فوائد المجلس الثالث للسماع والتعليق على موطأ مالك للشيخ المحدث ؛ عبد الله بن صالح العبيد

[منتدى اهل الحديث]

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الفوائد المجلس الثالث للسماع والتعليق على موطأ مالك للشيخ المحدث ؛ عبد الله بن صالح العبيد حفظه الله .
1-حديث أنس رضي الله عنه في باب ما جاء في الاستسقاء ؛ صح عن أنس بالوجهين؛أنه كان بمزرعته بالبصرة وجاء غلامُ له وقال هلكت المواشي وتقطعت السبل فادعوا الله
وذكر الذهبي في ترجمته
، قال الخادم : فمطرالبستان كله، قال ؛ فذهبت أتتبع الماءأين وصل فلم يعد البستان . وهذا الحديث من جنس اسقي حديقة فلان ،
وهذه من كرامات الله لأولياءه.

2-قول الرسول صل الله عليه وسلم؛ (( إذا أنشأت بحرية ، ثم تشاءمت فتلك عين غديقة )) .
والمقصود أنه إذا جاءت الريح شمالية جاءت من البحر رفعته إلى السماء فإذا رفعته تلقح في السماء فجاء بماء كثير ، وأقوى الرياح في الشتاء ما يكون من الشمال.
ودوران الرياح دائمًا من الشرق إلى الغرب ، أما كونه مرة يأتي شمال ومرة جنوب فهذا اختلاف التيارات إذا كانت في البحار .

3-حديث عبد الله بن عمر في استقبال القبلة ، استدل به أكثر أهل العلم على أن النهي في استقبال القبلة واستدبارها في قضاء الحاجة إنما هو للتنزيه ،وثبت عند مسلم وأحمد أن النبي صل الله عليه وسلم بال حتى في غير بنيان ، وفي رواية (( قبل موته بشهر )) ورواية أخرى (( قبل موته بسنة ))

4-ما جاء في القبلة وأحكام القبلة، هذا خاص في القبلة ولا يتعداه إلى غيرها وليس ما قال به بعض المتأخرين ،وفي الجامع والرجل الصالح و والنيرين وغيرها ، فالنص ورد في شيءواحد فينبغي قصر الحديث عليه ، كما ذكر الشوكاني أنه يحتاج لمن يريد أن يقضي حاجته إلى أن يخرج من هذا العالم ثم يرجع ، ولا ينبغي أن يتكلف أحد في تغيير البنيان في داره إذا وضع المرحاض على القبلة .
5-قال النبي صل الله عليه وسلم؛
( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة )
جاء في حاشية الطبعة التي نقرأ منها : أنه فيه دلالة قوية على فضل المدينة على مكة ،إذ لم يثبت في خير بقعة أنها من الجنة إلا هذه البقعة المقدسة
قال الشيخ العبيد ؛ هذا الكلام فيه نظر ، لأنه صح عن النبي صل الله عليه وسلم أن الحجر الأسود من الجنة .
والصحيح الذي فسره جمع من السلف في معنى (( روضة من رياض الجنة ))
أن التعبد فيه من أسرع أو أحسن الطرق إلى الجنة ، لأن في تفضيل هذه البقعة يدل على مزيتها من غيرها وكونها من الحنة لا يلزم التفضيل المطلق إلا بوجود نص
ويشبه هذا من قال في تأويل (( لا ظل إلا ظله ؛ قال الظل ظل الله ،قلنا هذا غير مقبول لأنه جاءعن السلف أنه ظل العرش ، في بعض الرويات أشار إليها جمع من أهل العلم (( ظله ظل العرش ))
ولشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كلام طويل في الرد على القاضي عياض في مسألة التراب الذي على قبر النبي صل الله عليه وسلم وتفضيله .

6- يرى مالك أن المراد بالآيتين " لايمسه إلا المطهرون " وفي " عبس وتولى " وفي " صحف مكرمه " أن المراد بالآيتين الملائكة .

7-( انزل على سبعة أحرف) يعني سبعة وجوه من الأداء تقرأ به الكلمة القرانية ، مثل مالك -ملك .

8- الإمام مالك لايرى نزول الامام من المنبر إذا قرئ آية فيها سجدة وهذا من دقة مالك في اتباع السنة .وأنه لم يرد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه نزل من المنبر لسجود التلاوة ، وعلى كل حال ثبت في الصحيح نزول النبي صل الله عليه وسلم من المنبر في صحيح مسلم للرجل الذي علمه الخطبة ، والحديث الثاني لما نزل للحسن والحسين عند أبي داوود .

9-الإمام مالك يرى أن لا يسجد للتلاوة المرأة والرجل إلا وهما طاهرين ، ومن يسمع لمن يقرأو هو ليس بمأتم به، وهذا قول جمهور أهل العلم لأنهم يرون أن سجدة التلاوة صلاة، والقول الثاني وهو الأظهر والله أعلم أنها ليست بصلاة .

10-في الحديث من قال (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب ......)) الحديث
وفي مسلم (( أنه لو قال عشر مرات كان له عدل رقبة فصار الآن المجموع كل عشر رقبة ، فهذا الحديث يفسر الذي قبله ، والمدة التي تأخذ معك في قولك لها 100 مرة تقريبًا 6 دقائق ، وقول سبحان الله وبحمده مئة مرة الذي يترتب عليها حط الخطايا وإن كانت مثل زبد البحر كما في الحديث الذي قبله ، ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك أي؛ (( زاد على مئة مرة في قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..... الحديث)) فانظر لهذا الفضل العظيم وانظر إلى تفريطنا .

11-في الحديث ؛ ( ولك الحمد أنت قيام )) ؛ قيام أو قيوم كلاهما صحيح ، فيصح تسمية عبد القيوم أو القيام ، وقرأ عمر بسند صحيح آية الكرسي ( الحي القيام ) وإن كانت ليست من العشرة لكنها صحيحة السند إلى عمر رضي الله عنه .

12- نهى النبي صل الله عليه وسلم عن الصلاة إذا دنت للغروب وجعلها كأنه يصلي بين قرني شيطان ، هذا تشريع عام ،وقوله صل الله عليه وسلم (( من أدرك ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ) إن كان معذور ثم لم يتمكن إلا أن يدرك آخر لحظات العصر ، فهذا لا بأس ، لكن هذا وصف ، والوصف ينبغي أن يفرق بينه وبين التشريع العام ، والوصف حكاية حال قد يكون لها عذر أو مقتضى أو سبب .

13- قول عائشة رضي الله عنها؛ (( فوضعت يدي على قدميه وهو ساجد)) فيه دلالة على أن لمس المرأة للرجل لا ينقض الوضوء

14-الحديث الأول في باب المشي إلى الجنازة ؛ قال حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (
) وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجَنَازَةِ، وَالْخُلَفَاءُ هَلُمَّ جَرًّا, وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.

مالك هنا أرسل هذا الحديث وبعض اخواننا، قال أن هذا الحديث رواه سفيان بن عيينه (يعني) زيادة ثقة نأخذ به مع أن عامة أصحاب الزهري لم يصلوه وإنما أرسلوه ،فهذا ليس إنصاف أن تترك أئمة حفاظ وتقبل من واحد، وبعض اخواننا يقول لا يمكن هو الذي حضر قلنا له لو أن حادثة مثلًا صارت في الكويت وحضره شخص من مصر وهو مار ونحن لا ندري ضبط الحادثة أو لم يضبطها ، ثم ذهب إلى بلده وقص هذه الحادثة ، ثم سألنا أهل الكويت عن الحادثة فقالوا لا ليست الحادثة هكذا فهل من الانصاف أن نترك عامة هؤلاء لأجل واحد ، فأئمة الحفاظ من السلف لا يمشون على الأمكانات العقلية ، بل يمشون على الواقع ، لأن الثقة قد يخطأ ،بل إن الرسل قد يخطئون كما قال الله " فوكزه موسى فقضى عليه " وقوله " وعصى آدم ربه فغوى " وقوله " عبس وتولى "
فالإنسان بشر يخطأ .. كما قال الله "قل إنما أنا بشر "
لكن الرسل فيما يبلغون عن الله معصومون
فالحفاظ رحمة الله عليهم يحصل لهم مثل هذا القبيل ،إذاًكماقال بن رجب رحمة الله عليه في شرح العلل ، يقول إن هذا الكلام الذي يقوله (يعني المتأخرون من الكلام ) إن زيادة الثقة تُقبل مطلقًا ً القول هذا لا يعرفه السلف. انتهى
والسبب أن المحدثين ينظرون في القرائن .

15-مالك يرى أن المشي خلف الجنازة من خطإ السنة لقول ابن شهاب
والصحيح أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مشى خلف الجنازة لأن الأحاديث التي وصفت الجنازة قال(وتبعها حتى تدفن)والإتباع يكون من الخلف.

16-هدي السلف في دفن الجنازة كله بهدوء
وهناك بعض المماراسات في العالم الإسلامي عبث وترك السنن وعدل إلى البدع فحرموا هذا الميت المسكين من الدعاء
كما قال بعض السلف ماأحييت بدعة إلا أميتت سُنة وإذا خالف الناس الشريعة عوقبوا بهذه المخالفات. وينبغي لبعض الأخوان أن يدق ناقوس الخطر ويحيي السنن .

17-وحديث المرأة التي كانت تنظف المسجد وماتت ولم يعلم بها النبي ثم لما علم ذهب لقبرها وصلى عليها ودعا لها هذا الحديث من الأصول في العمل التطوعي فانظر كيف فضلها ودعى النبي لها.

18-مسألة هل غير المكلف يُسأل في قبره
مختلف فيها بين أهل السُنة وابن تيميه وابن القيم يميلون لقول أنه يُسأل وابن القيم في كتاب الروح فصل في ذلك.

19-قول( اللهم أْجُرْني) عند المصيبة
يصح مد الألف( آجرني).

20-ذكر صاحب الحاشية في توجيه قول الذي قال لأبنائه حرقوني إذا مت (لئن قدر الله علي):من القدر وهو القضاء. لامن الإستطاعة. هذا محل نظر لأنه ورد ذكره في الصحيح وهذا واضح أنه شك في القدروعذره الله. وأوردها شيخ ابن تيميه في كتابه منهاج السنة في ذكر المتأولين وذكر ذلك قبله البخاري وابن حبان. وهناك فرق بين المتأول والمتعمد.

21-في كتاب الموطأ هناك خمسة ابواب طويلة وكتاب الزكاة ثانيها بعد الصلاة.

22-قوله أن عمر بن عبدالعزيز كتب إلى عامله على دمشق .(يحتمل أن عمر كان مسافراً لأن مقر الخلافة في دمشق).

23-المال المُستفاد حوله حول أصله.

24َ -مالك يجعل مثل الركاز فيما أخذ بلا مؤنه.
25-مالك يرى أنه لازكاة في الحلي وهذا قول جمهور السلف. ولقد انكر الحفاظ على عمر بن شعيب عن جده في حديث الحلي
وقالوا هذا من مناكير عمر بن شعيب عن جده.

26- منهج الحفاظ أنهم لايخُرجون للذي يتعمد الكذب ولكن الذي يغلط ويوهم يتهمونه بالكذب وهذا فرق بين من يتعمد الكذب وبين من يتهمونه.

27-منهج الحفاظ أنهم يخرجون الحديث إذا لم يكن مرفوعاً من باب الإستحباب ويريدون المعنى انه صحيح.

28- بعض المتأخرين يرى أن أموال اليتامى مافيها زكاه. نرد عليه أن آثار الصحابه كلها في تفسيير الآيه(خذمن أموالهم صدقة تطهرهم)أن اليتيم يدخل في الزكاة.

29-فائدة مهمة في باب الزكاة والمعاملات المالية( مسائل التحولات المالية):لو مات رحل بعد إحدى عشر شهر من الحول وورثه ابنه يستأنف مال جديد. قول مالك
وأشار إليه الموفق ابن قدامه ان هذا قول. جماهير السلف.
30-الفرق بين المصلحة والبدعة أن المصلحة يُحتاج إليها كفرض العشور على أهل الذمة.

31-هناك فرق بين مُد الوضوء ومُد الصدقة
كماقال شيخ الإسلام.

32-النبي لايحتلم وهذا من خصائصة.

33-اختلف الحفاظ في مروان بن الحكم هل هو صحابي أو تابعي. والبخاري يميل إلى أنه صحابي.

34-من دقيق فقه مالك أنه يجوز الجماع لرجل قدم من السفر وهو مفطر وامرأتهُ مُفطِرَةٌ حين طهرت من حيضتها. والمشهور من مذهب أحمد أنه يُمسك والصحيح قول مالك
وهذه المسألة يلغز لها الفقهاء بقولهم :مكلفين رجل وامرأته يجوز لهما الجماع في نهار مضان.

35-قول مالك لاتكره الحجامة للصائم إلا خشية من أن يضعف .وهذا الصحيح لأن هذه هي العلة. وكأن مالك أراد أن يجمع بين الأدلة.
36-مالك يجوز صيام يوم الشك للحديث الأول في باب جامع الصيام لكن الحديث الذي في الصحيحين أثبت وأقوى( لاتقدموا رمضان بيوم... )

37-من مفردات مالك عن الأئمة الثلاثة انه يكره صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان
والأئمة الثلاثة يأخذون بحديث( من صام رمضان ثم اتبعه...) الحديث


تم بحمد الله كثيرًا .
قيده ؛ أبو عبد الله الهاجري
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك