أقوال الصحابة والسلف في إنزال الناس منازلهم
حامد شاكر العاني
أردنا في هذه الفقرة أن نركز على أقوال سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم كميزان لتصنيف الناس، لأنهم كانوا ينظرون بنور الله، ويضعون الشيء في محله، فقد جعلوا القرآن والسنة النبوية الصحيحة هما منهجهم في حلهم وترحالهم، لهذا نالوا السمعة والصيت الطيب بين المسلمين، وفيما يأتي نذكر بعضاً من أقوالهم:
1. يؤثر عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - أنه كان يأخذ بركاب زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، ويقول: (هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا)، وقال: (ثلاث من توقير جلال الله، إكرام ذي الشيبة في الإسلام، وحامل كتاب الله، وحامل العلم صغيراً كان أو كبيراً)[1].
2. وعزل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - شرحبيل بن حسنة عن الشام، وولى معاوية بن أبي سفيان بدلاً عنه، قال شرحبيل لعمر: لِمَ عزلتني ؟ هل رأيت شيئاً في ديني ؟ قال عمر - رضي الله عنه -: لا والله إنك كما أحب، ولكنني أريد رجلاً أقوى من رجل، كأنه رأى فيه ضعفاً، قال شرحبيل: فأخبر الناس حتى لا تكون فيهم مقالة، فخطب عمر الناس وأعلمهم بذلك.
فالإسلام ينظر في الرجل أنه كلما علت منزلته في المجتمع كان سبباً في زيادة مسؤوليته ومهمته، فالمجتمع المسلم يحتاج إلى الرجل القوي الذي لا تهزه المواقف والصعاب، ويستطيع أن يدير الأزمات ولا يقف أمامها عاجزاً مضطرباً، هكذا كان يفعل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في إختيار عناصره في إدارة الدولة والمرافق الحيوية.
3. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: (من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله، ومن آذى رسول الله فقد آذى الله عز وجل) [2].
4. وقال الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: (إن من حق العالم عليك: أن تسلِّم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تعينه في الجواب، ولا تطلبن عثرته، وإن زل قبلت معذرته، ولا تقول له سمعت فلاناً يقول كذا ولا أن فلاناً يقول بخلافك، ولا تضعن عنده عالماً، فإنما هو بمنزلة النخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيئاً) [3].
5. وقال كعب الأحبار: (وطالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات) [4].
6. وقيل لأحد الفلاسفة تراك تحب أستاذك أكثر من أبيك قال: (أبي سبب حياتي الفانية، وأستاذي سبب حياتي الباقية) [5].
7. وذكر أن الإمام الشافعي - رضي الله عنه - كان يقول: (كنت أُصفح الورق بين يدي الإمام مالك صفحاً رقيقاً هيبة لئلا يسمع وقعها)[6].
8. وقال الفضيل: (اتبعوا فقد كفيتم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم)، قال الذهبي: (إذا كان مثل كبراء السابقين الأولين فقد تكلم فيهم الروافض والخوارج، ومثل الفضيل يُتكَّلم فيه، فمن الذي يسلم من ألسنة الناس، لكن إذا ثبتت إمامة الرجل وفضله، لم يضره ما قيل فيه، وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع... وهل يراد من العلم إلاَّ ما انتهى إليه الفضيل (رحمة الله عليه) [7].
[1] ينظر: نشر طي التعريف في حملة العلم الشريف ص 59.
[2] ينظر: نشر طي التعريف في حملة العلم الشريف: 59. ذكره الخطيب في كتاب الفقيه والمتفقه.
[3] مختصرمنهاج القاصدين: 7.
[4] المصدر نفسه والصفحة نفسها.
[5] انظر: كنابنا: (حياة عالم الأنبار) مقدمة الشيخ صبحي الهيتي: 2.
[6] انظر: تربية الأولاد: 1 /408.
[7] انظر: سير أعلام النبلاء: ج8 ص448.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك