شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد بن يوسف الاهدل 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عمر ابراهيم شلبي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف انور الشلتوني سورة الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف رائد محمد الوصابي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف معتز الغنام سورة يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عبد الغفار بحبح سورتان الفرقان و ابراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد عبد العزيز عبد الدائم 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد محمد زكريا سورتان الزمر و فاطر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف طارق فتحي احمد سورتان الكهف و الزلزلة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الله بن علي النفجان سورة النساء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-22-2015, 08:23 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي مكانة الأمانة والحث على أدائها

مكانة الأمانة والحث على أدائها




الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر











الحمد لله حمد الشاكرين، وأثني عليه سبحانه ثناء المنيبين الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأرضيين، وخالق الخلق أجمعين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيُه وخليلُه وأمينُه على وحيه ومبلِّغ الناس شرعه وصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.









أما بعد أيها المؤمنون عبادَ الله:


اتقوا الله تعالى، اتقوا الله فإن منِ اتقى الله وقاه، وأرشدَه إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقوى الله جلّ وعلا عز لصاحبها وتمكين له ورفعة في الدنيا والآخرة، والعاقبةُ دائماً وأبداً لأهل التقوى.





ثم اعلموا رحمكم الله: أن الأمانةَ مسؤوليةٌ عظيمةٌ وواجبٌ كبير تحمَّلها الإنسان وتحمَّل تَبِعتَهَا في هذه الحياة، فالإنسان عبدٌ مؤتمَنٌ أوجده الله من العدم وخلقه بعد أن لم يكن، وعرَضَ عليه الأمانة فَقَبِلَهَا، قبلها مع تبعاتها وما فيها من مسؤوليةٍ عظيمةٍ وتبعة كبيرة.





عبادَ الله:


إن الأمانة شأنُها عظيم ومكانتُها من الدين جليلَةٌ، والواجبُ على عباد الله أن يَرْعَوْا للأمانة حقَّها وأن يعرِفُوا لها مكانتها وأن يعتنُوا بها غاية العناية ويهتمُّوا بها غاية الاهتمام، وقد تكاثرت الأدلة في كتاب الله، والأحاديثُ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تعظيم الأمانة وتَعلِيَةِ شأنها ورَفْعِ قدْرِها وبيانِ ما يترتب عليها في الدنيا والعُقْبى، من ثوابٍ لمن حفظها وحافظ عليها، وعقابٍ لمن أهملها وفرَّط فيها، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ [البقرة: 283] ، ويقول جلّ وعلا: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]، ويقول جلّ وعلا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، وذكر سبحانه وتعالى، الأمانة وحِفْظَهَا في صفات المؤمنين الكُمّل قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8] ثم قال: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 10- 11] ، وقال في سورة أخرى: ﴿ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾ [المعارج: 35]، فالعُقبى الحميدةُ والنهايةُ الرشيدةُ هي لمن يُوَفِّي الأمانة حَقَّها ويرعى لها مكانتها، ثم إن الله عز وجلّ ذكر إضاعَةَ الأمانةِ في صفاتِ اليهود، قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ﴾ [آل عمران: 75]، وذكر عليه الصلاة والسلام عدمَ الوفاءِ بالأمانة، من صفاتِ أهل النفاق ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آيةُ المنافق ثلاث، إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان"، وذكر عليه الصلاة والسلام، أن الأمانة من الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وغيره: " لا إيمان لمن لا أمانة له "، وهذا الحديث عبادَ الله، يدلُّنا على عِظَم شأن الأمانة وأن الأمانة من الإيمان، فكلَّما زادَ العبدُ أمانة ومحافظةً على الأمانة زادَ إيمانُه، وكلما نقص من الأمانُة نقص إيمانه بحسب ذلك.





عبادَ الله:


وإن من آيات القرآن العظيمة المبينَة لِعِظَم شأن الأمانة وجلالة قدرها ورِفعَةِ شأنها قول الله عز وجلّ في آخر سورة الأحزاب: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72] ، تأمل عبدَ الله، تأمل هذه الآية الكريمة، لتعلم من خلالها عظم شأن الأمانة، فإن الله جلّ وعلا قَد أخبرَ في هذه الآية الكريمة، أنه سبحانه عَرَضَ الأمانة على السموات والأرض والجبال، عرض الأمانة عليها عَرْضَ تَخْيِير وليسَ عرضَ أمرٍ وتَحْتيِم، فأَبيَنْ أَن يحمِلْنَها، امتنعت الجبال والسموات والأرض مِن تَحَمُّلِ الأمانة، ليس عصياناً لله تبارك وتعالى ولا زُهْدًا مِنها في ثوابه جلّ وعلا، وإنما خوفاً وشفقةً من عِظَمِ المسؤولية، ولهذا قال: ﴿وأشفقن منها، أشفقت الجبال من الأمانة وأشفقت السموات من حملها وأشفقتِ الأرضُ من حملها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، مع ظلمِهِ وجهله، تحمَّل الأمانة وقَبِلَ تَحَمُّلَهاَ مع تبعاتِهَا.





إن تبعات الأمانة عبادَ الله: أن من حفَظَها نال ثواب الله عز وجلّ في الدنيا والآخرة، ومن أضاعَها نال عقَابَهُ جلّ وعلا لمُضَيِّعِ الأمانة في الدنيا والآخرة، حملها الإنسان، تحمل هذه المسؤولية العظيمة مع ظلمِه وجهلِه، فالعبد عبادَ الله، يعيشَ مُتَحَمِّلاً مسؤولية الأمانة في حياته كلها، والله جلّ وعلا يسأله عنها يوم لقاء الله.





ثم عباد الله:


إذا نظرنا في حال هذا الإنسان، وتحمُّلِه لهذه الأمانة وكيف قِيامُه بها، نجد أن الناس اتجاه تحمُّلِ الأمانةِ على أقسامٍ ثلاثة:


قسمٌ تحمَّلَ الأمانة في الظاهر ولم يتحمًّلْها في الباطن، قام بالأمانة ظاهرًا ولم يقم بها باطنًا، وهؤلاء هم المنافقون والمنافقات الذين يُظهِرُون ما لا يبطِنُون، ويُعلِنُون ما لا يسِرُّون، إذا جاءوا لأهل الإيمان أَظْهرُوا الإيمان والأمانة والصدق والوفاء، أظهروا ذلك خوفا من أهل الإيمان، وإذا لحَِقُوا بركْبِ الكافرين أَظهروا لهم الكفر، فهم يُظهِرُون الإيمان ويبطنون الكفر، يظهرون ما لا يبطنون، فهم في الظاهر متحملون للأمانة، وفي الباطن أهلُ مكرٍ وخديعةٍ وخيانة، وهم في حقيقة أمرهم يخادعون أنفسهم، يظنون أنهم يخادعون الله ويخادعون المؤمنين، وهُم في واقع أمرِهم وحقيقة حالهم، يخادِعُون أنفسَهم ويمكُرون بها ويوصلُونها إلى الهلكة المحقَّقَةِ في الدنيا والآخرة.





والقسمُ الثاني عبادَ الله، من لم يتحملوا الأمانة لا في ظاهرهم ولا في باطنِهم، وهؤلاء هم الكافرون والكافرات، فهؤلاء في باطنهم وفي ظاهِرهم على السواء، على الكفرِ بالله والإعراضِ عن دين الله والبعدِ عن شرع الله سبحانه وتعالى.





والقسمُ الثالثُ عبادَ الله: هم المؤمنون والمؤمنات الذين تحملوا الأمانة، وقاموا بها وجَدُّوا واجتهدوا في تحقِيقِها، وهؤلاء هم أهلُ الإيمان وأهل كرامة الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة، ولهذا عبادَ الله، لما ذكر الله جلّ وعلا في الآية السابقة عرضَ الأمانة على السموات والأرض والجبال، وذِكْرُه تبارك تعالى امتناعَها من حملِها وشفقتَها من ذلك، وذكرُهُ تبارك وتعالى أن الإنسان تَحمَّلها ورضي بها، ذَكر جلّ وعلا عَقِب ذلك أقسامَ الناس اتجاه هذه الأمانة فقال: ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 73] ، فذكر جلّ وعلا أن أقسام الناس اتجاه الأمانة ثلاثةُ أقسام، قسمان معذبان وهم المنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات، وقسم مُنَعّمٌ وهم أهل الإيمان، جعلنا الله وإياكم منهم.





عباد الله:


ثم إننا إذا نظرنا إلى الأمانة من حيث متعلَّقهَا وإلى من تَجبُ، وما هي مجالاتها، فلنتأمل في ذلك عباد الله قول الله عز وجلّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27] ، وتأملوها ثانيةً وثالثة، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27] ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27] ، فهذه الآية عبادَ الله تدل دِلالة واضحة بينة، على أن الأمانة باعتبار متعلَّقِها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:


أمانة تتعلق بحق الله تبارك وتعالى على عباده، فالله عز وجلّ ائتمنك على حقوقه في هذه الحياة، خلقك لطاعَتِه وأوجدَك لعبادتِه وأمرَكَ ونهاك، لم يخلقْك سُدىً ولم يتركك هملا وإنما خلقَكَ لغايةٍ حميدة وأوجدَك لهدفٍ رشيدٍ وهو عبادةُ الله، وأنت مؤتمن على هذا الأمر، مؤتمن عليه بل إن الأمانة في أعظم صورها القيام بها فيما يتعلق بحق الله على عباده، ولهذا عبادَ الله التوحيدُ أمانةٌ والشركُ خيانة، أعظم الأمانة التوحيد وأعظم الخيانة الشركُ والتنديدُ، إن من يقوم بحق الله عز وجلّ، بإخلاص الدين له وامتثال أوامره والبعدِ عن نواهيه والحذرِ من الإشراك معه تبارك وتعالى إنا من يكون كذلك قد قام بالأمانة في حق الربِّ العظيم سبحانه وتعالى، إنَّ معرفتك بالله وبأسمائه الحسنى وصفاته العظيمة ومعرفتَك بجلاله وجماله وعظمته وكماله، ومعرفتك بقدرته جلّ وعلا وتمامِ حكمتِه وشمولِ علمه، كلُّ ذلك مما يحقق لك القيام بالأمانة على أبهى صورها وفي أتم حُلَلِهَا.





والقسمُ الثاني عبادَ الله: الأمانةُ في حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم، فنحن مؤتمنون على القيام بحقوقه عليه الصلاة والسلام، ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم، محبتُه وتقديم محبتِه على النفسِ والنفيس، وعلى الولد والناس أجمعين، يقول عليه الصلاة والسلام: " لا يُؤمنُ أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، ولما قال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله والله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، فقال عمر: والله يا رسول الله لأنت الآن أحب إلي حتى من نفسي، فقال: الآن يا عمر"، فمِنَ الأمانة في حقِّ الرسول عليه الصلاة والسلام، محبته صلى الله عليه وسلم، محبةً تقتضي امتثال أوامره والبعدَ عن نواهيه، وتصديقَ أخباره وتعظيمَه وتوقيرَه، والقيامَ بحقوقه عليه الصلاة والسلام والبعدَ عن الغلوِّ فيه صلى الله عليه وسلم، فكل ذلك أمانةٌ، أمانةٌ علينا اتجاه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.





والقسمُ الثالثُ عبادَ الله: الأمانة فيما يتعلق بحقوق الناس، فهناك أمانة تتعلق بحق الوالدين، وأمانةٌ تتعلق بحق الأبناء، وأمانة تتعلق بحق الجيران، وأمانة تتعلق بحق التجار، والموظفون مؤتمنون والمعلمون مؤتمنون، وكل في مجاله مؤتمن، والله تبارك وتعالى سائلٌ كلاًّ عمَّا ائتمنه عليه، وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: " كلم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".





عباد الله:


وبهذا يتبين لنا أن الأمانة لا تختصُ بمجال واحدٍ كما يظنُّه بعض عوامِّ المسلمين، أن الأمانة إنما تختص بأداء الودائع إلى أهلها، فليس الأمرُ كذلك، وإنما الأمانة مسؤولية عظيمة وواجب كبير، أمانة تتعلق بحقوق الله، وأمانة تتعلق بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمانة تتعلق بحقوق عباد الله، فاتقوا الله عباد الله وأَعطُوا الأمانة حقَّها، وتحمَّلُوا هذه المسؤولية العظيمة، وأَدُّوا هذا الواجبَ الكبير، واعلموا أن الله عز وجلّ سائِلُكُم عن هذه الأمانة حينما تقِفُون بين يدي الله عز جلّ، حينَ العرضِ الأكبَرِ على الله، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]، فاتقوا الله عباد الله مادمتم في دارِ العمل، وأدُّوا الأمانة على وجْهها وقومُوا بها في جميع مجالاتها، واستعينوا بالله تبارك وتعالى على ذلك، فإنه نعم المولى ونعم المُعِين سبحانه، وأسأله جلّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيننا على ما حَمَلْنَا، اللهم أعنا على أداء الأمانة في حقِّك يا الله، وفي حقّ رسولك صلى الله عليه وسلم، وفي حق عبادك المؤمنين، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم إنك إن تكلنا إلى أنفسنا نضيع، اللهم لا تكلنا إلا إليك، اللهم وفقنا لأداء الأمانة يا ربنا على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم وفقنا لأدائها على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم جنبنا الخيانَة، اللهم بَعِّدنَا عن الخيانة، اللهم اجعلنا من أهل الأمانة بِمَنِّك وكرمك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.






الخطبة الثانية


الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا.





أما بعد عباد الله:


اتقوا الله تعالى، عباد الله، إن من الناس من يتعامل بالأمانة في حدودٍ ضيقةٍ وفي مصالحَ محدودةٍ، فهو يتعامل بالأمانة في حدود من يعاملُه بها، جزاء له من جنسِ عملهِ، فإذا وجد أمينا عامَلَه بالأمانة، وإذا وجد خائِناً عاملَه بالخيانَة، وليس هذا شأنُ المؤمن عبادَ الله، يقول صلى الله عليه وسلم كما في المسند وغيره، بإسناد صحيح كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك "، فالأمانة عباد الله مطلوبة في كل وقت وحين وفي جميع الأحوال، وهي ممدوحة في جميع أحوالها، والخيانةُ عبادَ الله مذمومة في كل وقتٍ وحينٍ، وهي قبيحةٌ في جميع أحوالها، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: " ولا تخن من خانك "، نعم طالِبْهُ بحقِّك، طالبه بحقك لكن لا تعامِلْه بالخيانة فإن الخيانة مذمومةٌ في كل وقت وحين فاحذَرْ عبد الله المؤمن من الخيانة واحذَرْ أن تكون من الخائنين وجاهِدْ نفسَكَ على الأمانة في جميع أحوالك، أمانةٌ مع الله وأمانةٌ في حقوق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وأمانة في حقوق عباد الله.





ثم عبادَ الله:


ونحن نعيش على أبواب الامتحانات، أُذكِّرُ بهذه المسؤولية العظيمة اتجاه المعلِّمين والمربِّين، واتجاه الطلاب والطالبات، فالكلُ مؤتمن، المعلِّمُ مؤتمن في تصحِيحِه وفي أسئلَتِه وفي مراقبته للطلاَّب، والطالب مؤتمَنٌ في إجابته وفي بُعدِه عن الغِشِّ والخيانة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " من غشّنا فليس منا "، فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله جلّ وعلا وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشّهادة، واعلموا أنه سبحانه لا تخفى عليه منكم خافية، واعلموا أنه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، السر عنده شهادة والغيب عنده علانية، لا تخفى عليه خافية، نسأل الله جلّ وعلا أن يَرزقنا وإياكم خشيَتَه في الغيب والشهادة، وأن يجعلنا وإياكم من عباده المتقين وأن يَهديَنا جميعاً سواءَ السبيل، وصلُّوا وسلِّمُوا رحمكم الله، على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56] ، وقال صلي الله عليه وسلم :" من صلى علي واحدة، صلى الله عليه بها عشرا" ، اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبى بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وأبي السبطين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، اللهم أَعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأَذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، اللهم واحمِ حوزةَ الدين يا رب العالمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتَنَا فيمن خافك واتقاك واتبعَ رضاك يا رب العالمين، اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحب وترضَى وأعنه على البر والتقوى وسدِّده في أقواله وأعماله وألبِسهُ ثوبَ الصِحة والعافية، وارزُقه البطانَة الصالحة الناصحة يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام، اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليُّها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد ، اللهم إنا نسألك الهدى والتُقى والعفّة والغِنى، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجِله ما علمنا منه وما لم نعلم، وأن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا يا رب العالمين، اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبُل السلام وأخرِجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقوَّاتنا وأزواجنا وأموالنا وأوقاتنا، واجعلنا مباركين أين ما كنا، اللهم أصلح أبناءنا وبناتنا، اللهم اكتب لهم النجاحَ والرفعةَ في الدنيا والآخرة، اللهم وفقهم لكل خيرٍ تحبُّه وترضاه، اللهم واجعلهم قُرَّةَ أعين لوالديهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك أن تُفَرِّجَ همَّ المهمومين من المسلمين، اللهم فَرِّجْ همَّ المهمومين من المسلمين ونفِّس كرب المكروبين واقض الدَّين عن المدينين واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين يا ذا الجلال والإكرام، ربنا إنا ظلمنا أنفُسَنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونَنَّ من الخاسرين، ربنا اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا لإله إلا أنت، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.





عباد الله:


اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.









ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:23 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات