شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: نعمة الحسان مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ب حفص الحذيفي مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 014 إبراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 013 الرعد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 023 المؤمنون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 10-13-2014, 03:53 PM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي "فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنْذَرِينَ"

"فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنْذَرِينَ"



الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل





الحمد لله العليم القدير؛ فعال لما يريد، شديد المحال، عزيز ذي انتقام، نحمده كما ينبغي له أن يحمد؛ فنعمه لا تعد، وإحسانه لا يحد، وخزائنه لا تنفد، كم أعطى من خير؟ وكم دفع من ضر؟ ومنذ خلق الخلق وهو يغذوهم ويرزقهم، فلم يكلهم إلى أنفسهم، ولم يمسك رزقه عنهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ آياته مخوفة، ورحمته مرجوة، وعذابه محذور ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء:57]، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ بعثه الله تعالى لينذر الناس من عذاب ربهم، ويبلغهم دينهم، ويدلهم على سبل نجاتهم؛ فقال للناس: ((إِنِّي أنا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فالنجاء النَّجَاءَ فأطاعه طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا على مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ)). صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعتبروا بنذر الله تعالى إليكم؛ فاتبعوا رسولكم، وأقيموا دينكم، وخذوا على أيدي سفهائكم، واحذروا أن تحل نقمة الله تعالى بكم ﴿فَفِرُّوا إِلَى الله إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات:50].

أيها الناس: من سنة الله تعالى في عباده أنه لا يؤاخذهم بجهلهم، ولا يعاقبهم إلا بما كسبت أيديهم، ولا حاجة له سبحانه في تعذيبهم؛ لأنه عز وجل غني عنهم وعن أعمالهم ﴿مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾ [النساء:147].

ومن سنته سبحانه أنه يزيل جهل عباده بالعلم؛ فأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وعلمهم دينهم، وقطع معذرتهم ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء:165] وحذرهم عز وجل من التساهل بأمره أو الجرأة على معصيته؛ إذ بذلك ترفع عافيته، وتستجلب عقوباته في الدنيا والآخرة؛ فترك الطاعات، ومقارفة المحرمات أسباب للعقوبات الفردية والجماعية.

ومن رحمته سبحانه باللاحقين من عباده أنه أخبرهم بأحوال السابقين، وكشف لهم مصير الغابرين، وبين لهم عاقبة المكذبين؛ لئلا تتكرر العقوبات في البشر بتكرر العصيان؛ وليأخذ المتأخر العبرة مما حل بالمتقدم، ولكن أهل الاستكبار هم أهل الاستكبار، وأهل المعصية هم أهل المعصية، لا يتغيرون ولا ينتهون، فلا يعتبرون بالآيات، ولا يتعظون بالأخبار ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ﴾ [يونس:96-97] وفي آية أخرى ﴿وَمَا تُغْنِي الآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ المُنْتَظِرِينَ﴾ [يونس:101-102].

كم أنذر قوم بمن كانوا قبلهم فلم يعتبروا بهم، فسلكوا مسلكهم، فذاقوا العذاب مثلهم، وحين ينزل بهم عذاب الله تعالى يتذكرون نصح الناصحين منهم، ولكنه تذكر بعد فوات الأوان ﴿فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا﴾ [غافر:85].

وما الفائدة أن يعلم الظالم أنه ظالم حين عاين العذاب؟! وماذا ينفع العاصي علمه بخطر معصيته إذا نزلت به العقوبة؟!إنها سنة مكرورة في البشر، تسكرهم النعم، وتبطر بهم العافية، وتطبق عليهم الغفلة، فيبطشون بطش الجبارين، ويعملون للدنيا عمل الخالدين، وينسون أمر الدين؛ حتى إذا نزل بهم عذاب الله تعالى اعترفوا بأنهم كانوا ظالمين.. ولم يكن الغرور والتسويف والأمن من مكر الله تعالى وعقوبته قليلا في البشر، بل هو كثير.. وكثير جدا.. ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ * فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ [الأعراف:4-5] والاستفهام هنا يدل على كثرة وقوع ذلك، وتكراره في البشر أفرادا وجماعات، جيلا بعد جيل، وأمة في إثر أمة؛ إذ لو كان قليلا لم يستفهم عنه وإنما يذكر، فاعترفوا بظلمهم لما رأوا العذاب قد حاق بهم، وكان الأجدر بهم، والأنفع لهم أن يعترفوا بذلك قبل نزول العذاب، وفرعون لما رأى العذاب آمن فلم ينفعه إيمانه.

إنها مأساة البشر قديما وحديثا، وأغلاطهم المتكررة التي لا تكاد تنفك عنهم؛ فإن كانوا في نعمة لم يقيدوها بشكرها، واستجلبوا عذاب الله تعالى بكفرها، فإذا نزلت بهم العقوبة أدركوا خطأهم، وتذكروا نصح الناصحين منهم، ولو تقدموا في عظتهم، واستدركوا غفلتهم، وغسلوا خطأهم بتوبتهم لرد الله تعالى عنهم العقوبة، وزادهم من فضله.

وفي مقام آخر مشهد من مشاهد العذاب فيه تفصيل أكثر لحال المعذبين حين يعترفون بظلمهم، ويحاولون الهرب مما نزل بهم ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ﴾ [الأنبياء:11-15].

يا لله العظيم.. كم في هذه الآية من عبرة.. يركضون هاربين من بأس الله تعالى وعذابه، تاركين أسباب ترفهم وراءهم، زاهدين في أموالهم ومساكنهم.. ومن أبصر أحوال النازحين من الحروب والفيضانات، واللاجئين إلى غير ديارهم فهم هذه الآية حق الفهم.

تأملوا يا عباد الله اعترافهم في كلا المقامين بقولهم: إنا كنا ظالمين، فهلا كان اعترافهم قبل نزول العذاب بهم، ولا سيما أنهم قد أنذروا بمن كانوا قبلهم؟!

وكأنها عادة في البشر أنهم لا يتذكرون ولا يتعظون إلا إن نزل بهم شيء من العذاب، رغم علمهم بقدرة الله تعالى عليهم، ومعرفتهم بأخبار المعذبين من قبلهم، واضطراد هذه السنن فيهم؛ مما يعني ترتيب العذاب على العصيان؛ ولذا يقول الله تعالى عن هذا النوع من الناس وهو الأكثر في البشر ﴿وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ [الأنبياء:46].

ولا يعذب الله تعالى قوما حتى ينذرهم، سواء كانت نذره سبحانه إليهم رسل منهم يبعثهم ويؤيدهم بما يدل على صدقهم، كما أنذر نوح والنبيون بعده أقوامهم عذاب الله تعالى فكل نبي أخبر قومه أنه نذير لهم، ويقوم بهذه المهمة الإصلاحية بعد الرسل أتباعهم من العلماء والدعاة بإنذار الناس من عذاب الله تعالى إذا رأوهم على المعاصي. ومن نذر الله تعالى للناس ما يكون آيات كونية يخوفهم سبحانه بها فقد قال سبحانه ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء:59] وهذه الآيات قد يكون فيها شيء من العذاب والإتلاف كالزلازل والريح والأعاصير والغرق، وقد تكون مجرد تخويف لئلا يتمادوا في طغيانهم كالكسوف والخسوف، فقد جاء فيهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ من آيَاتِ الله يُخَوِّفُ الله بِهِمَا عِبَادَهُ)) رواه الشيخان.

وكل المعذبين من قبل ما عذبوا إلا لأنهم لم يأبهوا بنذر الله تعالى، ولم يستمعوا إلى نصح الناصحين منهم، ولم يعتبروا بهلاك من كانوا قبلهم، ولم يخافوا من تخويف الله تعالى لهم بآيات فيها مس من عذاب، أو فيها تخويف للعباد؛ ولذا ذيل الله تعالى قصة هلاك قوم نوح بالغرق بقوله تعالى ﴿وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنْذَرِينَ﴾ [يونس:73]. وذيل قصة هلاك قوم لوط عليه السلام بقوله سبحانه ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ المُنْذَرِينَ﴾ [الشعراء:173] فبين سبحانه أنهم كانوا منذَرين، وأن الله تعالى أرسل إليهم نذره فما حفلوا بها فحق عليهم العذاب.

وفي موضع آخر ذكر الله تعالى أن هذه السنة عامة في المعذبين، فما أهلكهم الله تعالى إلا بعد إنذارهم فقال سبحانه مخبرا عن كفار مكة ﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنْذَرِينَ﴾ [الصَّفات:71-73] ولم يستثن من ذلك ﴿إِلَّا عِبَادَ الله المُخْلَصِينَ﴾ [الصَّفات:128] وهم الذين اعتبروا بنذر الله تعالى إليهم، فأخذوا بأسباب نجاتهم، ونفى الله تعالى وقوع الإهلاك إلا بعد الإنذار مما يدل على أن هذه هي سنته في عباده ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ﴾ [الشعراء:208].

وأكد النبي صلى الله عليه وسلم هذه السنة الربانية في معاملة الله تعالى للبشر بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لَنْ يَهْلِكَ الناس حتى يُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِمْ)) رواه أحمد. أي: حتَّى يرجعوا باللَّوم على أنفسهم من كثرة ذنوبهم، ويَعْذِروا مؤاخذهم على ما يكون منهم. ففي رجوعهم على أنفسهم باللوم بيان عذر الله جل جلاله في مؤاخذتهم ومعاقبتهم.


نسأل الله تعالى أن يجنبنا سخطه، وأن يديم علينا عافيته، وأن يجعلنا من المعتبرين بنذره، إنه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ * وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ * ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ [الشعراء:205-209].

الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [البقرة:235].

أيها المسلمون: قد يصيب الله تعالى البشر بشيء من النقص أو العذاب غير المهلك ليكون إيقاظا لهم، كهلاك بعضهم، أو تلف أموالهم، أو نقص مواردهم، أو اضطراب أحوالهم ومعايشهم كما قال الله تعالى ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأَدْنَى دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة:21] ومنه ما يكون عذابا دون الإهلاك، ومنه ما يكون هلاكا لبعضهم ليعتبر به بقيتهم؛ لأنه سبحانه ذيل الآية ببيان حكمة هذا العذاب الأدنى وهي الرجوع إليه سبحانه لاتقاء العذاب الأكبر فقال ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة:21].

ومن هذا النوع تلف ثمار أصحاب الجنة ﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ [القلم:17-20] لكن لما رأوا أن العذاب أصاب ثمارهم سبحوا الله تعالى وتابوا إليه من ظلمهم ﴿قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ [القلم:29] وكان من نتيجة ذلك أن قالوا ﴿إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ﴾ [القلم:32].

وقد حذر الله تعالى الناس من استعجال العذاب؛ لأنه إن نزل بهم ندموا فلا ينفعهم حينها الندم، ولا يستعجل عذاب الله تعالى إلا من استهان بأمره أو شك في قدرته كما هو حال كثير من المنافقين في عصرنا حين يدعون الناس إلى العصيان، ويسخرون ممن يحذرهم من العذاب، ويفسرون نذر الله تعالى الكونية تفسيرات مادية يزيلون منها خصوصية التخويف؛ ليُؤَمِّنوا الناس من مكر الله تعالى حتى ينزل بهم العذاب وهم غافلون كما نزل بالسابقين، وما أهلك الأمم السابقة إلا طاعة هذا النوع من المستكبرين ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ﴾ [الصَّفات:176-177].

إننا يا عباد الله في زمن كثرت فيه الفتن، وتعاظمت المحن، وتوالت علينا النذر، واضطربت البلدان من حولنا، واستحرَّ القتل في الناس، فأخبار الصباح والمساء تنقل مشاهد الدماء وهي تنزف، والجثث وهي تملأ الطرقات في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها.. وأحوال الاقتصاد العالمي في كساد قد يؤدي إلى حروب ونزاعات، والأوضاع الإقليمية في غاية التوتر، والناس في ترقب..وآيات الله تعالى الكونية تتابع على الناس وليس آخرها الزلزال المتكررة، ولا الكسوف والخسوف المتتابع.. كل هذه نذر لمن هم في عافية حتى يرجعوا إلى ربهم، ويثوبوا إلى رشدهم، ويراجعوا دينهم، ولكن ويا للأسف ما تكرر في السابقين من الغفلة يقع فيه كثير من الناس.. وأهل النفاق والشهوات تؤزهم شياطينهم ويجلبون بخيلهم ورجلهم في محاربة دين الله تعالى، وأذية عباده الصالحين، وتعبيد طرق الفساد المؤدي إلى العذاب والهلاك، بإفساد المرأة ودعوتها إلى التمرد على الحياء والعفة والحجاب ورفض أحكام الشريعة التي فيها صيانتها، ويحاولون فرض الاختلاط على الناس بالقوة، وإفسادهم بأي طريق، وفي الناس ضعفاء سماعون لهم.

يجترئون على الله تعالى، ويحاربون شريعته، ويعادون أولياءه في وقت تتابعت فيه النذر علينا، واضطربت أحوال البلدان من حولنا، ويوشك الخطر أن يصل إلينا، ولا يعتبرون بذلك، ولا ثمة من يردعهم عن غيهم.

نسأل الله تعالى أن يجنبنا العذاب، فإن وقع فهم سببه، مع سكوت الناس عن إفسادهم.. ولن تنجو البلاد إلا بالمصلحين المحتسبين الذين يقفون عثرة في طريق إفسادهم، ويبينون للناس مخططاتهم، ويحتسبون عليهم، ويحذرون العباد منهم ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ [هود:117].







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:52 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات