شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد بن يوسف الاهدل 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عمر ابراهيم شلبي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف انور الشلتوني سورة الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف رائد محمد الوصابي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف معتز الغنام سورة يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عبد الغفار بحبح سورتان الفرقان و ابراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد عبد العزيز عبد الدائم 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد محمد زكريا سورتان الزمر و فاطر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف طارق فتحي احمد سورتان الكهف و الزلزلة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الله بن علي النفجان سورة النساء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-20-2015, 07:46 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي أما الله فقد برأها، فماذا يريد شانئها؟!

أما الله فقد برأها، فماذا يريد شانئها؟!



الشيخ عبدالله بن محمد البصري





فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل - {﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52].

أيُّها المسلمون، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، وأبو بكر عبدالله بن أبي قُحَافة، لا يُذْكر هذا إلاَّ ذُكِر ذاك، محمد هو رسول الله خَاتم النبيين، وإمام المرسلين، وأبو بكر هو الصِّدِّيق، صاحبه في الغَار، ورفيقه في الهجرة، ووزيره الملازم له ملازمةَ الظلِّ، وخليفته الأوَّل، أوَّل مَن أسلمَ مِن الرجال وآمَنَ بمحمدٍ - عليه الصلاة والسلام - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُخْطئه أحدَ طَرَفي النهار أنْ يأتيَ بيْتَه؛ إمَّا بُكرة وإمَّا عَشيَّة، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّه ليس من الناس أحدٌ أَمَنَّ عليَّ في نفسِه وماله مِن أبي بكر بن أبي قُحافة، ولو كنتُ مُتخذًا من الناس خليلاً، لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، ولكن خُلَّة الإسلام أفضل، سُدُّوا عنِّي كلَّ خَوْخة في هذا المسجد غير خَوْخة أبي بكرٍ))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ما لأحدٍ عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه، ما خلا أبا بكرٍ؛ فإنَّ له عندنا يدًا يكافئه الله بها يومَ القيامة)).

رَضِي الله عن الصِّدِّيق وأرْضاه، وأحبَّه ورَفَعَه كما أحبَّه نبيُّ الإسلام ورفَعَه، وكافأه يومَ القيامة بما سبَقَ له من يدٍ بيضاءَ، لم ينسَها له أوْفَى الناسِ وأجودُهم وأحسنُهم خُلقًا - عليه الصلاة والسلام.

أيُّها المسلمون، هذه اليد التي لأبي بكرٍ - رضي الله عنه - والتي لا يكافئه عليها إلاَّ الله - عز وجل - لم تكنْ وليدةَ يومٍ أو يومين صُحْبة لرسول الله، ولا نتيجة إنفاقه دِرْهمًا أو درهمين في سبيل الله، بل هي خُلاصة عُمرٍ مُبارك، وعصارة نفْسٍ مُخلصة، وثَمَرة مالٍ رابحٍ، وولدٍ صالح، وهَبَها أبو بكر - رضي الله عنه - لله ولرسوله؛ فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا أن نتصدَّقَ، فوافَقَ ذلك مالاً عندي، فقلتُ: اليومَ أسْبِقُ أبا بكرٍ، إنْ سبقتُه يومًا، فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أبقيتَ لأهلك؟))، قلتُ: مثله، قال: وأتى أبو بكر - رضي الله عنه - بكلِّ ما عنده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أبقيتَ لأهلك؟))، قال: أبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه، قلتُ: لا أسابقُك إلى شيءٍ أبدًا.

أيُّها المسلمون، وزادَ مَحبَّة الصاحِبَينِ الكرِيمَين لبعضهما، وقوَّى المودَّة بينهما، أنْ توَّج أبو بكر - رضي الله عنه - ما بذَلَه لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - بابْنته وفِلْذة كَبده عائشة، فدفَعَ بها إليه وزوَّجه إيَّاها؛ لتكونَ امرأة إمام الأوَّلين والآخرين، ولتصيرَ زوجته في الدنيا والآخرة، ولتُصْبحَ أُمًّا للمؤمنين، وتنضمَّ إلى بيت النبوَّة الكريم، ذلكم البيتُ المبارك التَّقِي النَّقِي، الممتلِئ عَفافًا وطَهارة ونَزَاهة؛ يقول الله - سبحانه -: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33].

ولتغدو الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق في مَكانةٍ لا توازيها فيها امرأة من نساء الأُمَّة إلا أُمَّهات المؤمنين اللاتي أردْنَ اللهَ ورسوله والدار الآخرة، فيقول - سبحانه - عنهنَّ: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ﴾ [الأحزاب: 32]، ولتغدو عائشة بنت أبي بكر وأبوها أحبَّ الناس إلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، مَن أحبُّ الناس إليك؟ قال: ((عائشة))، قيل: مِن الرجال؟ قال: ((أبوها)).

أُمَّةَ الإسلام، عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنها وعن أبيها وأرضاهما - عَلَمٌ على رأْسه نار، هي بُشرى جبريل لرسول الله ورؤياه في مَنَامه، وهي زوجُه في الدنيا والآخرة، ولم يتزوَّجْ بِكْرًا غيرها، وهي فُرقانٌ بينَ حقٍّ وباطلٍ، وفَيْصَلٌ بين مؤمنٍ مُحبٍّ، ومُنافق شانِئ، عابدة زاهدة، خطيبة أديبة، عالِمة فقيهَة، مُحَدِّثة فصيحة، طاهرة مُطَهَّرة، تَقيَّة نَقيَّة، أقْرَأها الرُّوح الأمين السلامَ، ونزَلَ على رسول الله في لِحَافها وثَوْبِها، وأحبَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طول حياته، وتوفِّي في بيتها وفي يومها، وبينَ سَحْرها ونَحْرها، وجَمَع الله بينَ رِيقها وريقِه عند مَوته، بكلِّ ذلك صحَّتِ الأخبار، وثَبتتِ الآثار؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكملْ من النساء إلاَّ مريم بنت عِمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضْل الثَّرِيد على سائر الطعام))، وعنها - رضي الله عنها - قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُرِيتُك في المنام ثلاثَ ليالٍ، يَجِيء بكِ الْمَلَك في سَرَقَةٍ من حرير، فقال لي: هذه امرأتُك، فكشفتُ عن وجْهك الثوبَ، فإذا أنت هي، فقلتُ: إنْ يكُ هذا من عند الله، يُمْضِه))، وعنها - رضي الله عنها - أنَّ جبريل جاء بصورتها في خِرْقَة حرير خضراء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هذه زوجتُك في الدنيا والآخرة"، وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عائشُ، هذا جبريل يُقْرئك السلام))، قالتْ: "وعليه السلام ورحمة الله".

وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "إنَّ الناسَ كانوا يتحرَّون بهداياهم يومَ عائشة، يبتغون بذلك مَرْضاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم"، وقالتْ: إنَّ نساءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ حِزْبَينِ؛ فحِزْبٌ فيه عائشة وحفصة وصفيَّة وسَوْدَة، والحزبُ الآخر أُمُّ سَلَمة وسائر نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكَلَّم حزبُ أُمِّ سَلَمة، فقُلْنَ لها: كَلِّمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلِّم الناس فيقول: مَن أرادَ أنْ يهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فليُهْدِه إليه حيثُ كان، فكلَّمته فقال لها: ((لا تؤذيني في عائشة؛ فإنَّ الوحي لم يأتِني وأنا في ثوبِ امرأة إلاَّ عائشة))، قالتْ: "أتوبُ إلى الله مِن ذاك يا رسول الله".

ثم إنهنَّ دَعَوْنَ فاطمة، فأرْسَلْنَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلَّمته، فقال: ((يا بُنيَّة، ألا تُحبِّينَ ما أحبُّ؟))، قالتْ: بلى، قال: ((فأحبِّي هذه)).

وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: "ما أشْكَلَ علينا - أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم - حديثًا قطُّ فسأَلْنا عائشة، إلاَّ وجَدْنا عندها منه عِلمًا"، وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "إنَّ مِن نِعَم الله عليّ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفِّي في بيتي وفي يومي، وبين سَحْري ونَحْري، وأنَّ الله جمَعَ بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليّ عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده سواك، وأنا مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيتُه ينظر إليه، وعَرَفْتُ أنَّه يحبُّ السواك، فقلتُ: آخذه لك؟ فأشار برأْسه أنْ نَعم، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلتُ: أُليِّنه لك؟ فأشَار برأْسه أنْ نَعم، فليَّنتُه فأمَرَّه، وبين يديه رَكْوة فيها ماء، فجعَلَ يُدْخِل يديه في الماء فيمسح بهما وجْهه ويقول: ((لا إله إلا الله، إنَّ للموت سكرات))، ثم نصبَ يده فجعَلَ يقول: ((في الرفيق الأعلى))، حتى قُبِضَ ومَالتْ يدُه".

وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "ماتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بين حاقنتي وذاقنتي".

هذه هي أُمُّ المؤمنين عائشة، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، نشأتْ منذ نعومة أظفارها في بيت إسلام وصلاحٍ، لم تعرفْ جاهليَّة ولا ضلالاً، ولم تجرِّبْ غَواية ولا سَفَاهة، قالتْ - رضي الله عنها -: لم أعْقِلْ أبَوَي قطُّ إلاْ وهما يَدينان الدِّين.

إنها المرأة التي عاشتْ في قلب رسول الله قبل أن يَبني بها ببشارة الله له، ثم دَخَلَ بها - صلى الله عليه وسلم - بعد أنْ هاجَرَ إلى المدينة ونصرَه الله في غزوة بدرٍ الكبرى؛ تقول - رضي الله عنها -: "تزوَّجَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شَوَّال، وبَنَى بي في شوَّال، فأيُّ نساءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحظَى عنده منِّي؟!

ثم إنَّها - رضي الله عنها - عاشتْ معه حياتَه وهي الشابَّة الصغيرة، الحديثة السنِّ، الْمُحِبَّة للَّعِب، فكان من حُبِّه إيَّاها يُسرِّب إليها صواحبَها يلاعبْنَها، ومكَّنها من أنْ تضَعَ رأْسها على كَتِفه الشريف، وخَدَّها على خَدِّه مُسْتترة به؛ لتنظرَ إلى الأحْباش وهم يلعبون بحِرَابهم في المسجد، وكان من حُبِّها أنَّه كان يحبُّ محادثتها إذا سافَرَ، وسابقها مرَّة فسبقتْه، ثم سابقَها أخرى فسبَقَها، وبلَغَ من حُبِّه إيَّاها أنْ كان يُدَلِّلها فيقول: ((يا عائش))، و((يا موفَّقة))، و((يا بنت الصِّدِّيق))، وإذا غارتْ زوجاتُه منها، قال: ((إنَّها بنت أبي بكر))، بل بلَغَ من حُبِّه إيَّاها أنْ جَعَل يَعْلَمُ ما يدور بخاطرها تجاهه؛ فعنها - رضي الله عنها - قالتْ: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلمُ إذا كنتِ عنِّي راضية، وإذا كنتِ عليَّ غَضْبَى!))، قالتْ: فقلتُ: مِن أين تعرِفُ ذلك؟ فقال: ((أما إذا كنتِ عنِّي راضية، فإنَّك تقولين: لا ورَبِّ محمد، وإذا كنتِ عليّ غَضْبَى قلتِ: لا ورَبِّ إبراهيم))، قالتْ: قلتُ: أجَل، والله يا رسول الله، ما أهجرُ إلاَّ اسْمَك.


وكان يداعبُها فيتعمَّد شُرْبَ الماء من الموضِع الذي تشربُ منه، والأكْل مما تأْكُل منه؛ فعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعطيني العَرْق فأتعرَّقه، ثم يأخذه فيضعُ فاه على موضع فِيّ، ويُعطيني الإناءَ فأشرب، ثم يأخذه فيضعُ فاه على موضع فِيّ".

حتى إذا مَرِض استأذنَ نساءَه في أنْ يُمَرَّضَ في بيتها، فأذِنَّ له، ثم ماتَ في حِجْرها وهو راضٍ عنها، بل ودُفِن - صلى الله عليه وسلم - هو وصاحباه - رضي الله عنهما - في بيتها، ولَمَّا توفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيتِ الصِّدِّيقة بعدَه منارةَ عِلْمٍ، ومُوئلَ فقهٍ، فأفتتِ المسلمين في عهْد عُمر وعثمان، وجلستْ للتحديث، فروى عنها كِبار التابعين، وكانَ "مسروق" إذا حدَّثَ عنها، قال: حدَّثَتْنِي الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة حبيبِ الله، المبرَّأة، فلم أكذبها.

فرَضِي الله عن عائشة وأرضاها، ورضي عن أبيها وأرضاه، وحشَرَنا في زُمرتهما مع محمد والذين أنْعَمَ عليهم من النبيِّين والصِّدِّيقين، والشُّهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا، ذلك الفضل من الله، وكَفَى بالله عليمًا.

الخطبة الثانية

أما بعد:
فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه، وراقبوا أمرَه ونَهْيَه ولا تَعصوه، واعلموا أنَّه ما كان - سبحانه - ليختار لرسوله وخيرِ خَلْقه إلاَّ خيرَ الزوجات، من أفضل النساء دينًا وخُلقًا، وأكملهنَّ عقلاً وعِلمًا، غير أنَّ مِن حِكْمته - سبحانه - أنْ جعَلَ أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأكمل فالأكمل، فكان أنِ ابْتَلَى نبيَّه محمدًا - عليه الصلاة والسلام - وصاحبَه أبا بكرٍ الصِّدِّيق وزوجَه الصِّدِّيقة عائشة - رضي الله عنهما - بأنْ تناولتْ ألْسِنةُ المنافقين النَّجِسَة عِرْضَها الشريف، فقذفوها برِيبة، واتَّهموها بما ترتجفُ الأفئدةُ مِن أنْ تُتَّهمَ به امرأة من سائر النساء، فكيف بزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المحْصَنة المؤمنة العفيفة؟! وكان أنْ حدَثَتْ قصة الإفك، التي تولَّى كِبْرَها رأْسُ المنافقين عبدالله بن أُبَي بن سلول، وولَغَ فيها مَن ولَغَ من المنافقين، أو ممن ضَعفوا من غيرهم، إلاَّ أنَّ الله - تعالى - لم يتركْ حبيبة رسوله دون أن يبرِّئها، فأنزَلَ - سبحانه - براءَتها في آيات كريمات في سورة النور، آيات تزكِّيها وتطهِّرها، وترفعُ الدَّنَس عنها وعن بيت النبوة؛ ليؤكِّد الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - ما نزَلَ من السماء، فيقول: ((أبْشِري يا عائشة، أمَّا الله فقد برَّأكِ))، وليبقى قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11]، ليبقى هذا القولُ الكريم نِبراسًا لكلِّ مؤمنٍ أحبَّ الله ورسوله؛ ليعلمَ أنَّه مَهْمَا تكلَّم المنافقون قديمًا وحديثًا في عِرْض هذه الطاهرة المطهَّرة المصونة، فإنَّ في ثنايا ذلك من الخير للمؤمنين ما لا يعلمونه، وما لا يتوقَّعه أولئك الأفَّاكون الظَّلَمة الحاقدون، والذين ابتدأهم ابنُ أُبَي، وشِرذِمته الظالمة الحاقدة، وما زالَ الأشرار الأنجاس من الرافضة يحيون مَظْلمته ويرددونها في كُتبهم ومواقعهم، ويفضحُ الله بها كُبراءَهم ورؤوسَهم، فيأبَى ما في نفوسهم من سوء نِيَّة وفساد طَويَّة، إلاَّ أنْ يطفحَ على ألْسِنتهم في محافلهم، ليعلنوا - شاؤوا أم أبوا - كُفرَهم الباطن ببُغْض أهْل بيت رسول الله، وإن ادَّعوا ظاهرًا محبَّتَهم وتقديسهم؛ ذلك أنَّ الله ورسولَه يبرِّئان أُمَّ المؤمنين من الفاحشة، وتُعْلَنُ طهارتها في الكتاب والسُّنة، ويأبَى هؤلاء إلا ردَّ كلامِ الله وكلام رسوله؛ ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 42].

فاللهمَّ عليك بالرافضة ومَن سار سَيْرَهم، أو صحَّحَ مُعتقدَهم، أو تقرَّب إليهم، اللهم أعزَّ الإسلامَ وأظْهِر السُّنة، وانْصُرْ أهْلَها، وأذِل الشِّرْكَ، واقْمعِ البدعة، واخْذُلِ المفتونين بها.







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:16 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات