي النبت انما يكون من طريق قوة الإيمان واتباع الأمر واجتناب النهي و الشاهد لذلك قوله تعالى:
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك