شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد بن يوسف الاهدل 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عمر ابراهيم شلبي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف انور الشلتوني سورة الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف رائد محمد الوصابي 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف معتز الغنام سورة يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عبد الغفار بحبح سورتان الفرقان و ابراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد عبد العزيز عبد الدائم 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد محمد زكريا سورتان الزمر و فاطر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف طارق فتحي احمد سورتان الكهف و الزلزلة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الله بن علي النفجان سورة النساء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-18-2015, 03:47 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي داء الأمم!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

داء الأمم!!!

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إنَّ من أخطر الأمراض التي تُصيب قلب العبد إذا لم يَعصمه العزيز الصمد داء الحسد، يقول الإمام ابن الجوزي - رحمه الله-: "هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم تصر للحاسد".كشف المشكل ( 1/ 288)
وهذا الداء أيها الأحبة الكرام من أوائل الآثام التي عُصي بها العزيز العلام، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: "قيل: أول ذنب عصي الله به ثلاثة: الحرص والكبر والحسد، فالحرص من آدم، والكبر من إبليس، والحسد من قابيل حيث قتل هابيل". أمراض القلوب (ص 22)
فهو داء عضال لا يَسلم منه إلا من رحمه الكبير المتعال، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :"الحسد مرض من أمراض النفس، وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا القليل من الناس، ولهذا يقال:ما خلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه". أمراض القلوب (ص 21)
لذا سُمي أيها الأفاضل بداء الأمم، فعن الزُّبَيْرَ بن الْعَوَّامِ -رضي الله عنه- قال:قال رسول صلى الله عليه وسلم:"دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ : الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ". رواه الترمذي (2510)، وحسنه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول الملا علي قاري – رحمه الله- :" (دَبَّ ) بفتح الدال المهملة وتشديد الموحدة أي نقل وسرى ومشى بخفية (إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ : الْحَسَدُ ) أي: في الباطن (وَالْبَغْضَاءُ) أي: العداوة في الظاهر ، ورفعهما على أنهما بيان للداء أو بدل ، وسميا داء لأنهما داء القلب (هي) أي: البغضاء ، وهو أقرب مبنى ومعنى أو كل واحدة منهما (الْحَالِقَةُ) أي: القاطعة للمحبة والألفة والصلة والجمعية ، والخصلة الأولى هي المؤدية إلى الثانية ، ولذا قدمت (لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ ) أي: تقطع ظاهر البدن فإنه أمر سهل (وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ) وضرره عظيم في الدنيا والآخرة". مرقاة المفاتيح ( 9 / 241)
وهو مرضٌ يدل على خسة في النفس! وعدم سلامة في القلب! يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- : "والحسد خُلق نفس ذميمة، وضيعة ساقطة ليس فيها حرص على الخير، فلعجزها ومهانتها تحسد من يكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها، وتتمنى أن لو فاته كسبها حتى يساويها في العدم". الروح ( ص252)
لذا هو من أخلاق اللئام! وليس من شيم الكرام! يقول الإمام ابن حبان – رحمه الله- :"الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام، ولكل حريق مطفئ، ونار الحسد لا تُطفأ ".روضة العقلاء ( ص 134)
أيها الحاسد! أين أنت من العمل بوصية رسول العزيز الخبير الذي حذرك من هذا المرض الخطير ! فعن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لَا تَحَاسَدُوا ولا تَبَاغَضُوا ولا تَقَاطَعُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا". رواه مسلم (2559)
يقول الحافظ ابن رجب – رحمه الله- :" يعني : لا يحسد بعضكم بعضا والحسد مركوز في طباع البشر، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل، ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام: فمنهم من يسعى في زوال نعمة المحسود بالبغي عليه بالقول والفعل، ثم منهم من يسعى في نقل ذلك إلى نفسه، ومنهم من يسعى في إزالته عن المحسود فقط من غير نقل إلى نفسه، وهو شرهما وأخبثهما وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه ". جامع العلوم والحكم ( ص 327)
ألا تعلم أنه! أهلك الكثير إلا من رحمه العزيز الكبير ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- : "والكبر والحسد هما داءان أهلكا الأولين والآخرين، وهما أعظم الذنوب التي بها عصى الله أولاً، فإن إبليس استكبر وحسد آدم، وكذلك ابن آدم الذي قتل أخاه حسد أخاه". جامع الرسائل (1/233)
ألم يبلغك !- هداك الرحمن- أن الحسد هو من صفات اليهود! الذين هم أعداء أهل الإيمان، يقول سبحانه : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [ البقرة:109]
يقول الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-:"والآية تدلُّ على تحريم الحسد؛لأنَّ مشابهة الكفار بأخلاقهم محرمة.... ولو لك يكن من خُلق الحسد إلا أنه من صفات اليهود لكان كافيا في النفور منه". تفسير سورة البقرة ( 1/359)
ألا تدري! أن من هذا المرض العضال! يتولد داء قتال!، يقول الإمام ابن حبان – رحمه الله- :"ومن الحسد يتولد الحقد والحقد أصل الشر ومن أضمر الشر في قلبه أنبت له نباتا مرا مذاقه نماؤه الغيظ وثمرته الندم ". روضة العقلاء ( ص 134)
ألا تدري !يا هذا !أن الناس في خير! والحاسد في شر!، يقول الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-:"والحاسد لا يزداد بحسده إلا نارًا تتلظى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛ فهو مع كونه كارهًا لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه؛ لأنَّه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود، ثم إنَّ الحاسد أو الحسود مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلًا فيها؛ لأنَّه لابدَّ أن يرى في غيره نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة".تفسير سورة البقرة ( 1/359)
وأنَّ الحاسد! عدو النعم! ، يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"فالحاسد عدو النعم ". بدائع الفوائد (2/458)
فيا من أصابك! هذا الوباء!! اعلم - هداك الله- أنَّ حسدك لغيرك هو من سوء الأدب مع خالقك!وفيه اعتراض على ما قضى العزيز المقتدر لغيرك من النعم وأنواع الخير ؛ وصدق الشاعر إذ قال – رحمه الله- :
ألا قل لمن كان لي حـاسـدا
أتدري على من أسأت الأدب
أسـأت على الله في فعــله
لأنَّك لم ترض لي مـا وهب
فجـازاك عنه بــأن زادني
وسدَّ عليك وجوه الطلب ". تاريخ بغداد ( 13/230)
يقول الإمام ابن حبان – رحمه الله- :"الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلِّها، فإنَّ أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده، ثم انطواء الضمير على إرادة زوال النعم عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه، ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء ما للحساد في الأحشاء". روضة العقلاء ( ص 133)
فعلى كل من أصيب بهذا الداء الخطير! والمرض العسير! أيها الأحبة الكرام أن يُبادر بالتوبة والرجوع إلى الغفور القدير، وأن يَكره أن يكون هذا المرض فيه، يقول ابن الجوزي - رحمه الله -:"ينبغي للإنسان إذا وجد الحسد من نفسه أن يكره كون ذلك فيه".كشف المشكل (1/ 288)
وأن يُعالج هذه البلية بتقوى رب البرية ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- : "فمن وجد في نفسه حسداً لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر فيكره ذلك من نفسه". أمراض القلوب (ص 21)
وعليه أن يبذل في دفعه! الوسائل الإيمانية و الطرق الشرعية!، يقول ابن حجر الهيتمي – رحمه الله- :قال الغزالي –رحمه الله-: " الحسد من أمراض القلوب العظيمة وأمراض القلوب لا تداوى إلا بالعلم، فالعلم النافع لمرض الحسد أن تعرف أنه يضر دينا ودنيا ،ولا يضر المحسود لا دينا ولا دنيا، إذ لا تزول نعمة بحسد قط، وإلا لم يبق لله نعمة على أحد حتى الإيمان، لأن الكفار يحبون زواله عن أهله، بل المحسود منتفع بحسدك دينا لأنه مظلوم من جهتك، سيما إن أبرزت حسدك إلى الخارج بالغِيبة وهتك الستر وغيرهما من أنواع الإيذاء، فهذه هدايا تهدي إليه حسناتك بسببها حتى تلقى الله يوم القيامة مفلسًا محرومًا من النعم، كما حُرمت منها في الدنيا، ودينا لسلامته من غمك وحزنك وغيرهما مما يأتي، ومتى انكشف غشاء بصيرتك ورين قلبك وتأملت ذلك، ولم تكن عدو نفسك، ولا صديق عدوك، أعرضت عن الحسد أصلا ورأسا حذرا من أن تكون قد وقعت به في ورطة عظيمة، وهي أنك قد سخطت قضاء الله وكرهت قسمة الله وعدله، وهذه جناية، أي: جناية على حضرة التوحيد وناهيك بها جناية على الدين، وكيف لا؟! وأنت قد فارقت بذلك الأنبياء والأولياء والعلماء العاملين في حبهم وصول الخير لعباد الله، وشاركت إبليس والشياطين في محبتهم للمؤمنين البلايا وزوال النعم، وهذه خبائث في القلب تأكل حسناتك كما تأكل النار الحط". الزواجر عن اقتراف الكبائر (1 /112)
وفي الختام مما ينبغي أن نعلمه أيها الأحبة الكرام أن من تمنى مثل النعمة التي يراها على الأنام أو شيئا منها أو الزيادة عليها فهذا ليس من الحسد المذموم الذي هو من الآثام، بل ذلك لا بأس به بإذن العزيز العلام، فعن عبد الله بن مَسْعُودٍ – رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا حَسَدَ إلا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ الله مَالًا فَسَلَّطَهُ على هَلَكَتِهِ في الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بها وَيُعَلِّمُهَا ". رواه البخاري (73) ومسلم (816) واللفظ له.
يقول الإمام النووي – رحمه الله-:"والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما". الشرح على صحيح مسلم ( 6 / 97)
ويقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"يعني: أنه لا ينبغي لأحد أن يغبط أحدا على نعمة ويتمنى مثلها إلا أحد هذين، وذلك لما فيهما من منافع النفع العام والإحسان المتعدي إلى الخلق، فهذا ينفعهم بعلمه، وهذا ينفعهم بماله، والخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله، ولا ريب أن هذين الصنفين من أنفع الناس لعيال الله، ولا يقوم أمر الناس إلا بهذين الصنفين ولا يعمر العالم إلا بهما ".طريق الهجرتين (ص 537)
ويقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :"الحسد نوعان : نوع محرم مذموم على كل حال ، وهو أن يتمنى زوال نعمة الله عن العبد - دينية أو دنيوية - وسواء أحب ذلك محبة استقرت في قلبه ، ولم يجاهد نفسه عنها ، أو سعى مع ذلك في إزالتها وإخفائها ، وهذا أقبح ، فإنه ظلم متكرر .
وهذا النوع هو الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .
والنوع الثاني أن لا يتمنى زوال نعمة الله عن الغير ، ولكن يتمنى حصول مثلها له ، أو فوقها أو دونها .
وهذا نوعان محمود ، وغير محمود .
فالمحمود من ذلك : أن يرى نعمة الله الدينية على عبده ، فيتمنى أن يكون له مثلها ، فهذا من باب تمني الخير ، فإن قارن ذلك سعي وعمل لتحصيل ذلك ، فهو نور على نور .
وأعظم من يغبط : من كان عنده مال قد حصل له من حلة ، ثم سلط ووفق على إنفاقه في الحق ، في الحقوق الواجبة والمستحبة ، فإن هذا من أعظم البرهان على الإيمان ، ومن أعظم أنواع الإحسان" .بهجة قلوب الأبرار (ص 559)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يطهر قلوبنا جميعا من كل ما يكرهه ويأباه ومن ذلك الحسد والبغضاء وسائر المحرمات وأن يجعلها عامرة بكل ما يحبه ويرضاه من الطاعات والخيرات فهو سبحانه رب الأرض والسموات.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:53 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات